الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحُبّ...وأشياء أخرى

محمد أبوعبيد

2007 / 6 / 8
الادب والفن


من نافلة المبالغة المجازية , يُخشى أن يصبح لكل مواطن عربي مطرب . ويُخشى أن يصبح الأول مطرباً فلا يعود يسمع المطرب إلا نفسه .لا تقييم هنا للأصوات, فهذا شأن أهل الاختصاص , وإن كان يحق للمرء أن يوظف ذائقته ويحكم . من مئة أغنية يمكن مشاهدتها في اليوم , أو الاستماع إليها , فإن القاسم المشترك لهذه العيّنة هو الموضوع .....الحُبّ وما يكنه من مسرّة أو تعاسة . كلمات مستنسخة عن بعضها ,ومشاهد تُولد من أرحام بعضها بعضاً لدرجة التوارث الجيني .

ما انفك يشكل الحب والمرأة , ولو خيالا , همّاً وموضوعا لدى الكثير من شعراء القصائد والأغاني . التشبيب والغزل في المرأة وعشقها منذ الجاهلية وحتى هذه اللحظات أمْر نردده , وبالكاد تجد مَنْ لا يستعذب طِيب الغزل ورقة الأشعار . لعل ما يشفع لبعض الأغاني التي تتحدث عن الحب هوعذب الكلمات كما في عدد لا بأس به من الأغاني الخليجية , و من العربية الأخرى . لكن هذا العدد " اللابأس " أصبح بأساً وبؤساً قياساً " بتسونامي" الأغاني الجارف حالياً . المعظم يغني لحبيبة هجرت أو خانت أو لم تبرح ذمة الحب , والعكس جارٍ , والمَشاهد في معظمها توائم .
هذا الفائض من الأغاني ذات المضمون الواحد متوازٍ مع فيض ٍ من القضايا التي تنشب أظفارها في لحم المجتمعات العربية ,بدءاً من البحث عن لقمة خبز وضيق العيش وفسحة الأمل , مروراً بتأمين مسكن كريم وآمن , وصولا ً إلى صنوف المعاناة السياسية والاجتماعية والاقتصادية و الفكرية والثقافية . ما دام المغنون يشرحون لنا أن أغانيهم تحمل رسائل وتعبر عن واقع ما , تساورنا الريبة , حينها , في أن يكون الواقع العربي ممَثّلا فقط في دراما الحب , وفي الرفاهية التي يظهر بها أبطال الأغاني على صعيد السيارات الفارهة , والحِسان المتنافسات على هذا المغني أو ذاك .
رُبّ غناء عن الكتاب , أو عن قيادة السيارة بسرعة زائدة مهلكة للحرث والنسل , أو عن كوكب ,هو غناء مستهجَن لا مستحسن لدى المعظم نظراً لصعوبة توظيف مشهد ضمن هذا الإطار يناسب الشكل الذي يجب أن تظهر فيه فتاة " الفيديو كليب " . إلا إذا ابتدع بعض " المبدعين " مشهداً يجيز لبطلة " الفيديو كليب " أن تضع كتاباً على بطنها وهي بلباس البحر وتغني له دلالة على أهمية بطون الكتب في كل مكان وزمان . حينها قد يعشق الناس الكتاب من جديد .
فلننْسَ , لحين, الكتاب والسيارة الطائشة والكوكب , فقضية الجشع والفقر, مثلا ً , تستحق بضعَ أغاني , وإن كان هناك من غنى لذلك مثل خالد عجاج . ومن يشاء البحث عن قضايا , غير الحب , تصلح موضوعات للأغاني ,سيجد العشرات , شرط أن لا تكون موسمية كحال الأغاني الوطنية التي لا تظهر إلا حين وقوع المأساة ,حينها تصبح الأغنية " موضة " يريد مجاراتها معظم المغنين .
لنتفاءل قليلاً ....ثمة قضايا مفرحة , غير الحب , يمكن أن تكون أفكارا للأغاني ,كما في الإبداع الرحباني الذي وصل إلى حد التغني بطيارة الورق وخيطانها , وكم يحمل ذلك وصفا جميلا للطفولة .إبداع تغنى بالخريف فتجلى الرجع بربيع سعاد حسني . وقدم الرحابنة الحنين إلى الماضي بذكرياته الجميلة كما في أغنية " كان الزمان " . وغير ذلك من الموضوعات التي لم تفت عدداً من الشعراء والملحنين والمطربين ولا متسع لذكرهم . ليت يأتينا الفرجُ من أصفهاني يجدد لنا الأغاني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف