الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محكمة ستقشع.. الغموض المتكاثف

سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)

2007 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


خلال الفترة الوجيزة التي أعقبت إقرار القرار الدولي بتشكيل محكمة ذات طبع دولي خاصة بموجب الفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة، تواترت تصريحات من قبل الأطراف التي كانت تعارض تشكيل تلك المحكمة، بنبرات الخطابية الزاعقة، ربما يمكن تفسيرها بأنها لزوم دفع حالة البلاد إلى مزيد من التردي، بدءاً من رأس المعارضة اللبنانية بوصفها أنّ تلك المحكمة غير عادلة، وانتهاءاً بالحكومة السورية التي أعتبرت هذا الإقرار بأنه انتقاص من سيادة لبنان، وسيعرضه للقلاقل.
ومع أنّ تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة "رفيق الحريري" رئيس الوزراء اللبناني المغتال، أفضى إلى نتائج ملموسة، تعتبر في حد ذاته خطوة ايجابية لأخذ العدالة مجراها على الأقل... لكن لا ريب أنّ أهمية هذه المحكمة فيما وراء ضجتها الإعلامية، تتمثل في ظرفية زمانية تشكيلها، والتي تتزامن مع عدد من المستجدات، التي يمكن اعتبارها مؤشرات على تحول مجرى الأوضاع الاقليمية الأخذة في التصاعد، سيما في قطاع الغزة، وفي شمال لبنان، ووسط العراق..
والسلطات السورية التي ترعى وتساهم وتشرف على كل هذه التحركات المثيرة للفوضى في المنطقة، عبر تسويقها لأشخاص على شاكلة "الفتح الإسلامي". أنّها تدرج سلوكها على هذا النحو بأنها عمليات مشروعة للحفاظ على دورها المحوري في المنطقة. سيما بعيد زيارة "نانسي بيلوسي" لدمشق ولقاءها بالرئيس بشار أسد قبل أشهر قليلة. ويبدو أن الحكومة السورية قد قرأت تلك الزيارة قرأة خاطئة، لدرجة إن خوفها قد اختفى وتبدد بعدها.. وإن لم يطل. وشعرت بأنها محميٌة بعلاقاتها وطريقة أداء دبلوماسيتها في كل من لبنان، والأراضي الفلسطينية، والعراق التي هي أهم أسواق لمخابراتها في عرض مسرحياتها الدموية..، فضلاً عن تعزيز موقفها بدعم الايراني لها، التي للأخيرة أجندة تضمن لها الحفاظ على مصالحها في المنطقة، لبعض الوقت.
فالمحكمة المشكلة مدعومة من قبل الأسرة الدولية للقيام بمهمتها، لذا فإن النظام في سوريا انبرى وعلى نحو مستمر لإعاقة تلك المهمة، حارصة على وضع العراقيل أمام تشكيل تلك المحكمة، في خشية منها أن يتم استغلالها للقبض على المتورطين في ارتكاب المجزرة الرهيبة، من داخل النظام وتقديمهم للمحاكمة.
لذا أتت مواقف بعض دول دائمة الأعضاء وأخرى مؤقتة بتمرير تشكيل المحكمة الخاصة لمحاكمة قتلة "الحريري"، لتشكل محاولة أخرى لكسر محاولات مقاومة النظام في دمشق في عرقلة تشكيل محكمة كتلك. ولسوء حظها يبدو أن هناك تحالفاً جديداً من الدول المستعدة للانخراط في مثل الضغوط، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، كذلك بعض الدول العربية المحورية. ولابد من الإشارة في هذا الإطار إلى الموقف الفرنسي الجديد تحت قيادة "نيكولا ساركوزي" الذي رأى أن تلك المحكمة: ستجلي الأمور للجميع...
لذا يكمن الخيار الآخر في التصعيد من حدة الضغوطات لإرغام النظام على قبول توجهات الأسرة الدولية في منع تصدير الأسلحة والمسلحين إلى دول الجوار السوري. وتشمل هذه المقاربة في مراحلها المتقدمة، التهديد باستخدام القوة من قبل التحالف الدولي، كما ينص عليه الفقرة السابعة، كما يتعين، ضمن هذه المقاربة، بعث رسالة واضحة إلى النظام في دمشق تحذر من العواقب الوخيمة في حال الاستمرار في تهديد أمن الدول المجاورة وزعزعة الاستقرار فيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا