الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنشاء نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي بأوروبا الشرقية: هل هي بداية حرب باردة جديدة؟

خالد ديمال

2007 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تروفاسيك بجمهورية التشيك،قرية صغيرة،يعيش سكانها على الغابة،هناك،بهدا التحديد الجغرافي،وسط أوروبا الشرقية،تريد الولايات المتحدة إنشاء نظامها الدفاعي،يحدث هدا في اللحظة التي يريد السكان الاحتفاظ بغابتهم،لدلك مارسوا احتجاجهم أمام البرلمان أكثر من مرة،بهدف إظهار رفضهم للمشروع،حماية لأنفسهم كما يقولون،وقد وجدوا في الاستفتاء طريقة جيدة،وطرحوه كفكرة،وقد عبروا عن هدا الرفض لخوفهم من الإشعاعات التي قد تصدر عن منظومة الدفاع الأمريكية هده،والتي قد تمنعهم مستقبلا من الذهاب إلى الغابة التي يعيشون منها،وتعتبر متنفسهم الوحيد،بما قد ينتج عن المشروع من آثار قد تحد من حركة السير نهائيا لدى الساكنة،وتعرقل ذهابهم ولو لمسافة قصيرة نحو الغابة،قد لا تتعدى خمسين مترا على اكبر تقدير.
ولاحتواء هدا الرفض والاحتجاج لدى ساكنة القرية،فقد طرحت الولايات المتحدة مبلغا مجزيا وصل إلى مليار600 ومليون يورو كتعويض عن أضرار محتملة الوقوع جراء النظام الصاروخي المزمع نصبه بالمنطقة، وبالتالي لن يكون إنشاء المشروع بالمجان.
إلا أن هناك تساؤلات عدة بدأت تطرح في سياق إخراج المشروع إلى حيز الوجود، والمتعلقة بالوظائف التي يمكن أن يأتي بها المشروع خاصة إدا كانوا هدفا لتنظيم القاعدة ؟
هناك من المحللين الاستراتيجيين من رأى انه بالرغم من انتهاء الحرب الباردة ،فان سباقا للتسلح بدأ بين روسيا وأمريكا.وكرد فعل بصيغة النفي ، بادرت أمريكا إلى التعبير عن خوفها من احتمال تهديد صاروخي إيراني أو كوري شمالي ،وفي سياق دلك جاء مشروعها الدفاعي،واحتمال تحقق هدا التهديد لكل من أوروبا وأمريكا ،الأمر الذي دفع أمريكا إلى تفعيل مشاورات بهدا الشأن بين كل الأطراف المعنية ،خاصة الدول الأعضاء في حلف الناتو،وهي أسباب تراها أمريكا موضوعية لتطوير نظامها الدفاعي انطلاقا من أوروبا الشرقية – التشيك /وبولندا- ،مؤكدة أن هناك في تركيا على الخصوص،واليونان أيضا ،توجد مناطق يمكن إصابتها بصواريخ إيرانية ،مضيفة أن النظام الراداري الأمريكي ما يزال قيد التطوير ،بل أمريكا مصرة على تطوير منظومتها الدفاعية ،وماضية قدما في اتجاه تحقيقها ،في حين تذهب روسيا إلى القول ،بأنه ادا ما كان هناك من تهديد ،فهو يمر عبر القطب الشمالي ،لأنه الأقرب بالمقارنة مع أوروبا الشرقية ،وهي كافية لصد التهديدات الإيرانية .
وفي اللحظة التي وجه فيها بوتين نقدا لاذعا لأمريكا ولنظامها الدفاعي ،ولمخطط الناتو بشكل عام ،مبديا استيائه من الاستعدادات الأمريكية فقد أكد أن الدول التي تقصدها أمريكا ،-إيران على وجه الخصوص-، لاتملك أي رؤوس نووية أو صواريخ بعيدة المدى،والمعني بهدا النظام هي روسيا.
إلا أن أمريكا أكدت أن إيران التي تبرؤها روسيا ستملك وسائل التهديد خلال ثمان سنوات .لكن روسيا تصر على التأكيد أن النظام الدفاعي الأمريكي هو تهديد لروسيا ،حيث يصبح الجزء الروسي الأوروبي ملكا للنظام الدفاعي الأمريكي خاصة وان روسيا النووية أصبحت متجاوزة،لدلك يصبح الخوف الروسي من منظومة الدفاع الأمريكية مشروعا.
تجاهل أمريكي للقلق الروسي:
ما الذي يحمله بوش لإقناع الأوروبيين حول الدرع الصاروخي؟
لتهدئة الروس ،بعث بوش بتطمينا ت لغوية إلى بوتين ،مفادها أن الحرب الباردة قد انتهت ،وبالتالي لا فائدة من القلق ،مؤكدا أن الدرع الصاروخي الأمريكي هو موجه ضد دول مارقة ،إيران وكوريا الشمالية على وجه التحديد. ورغم استمرار القلق الروسي، فانه على الأرض، واشنطن ماضية غير عابئة بمصادر هدا القلق.
وحسب مراقبين دوليين، فان هدا التجاهل الأمريكي للقلق الروسي ليس وليد اليوم، بل هو ممتد في الزمن، يعود إلى الحرب الباردة.لكن يبدو أن موسكو مصممة على الرد،من خلال تهيئ رؤوس نووية متعددة،مما يفسر ،حسب ملاحظين ،أن العلاقة بين موسكو وواشنطن هي على وشك الانهيار،خاصة وان واشنطن تضغط على موسكو من اجل إقرار الديمقراطية بروسيا،وهو الشيء الذي يفسر أن الصراع وصل إلى أوجه ،فهناك لهجة شديدة يستعملها المسئولون العسكريون الروس،فموسكو تعتبر هده المنظومة ضد أمنها القومي، وهي مبررات تجعلها تختار أسلوب الرد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله