الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراجع(الأصولية)أمام(الجهادية)و(السلفية الجهادية)-

محمد سيد رصاص

2007 / 6 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


يحصل,في مسار تطور التيارات السياسية الكبرى,غلبة لإتجاه على آخر,بشكل يؤدي إلى تغير الموازين في حركية التيار المعني:حصل ذلك في تطور الحركة الماركسية لمابرز الإتجاه البلشفي منذ عام1917 على حساب الإتجاه الاشتراكي الديموقراطي,ثم أظهر(اليسار الجديد), منذ الستينيات بطبعاته الغيفارية والماوية المسلحة وغير المسلحة,بروزاً كان مترافقاً مع بداية انحسار الطبعة البلشفية للأحزاب الشيوعية العالمية.
تعيش الحركة الأصولية الإخوانية في عملية تراجع,منذ السبعينيات,أمام ظاهرة سميت آنذاك ب(الإتجاه الجهادي),الذي تعود جذوره الفكرية إلى كتاب سيد قطب:"معالم في الطريق",الصادر في عام1964.برز هذا الاتجاه أول مابرز في سوريا عبر ظاهرة الشيخ مروان حديد الذي انشق عن تنظيم الإخوان المسلمين في أوائل السبعينيات ليؤسس تنظيم(الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين),الذي استطاع في حوادث1979-1980جرَ كل تنظيمات الإخوان,بالجناح الشامي(عصام العطار)وجناح التنظيم العام(عدنان سعد الدين-علي البيانوني)إلى مسار العنف المسلح والصدام مع السلطة.ثم حصل ذلك في مصر ,أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات,مع تنظيمي(الجهاد)و(الجماعة الإسلامية),وبعد هذا حصل ذلك في الجزائر لما طفى تنظيم(الجماعة الإسلامية المسلحة)على السطح بعد انقلاب العسكر الجزائريين في عام 1992 على حساب(الجبهة الاسلامية للإنقاذ).
الآن,تشهد الحركة الاسلامية العالمية عملية بروز ظاهرة جديدة على حساب (الإخوانيين)و(الجهاديين),هي(السلفية الجهادية),الناتجة عن تلاقي تنظيم(الجهاد)المصري ,بزعامة الدكتور أيمن الظواهري ,مع السلفية المنشقة (=أسامة بن لادن)عن الحركة الوهابية الرسمية,في (تنظيم القاعدة)منذ عام 1998.في نفس تلك السنة انشق تنظيم(الجماعة السلفية للدعوة والقتال)عن (الجماعة الاسلامية المسلحة)في الجزائر ليصبح عبر مسار سياسي متعرج أهم ظاهرة اسلامية في المشهد الجزائري الراهن عبر(تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي) بعد تداعي (الإنقاذ)و(الجماعة)و(حركة النهضة)وخليفتها(حركة الإصلاح الوطني).في العراق أيضاً نشهد الآن حركة مماثلة مع (تنظيم القاعدة), ومع حركات هي أقرب للسلفية من قربها للأصولية,مثل تنظيم (أنصار السنة),فيما حصر التنظيم الإخواني نفسه في وضعية وسطية ,بين الإحتلال والمقاومة,لم يستطع من خلالها أن يُحصِل شيئاً من الضفتين.الآن تشهد سوريا تنامياً قوياً للظاهرة السلفية في الوسط المتدين,وهو ماتدل بوادر كثيرة على بداية حصوله في الأردن وفلسطين,بينما شهدت أفغانستان ,منذ حركة(طالبان)في أواسط التسعينيات وللآن بعد احتلال2001,عملية قضم التيار السلفي لمواقع الاتجاه الجهادي(=الحزب الاسلامي بزعامة حكمتيار)والأصولي(=الجمعية الإسلامية بزعامة برهان الدين رباني وأحمد شاه مسعود وحزب الاتحاد الاسلامي بقيادة عبدرب الرسول سيَاف).
في الستينيات ,كان هناك ظاهرة تحول(الشيوعي) إلى(اليسار الجديد),أواتجاه قوى غير ماركسية نحو الأخير,فيمالاينتقل صاحب(اليسار الجديد)نحو موقع الآخر.الآن نشهد ذلك مع(السلفية الجهادية) من حيث علاقتها مع(الإخوانيين)و(الجهاديين),فيماحصلت نفس الظاهرة من حيث علاقة الإتجاه الأخير مع الحركة الإخوانية في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات,وربما كانت أمثلة الشيخ مروان حديد والشيخ عبدالله عزام(الآتي من الحركة الإخوانية الفلسطينية-الأردنية ليتزعم ظاهرة "الأفغان العرب")وقيادي(الإنقاذ) الشيخ محمد سعيد في الجزائر الذي انضم إلى(الجماعة)في عام1994,تعطي مؤشرات قوية على ذلك.
يلاحظ , في هذا الإطار منذ السبعينيات وحتى الألفية الجديدة, بأنه إذا انطلقنا من اعتبار الظاهرة الإخوانية هي (الوسطية),كما تقول عن موقعها في الفكر السياسي الاسلامي,فإن هذه(الوسطية)هي في حالة تراجع لصالح(الجهادية) كلما تقهقرت الحالة الاسلامية أمام ضربات وقمع الأنظمة,الأمر الذي نجده أيضاً حيال (الخارج الغازي)و(الداخل المتعاون معه),كما حصل في حركية الحركة الإخوانية الأفغانية,والعالمية, ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان(27-12-80)والحكم الشيوعي المحلي في كابول.الأمر نفسه يحصل الآن في مرحلة مابعد سقوط أفغانستان والعراق بيد الإحتلال الأميركي:شهدت الحالة الإخوانية تراجعاً في القوة,بعد مشاركتها في العملية السياسية التي أعقبت الاحتلال في كل من كابول وبغداد,لصالح (السلفية الجهادية)التي تشكل قوة أساسية في المقاومة المسلحة للوجود الأميركي في البلدين.فيما شهدت الجزائر المرور في المراحل الثلاث خلال عقد ونصف:تراجع (الإخوانية)أمام(الجهادية)منذ1992ثم تراجع الأخيرةأمام(السلفية الجهادية)بعد عام1998.
كانت ظاهرة تشي غيفارا في بوليفيا,التي لقيت موقفاً مضاداً من السوفييت والحزب الشيوعي البوليفي,مؤشراً على قرب دخول الحركة الشيوعية العالمية,وفق طبعتها السوفياتية التي حصلت مع انشاء منظمة الكومنترن في عام1919,في طور انحداري وانحلالي:هل تدل(الظاهرة الجهادية)ثم(السلفية الجهادية) على دخول الحركة التي أنشأها الشيخ حسن البنا بآذار1928في طور تدهور القوى والانحدار والانحلال,أم أن اتجاه أردوغان إلى خلافة الإخواني أرباكان عبر اتجاه اسلامي متجدد يدل وسيدل على قدرة هذه الحركة على لبس قميص جديد,إذا لم نقل طقم كامل جديد من الثياب؟........................









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف