الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمتٌ كالعادة

ايفان عادل

2007 / 6 / 7
الادب والفن


في الليلة الماضية قطعتُ معظم شوارع مدينتي مشياً على الأقدام وكأنّي لم أمش إلا خطوةً أو خطوتين فصرتُ في حيرةٍ من أمري وخوفٍ وقلقٍ, ورحتُ أسألُ نفسي ... ماهذا؟ هل صغرت مدينتي مع أنّها تكبرُ يوماً بعد يوم؟ أم أنّ إحساسي وشعوري بكلل ِ القدمين قد بدأ يموت منذ اليوم ....؟
كانت قدماي مسرعة نحو "لا أدري" ببطءٍ شديد, خطواتها كانت ثقيلة رغم إحساس الخفة الذي كان يمتلكني حتى أنّي صرتُ أعتقدُ أن لاأحد يمكن أن يقتفي أثراً لمسيرتي ....
كانت مسرعة ً إلى المجهول
وبعد زمن ٍ لابأس به من مسيرة المجهول
وقفتُ هنيهة لأسألها ....
مابالكِ مسرعة ً كأنـّكِ تمضين إلى وجهةٍ واضحة المعالم؟
فقالت .. لا .. ليس لي من وجهةٍ
فقلتُ لها .. إذن هل هو موعدٌ مع حبيبةٍ أو صديق, أم هي جلسة ُ أنس ٍ أم صلاة؟
فقالت .. لا .. ليس لي من موعدٍ ..... أو جلسةٍ
ورحتُ أستفسرُ أكثر, فقلتُ لها ..
إذن هل هناك من أمر ٍ تريدين أن تطلعينني عليه؟
هيا إذن أسرعي وخذيني إليه لابدّ أنـّه شيءٌ جميلٌ جداً
هيا ... هيا أسرعي
وبعد تذمّر ٍ وغضبٍ وتصلـّبٍ في الأرض كأنـّها سيقانٌ جذورها مدفونة ٌ في التربة منذ آلاف السنين.
قالت .. سألتني (مابالكِ مسرعة ً ... في خطواتكِ) وأنا لم أجب لأنـّي وبكلّ بساطةٍ لاأملكُ أيَّ جوابٍ, فالجواب عند صاحب السؤال.
لكن دعني أسألكَ شيئاً .. مابالكَ أنتَ صرتَ بطيء الفهم, حائر الخطوات, شارد الذهن, كأنـّكَ لست من عرفتُ حتى اليوم, كأنـّكَ شخصٌ آخر.
أيُعقلُ يا ((سيّدي)) أن أمشي لوحدي دون إذن ٍ منك, أو أختار وجهتي دون إيعاز ٍ منك, صحيحٌ أنـّي قد أسرعتُ بعض الشيء, أتعلم لماذا؟
هذا لأنـّي أريدُ أن أتخلص منكَ, أريدُ أن أنفصل عنكَ وأنا لستُ وحدي من تريد هذا, فاسأل يديكَ وعينيكَ واسأل كلّ أعضاء جسدكَ ..نعم.. نحن كلنا نريد أن ننفصل عنكَ لنتشكـّل من جديدٍ بعيداً عنكَ.
فقد سئمنا .. حيرتكَ التي لا نهاية لها, وأسئلتكَ التي لا أجوبة لها, ووحدتكَ التي لا صحبة لها, وقد شبعنا
من خيالكَ الذي يسيرُ في كون ٍ مشتـّتٍ بلا حدودٍ أو قرار.
فمنذ أن بدأت تمشي في هذه الليلة وأنتَ تحدّدُ أهدافاً مؤقتة لاأفهمها, فتارة تأخذني إلى حديقةٍ عامة وتارة أخرى تأخذني إلى فتاةٍ جميلة, أو إلى بيتٍ قريبٍ ومنه إلى متجر ٍ, ثم إلى .....! أو إلى ....؟
حتى أنـّي صرتُ أجهلُ أين أنا من هذه المدينة التي رافقتكَ فيها لمشاوير ٍ عدة.
لا تقف لسؤالي بل لسؤال نفسك ..
لا تعتب عليّ بل على نفسك.
هيا قـُل شيئاً .. كلـّمني .. أجبني
....................
....................
ماهذا .. آه لاأرجوك .. صمتٌ كالعادة ....؟
إذن هيا بنا نعود إلى حيث نعود كلّ ليلةٍ, لننطلق في الصباح إلى رحلةٍ جديدةٍ من مسيرة المجهول.
هيا بنا ... أهٍ لو أنـّني خُيّرتُ قبل أن أصبح قدميكَ, لكنتُ أفضل حالاً مما أنا عليه الآن.
هيا يا ..... ماذا ننتظر؟
عفواً أقصدُ ماذا تنتظر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-