الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الخلاص من الدكتاتوريه

وليد الحيالي

2003 / 9 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


             
 منذ ان تشكلت الدوله العراقيه الحديثه ومسلسل الاغتصاب  مستمراَ فيهاَ ومتصاعداَ في كل الاتجاهات السياسيه و الاقتصاديه والاجتماعيه عامه كانت ام خاصه. وكانما كتب علينا نحن ابناء النهرين ان نكون مختبراَ وستاراَ للغير. ولقد دفع  بهذا وساعد على اتخاذ العراق واهله درعاَ وساتراَ ووعاءََ اقتصادياَ بين فتره و اخرى لكل طامعاَ وافاقاَ محلياَ واقليمياَ ودوليين (ربما كان الاقليمي والمحلي هو الاخطر) هو ما يتمتع به العراق من عمق وموقع جغرافي وسكاني بالاضافه الى ثرواته الطبيعيه الغنيه المتعدده والمتنوعه في ذات الوقت. التي تحولت عبر الزمن احدى ادوات افقار وتجويع وتغريب ابناء العراق عن كل مايملك. بعد ان تحولت هذه الثروه الى مصدراَ للبلاء والشرور التي اصابات اهله وارضه وسمائه ومائه، فأيه مفارقه هذه تبعث علىالحزن ولاْسى التي تعتمر نفوسنا وتعتصر صدورنا.ماهذا المسلسل الذي عصف بنا حتى بلغ ذروته باستلام صدام حسين التكريتي وزبانيه الجهل والتخلف مقاليد الحكوم في غفله من الزمن العراقي.وخلال خمسه وثلاثون عاماَ استطاع حكم الجاهليه والحقد ان يجعل العراق وشعبه يعيش خارج دائره الزمن والمتغيرات الدوليه والاقليميه وليبعدوا عنه كل مضاهر الحياه الحضاريه. اي حقداَ يملئ قلوب هولاء ومن منا يصدق انهم ينتمون الينا. لا والله اني لاشك في ذلك. اذ جعل  هولاء العراق بكل مقوماته مركزاَ لصراع جنون عظمه التخلف لزعماء القمل الحضاري .وقد ايقن مجانين العصر بانه لايمكن لبناء الذات الغائره في عمق الساديه بان تحقيق المجد الزائف لايتم الا عن طريق احناء و سحق العراق كل العراق وبشتى السبل وباقسى اشكالها .هذا الذي حدث يجعلني اطرح  سؤال يستحق من كافه طبقات الشعب العراقي بكل فئاته و مثقفيه ومتعلميه واحزابه ومنظماته المهنيه والديمقراطيه الاجابه عليه.لما لهذه الاجابه من أهميه تاريخيه ومستقبليه .ولعل في الأجابه عليه تكمن حقيقه خلاص الشعب العراقي وانعتاقه الابدي من الظلم والقهر والسحق والطحن السياسي والاجتماعي والثقافي والطائفي والقومي... الذي يتعرض له هذا الشعب منذ حيناَ من الزمن ونيفاَ وزداد وحشيه  في العقود الثلاث الاخيره على ايادي ثله من الافاقين.وربما صدام حسين النموذج الاسطع لحكم الدكتاتور الفاشينازي الذي نما وترعرع في رحم مجتمع قابلاً لصناعه نموذج الدكتاتور، والذي من الممكن ان يستمر فيما اذااستمر معه نهج  صياغه مبادئ صناعه الدكتاتوريه .اذاً من أجل أن يتم عقم البيئه التي تلد هذه النماذج لأبد من تشخيص الحاله المرأضيه التي أنجبت هذا الوليد والمؤكد ليس هوالوليد الوحيد الذي يتربص الظروف فينا للظهور مره اخرى لانه كامن في داخل زعمائنا وبسطائنا لنرقص ونرقص ونضحك بسذاجتنا بعضنا على  البعض الاخر  في هتافاتنا المتكرره في تعظيم الفرد والفرديه.هذه النزعه المقيته في دواخلنا يجب ان تقتل بعد ان قتلتنا الف مره ومره.والا سوف تدور من جديد عجله الظلم ولقهر والسحق ........ما اردت ان أذهب اليه هنا ان الخطر لايكمن في الدكتاتور فقط وانما في  البيئه التي صنعت هذا الدكتاتور المقيت . والحال انه يتطلب اجراء عمليه جراحيه كبرى لأستئصال جذورمرض العظمه فينا، وزرع بيئه البساطه والتسامح والحب والشفافيه.نعم لعلنا لانزال نلمح الى حقيقه الاجابه على السؤال الرئيس الخطير والكبير الذي يحتاج الى جرئه استثنائيه وغير عاديه..لذالك ساحول الاجابه على هذا السؤال وأنا متيقن أن شخصيه صدام حسين نمت وترعرعت في رحم مجتمع أعتمد في اداره شؤنه العامه والخاصه وفي حواراته الاجتماعيه والثقافيه والاخطر السياسيه ردحاً طويلاً من الزمن ولازال عليه مستمراً هو اسلوب الولاء قبل الكفاءه في الاداره العامه والخاصه في اان واحد،وحوار الطرشان الذي يكتنفنا فيه يتكلم المتحدث ولايسمع الا صدى كلامه والاخر لايسمع ولكن يتكلم..وكلاهما يعتقد انه هو المحق ولاخر مخطئ .كلاهما يعتقد انه مصيب ولاخر مخطئ.كلاهما يعتقد انه يملك الحقيقه ولأخر مغيب.كلاهما يعتقد انه الأجدر بالقياده وحده ولاخر يتبع ....الكل يعتقد أنه راعي والبقيه قطيع.
نعم في مجتمع يعتمد على اسلوب الولاء قبل الكفاءه في تقييم الفرد فهو بالضروره مجتمع من المجتمعات المتخلفه اجتماعياً وسياسياً. بهذه القسوه يجب ان نعالج مشاكلنا لان المصاب بمرضاً عضال لأبد من معالجته معالجه جذريه بعد تحديد المسببات المرضيه لأجل ضمان شفائه في المستقبل .أن غياب المجتمع  المدني بكل مضامينه ومعانيه القانونيه والسياسيه سوف يبقى مؤهلاً في كل المراحل لانتاج الدكتاتور .أذاً اعتقد جازماً -لاحظ تعبير الجزم فهو وليد ثقافه دكتاتوريه تربى عليها العراقي - ليست المشكله فقط في التخلص من صدام حسين وعصابته المجرمه ،بل يتطلب الامر تاسيس العراق على قاعده المجتمع المدني . مجتمع القانون ومؤسساته الدستوريه في كل مناحي الحياه نظام يقوم على احترام الانسان وادميته .لعل الجميع يتفق بأننا بحاجه الى دوله يحترم فيها الجميع القانون ...الى دوله يحق للجميع التعبير عن رأيه بكل حريه...الى دوله يستطيع فيها الفرد ان يختار ممثليه بكل حريه.دوله لاوجود فيها الى الزعيم الاوحد والقائد الضروره دوله فيها الجميع يحكم الجميع .دوله فيها الناس امام القانون سواسيه .لا وجود لمن هو ابن القائد او القائد اوصحبه واهله فهم فوق القانون .دوله فيها الحق بالعيش الكريم لمن هو افضل في العمل والانتاج والابداع، ولا وجود لمبدأ من ينتمي الى الحزب القائد فهو عراقي لاننا ليس بحاجه لاحزاب تقود وانما بحاجه لاحزاب من اجل ان تخدم...هل سيتحقق ذلك من الممكن ان نعيش او نبقى من اجل ان يعيش الزعيم... ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة