الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوثيقة التاريخية بشروطها الثلاثة

فرات المحسن

2003 / 9 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



بدبلوماسية ذكية حصيفة وهادئة حقق مجلس الحكم العراقي المؤقت أولى خطوات النجاح الخارجي ليحتل مقعده في الجامعة العربية دون عوائق تذكر بالرغم من التصريحات الأولية الممانعة التي أطلقها الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى ومجموعة غير قليلة من ممثلي وزارات الخارجية العربية. فقد ظهر أنهم قد رضخوا في نهاية المطاف الى الأمر الواقع ليجدوا السيد هوشيار زيباري مجاورا لهم في مجلسهم، وليذكرهم بتنظيراتهم عن الديمقراطية والانتخابات والدستور.
لم يكلف السيد الزيباري نفسه عناء ومشقة الحوار الطويل وإنما مهد له بابتسامة هادئة تدلل على عقلانية غابت لفترة طويلة عن الخطاب السياسي والدبلوماسي العراقي.قدم لهم نمطا جديدا من التفكير الجاد الباحث عن خلق مزاوجة بين الواقع والمفترض .مع ذلك لا ينكر أن تلك الابتسامة المطمئنة والموحية تشي بأبعد من ذلك.أنها تحمل المغزى الكبير لأدراك ما يدور في أروقة تلك المؤسسة العربية، وعن خفايا كثيرة تتداخل في نمط الحراك السياسي لمحاور الدبلوماسية العربية.عندها يمكن البحث عن قدرة تلك المؤسسات السياسية  لإدارة معركة من الوزن الثقيل مع السيد الباعث بالإشارات الموحية من خلف الحدود .ولا أدري لم لا ترغب تلك الدوائر أن تراجع خطابها بعقلانية مبنية على معطيات الواقع دون الوقوف عند حدود تاريخية منغلقة ونافرة عافتها الألفية الثالثة ورائها في أواسط القرن الماضي .فالمؤسسة العربية لازالت تستطيب معالجة الوقائع بتنظيرات  تتمحور حول هدف يوحي بالتماسك والقوة  دون أن يمتلك ناصيتهما.إيحاء تضليلي يصارع الزمن والمتغيرات بتبريرية سقيمة ومكابرة مفتعلة لم تنتج غير خطابٍ موتورٍ متعالٍ متنافرٍ لكنه هشا حد اللعنة، فأوقعها وشعوبها بورطات و خيبات لا حصر لها.
ثلاث نقاط طلبتها الجامعة العربية من مجلس الحكم العراقي المؤقت ووفقها سمح له (باحتلال) مقعد العراق في تلك المؤسسة العليلة . الشروط الثلاثة هي أن يصاغ دستور للعراق وأن تجرى انتخابات ديمقراطية ومن ثم تشكل سلطة وطنية أي حكومة منتخبة.وهذه الشروط هي محور ما يطرحه مجلس الحكم الآن وما يريد أن يعمل من أجله خلال فترة وجوده المؤقت (بحسب ما يعلن ). في حقيقة الآمر فأن النقاط الثلاث أو الشروط مثلما سمتها وسائل الأعلام جاءت كمأزق أو ورطة حقيقية للجامعة العربية ذاتها وليس لمجلس الحكم العراقي وربما سوف يضعها في مواقف محرجة جدا أمام الشعوب العربية في القادم من الزمن.
السيد عمر موسى وفاروق قدومي وسفير اليمن عدوها شروطا ملزمة من واجب مجلس الحكم العراقي التقيد بها و تنفيذها كي يعد مالكا واقعيا وحقيقيا للمقعد .وكان السيد وزير خارجية العراق من الفطنة بحيث رحب بها ووافق عليها مباشرة ودون تردد، فقد نظر إليها كشروط تتوافق وخطة مجلس الحكم العراقي لإدارة العراق وقد وضعها المجلس في أولويات جدول أعماله (بحسب ما يعلن )، في ذات الوقت فأنها تمثل دعما لمجلس الحكم في مسعاه للحصول على مكاسب في الأرض من سلطات الاحتلال عبر الضغط الداخلي المسنود من الخارج لتوسيع سلطة المجلس.
من المفترض أن تكون هذه الشروط سابقة ذات دلالات كبيرة ووثيقة تاريخية يمكن اللجوء إليها في محاججة وتقييم أوضاع الحكومات العربية الممثلة في الجامعة، وتعميمها كشروط من اللازم أن تتوافق  توصيفاتها مع مجريات الأوضاع القانونية لمجمل الحكومات الأعضاء  ليتم قبولهم في عضويتها كسلطات معترف بها ومن ثم يجري تسليمها مقاعد بلدانها. ومن المناسب جدا أن تدرج تلك الشروط كوثيقة يعتمد عليها في إعادة صياغة ميثاق الجامعة العربية المزمع أعداده وفق معطيات الحاضر.ومن العدالة أن تتم معاملة الحكومات العربية على ذات الأسس  والشروط  ودعوتها لأجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية في بلدانها بعد أن يتم تغيير دساتيرها بما يكفل الحريات السياسية والاجتماعية لشعوبها . وعلى الجامعة العربية أن توسع تلك الوثيقة لتضمن حق الشعوب العربية في الاستناد لها  (بعد أن وافق عليها جميع مندوبي الحكومات العربية) لاستخدامها كلائحة وسند قانوني ومناشدة  إدارات الجامعة للتقيد بها والضغط على الحكومات العربية للأخذ بها وتنفيذ شروطها التي تفترض الديمقراطية السياسية والشرعية الوطنية لجميع الحكومات المنضوية تحت مظلة الجامعة العربية.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت