الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية تسمين العجول ...

حازم العظمة

2007 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أن إكتشف الأمريكان ، قبلهم اكتشف الإسرائيليون ، الإمكانيات الواعدة ، عدا كونها مجزية ، على أي حال هي " تعمل " و أحياناً بطريقة خارقة ، أقصد الإمكانيات اللا محدودة فعليا ً
لـ "التلاعب بالخصم- الخصوم " manipulation – و هم يطورون هذه النظرية، أحد فروع هذه النظرية يدعى " تسمين العجول " fattening calf و تدرّس في الأكاديميات الستراتيجية في الولايات المتحدة ... ، النظرية هي بإختصار : إن كنت تواجه خصما ًتعذرت هزيمته .. أو تحييده ، أو تعديله ، أو تحويله ( إلى حليف مثلا ً) و الكلام هنا يدور عن " الخصوم " الإستراتيجيين بطبيعة الحال ، فأحد الإمكانيات هي في أن تنشىء ، أو ترعى ، طرفاً من لونه ، من حجمه ، من " فصيلته "، من طبيعته و تجعلهما يتقاتلان و هما بذلك يقومان بالـ " المهمة " بدلاً عنك

الأمثلة عديدة : ما آلت إليه منظمة التحرير الفلسطينية بعد أن نشأت " حماس"، القتال بين " حماس " و " فتح " أحد أهم منجزات هذه النظرية ، صحيح أنه حتى الآن ما يزال ، هذا القتال ، متقطعاً و متبعثراً إلا أنهم يعِدون أن يجعلوه أطول و أشمل و أكثر دموية بطبيعة الحال ...
حماس وفتح الإسلام و جند الله و جند الشام إلى آخر ذلك و " حزب الدعوة "و " دولة العراق الإسلامية "من " تجليات" نفس النظرية ، الأمثلة عديدة أيضاً في أمريكا اللاتينية ، في كولومبيا تحديداً ، قبل هذا استخدموا التكتيك عينه في أنغولا

المتحمسون للنظرية يراقبون بـ " حماس" قتال الشوارع في بغداد بين القاعدة و " دولة العراق الإسلامية"...
" القاعدة" نفسها " سمّنتها " بعناية – عناية من عيار مئات ملايين الدولارات و تحديداً البترودولارات- المخابرات الأمريكية إبتداء من أفغانستان و ما تزال تستخدمها في الكثير من الشؤون و الأهداف ، بعكس ما يبدو ، و بعكس ما يعلنونه ...
تقول النظرية : حين تواجه خصما ًواجهه أيضاً بشيء من فصيلته ، إن كان ثمة مقاومة في العراق ، أنشىء أنت "مقاومة "أو أكثر
المنظمات من هذا النوع ، خاصة مع الإمكانيات العسكرية التي لها لا تنشأ هكذا صدفة ً، منظمات كهذه تحتاج إلى مصروفات ، بيوت و مقرات و عتاد و رواتب " مجزية "و أسلحة... ، لا تنشأ المنظمات لأن "حميّة" بعضهم أو " إيمان" بعضهم أنشأها ، تحتاج إلى إنفاق هائل بالملايين و تسهيلات " لوجستية " و إستخباراتية
و هي هكذا بعيدة عن منال عدد من الأفراد أو مجرد حميتّهم ...
في لبنان أيضاً قرروا إن كان ثمة عدو استراتيجي للإدارة الأمريكية ، و للإسرائيلية بطبيعة الحال ، فسيكون " مناسبا" أن تنشأ منظمات ، تواجه أي " تقابل" حزب الله و من لونه "متدينة" و "إسلامية" و لكن من " المذهب" المقابل أي " سنة " مقابل " شيعة "و من بعد ذلك يهيؤون الشروط لبدء المواجهة بين الطرفين ، هذا يتيح في النهاية التدخل الأمريكي تماماً كما حدث في البلقان

و لكن أين نحن من هذا كله ، هل بهذا نرمي ببؤسنا و بلاهتنا على " الأجانب" على " الطامعين " ، على "غدر الغادرين" ...
نحن المضيّعون المغيّبة عقولنا ، نحن الذين ما زال يشغلنا الإنتقام لـ " الحسين" و إعادة " الخلافة" ، ما تزال تشغلنا موقعة الجمل و " هل تدخل إلى بيت الخلاء بقدمك اليسرى أم اليمنى " و غير ذلك ...من المواضيع " القدسية " ...
لا أحد يتعاطف معك في بلاهتك َ، و إن كانت الكثير من الأشياء تنطلي عليك فلأنك هكذا متأخر و متخلف و لأنك تصر أن تبقى كذلك، لن يعيد لنا أحد أرضنا المغتصبة ، أو ثرواتنا المنهوبة ، لن يعيد أحد التاريخ إلى الوراء لـ " يسمحوا " لنا بالتقدم أو بالتطور ، لن يعيد لنا أحد كنوزنا المسروقة في الساحات أو في متاحف أمريكا و أوروبا ، لن يعتذر أحد عن المجازر التي أنشأوها هم أو نحن أنشأناها لأنفسنا
إن كنتَ المقصود بـ " تسمين العجول " ستظل كذلك إلى أن تقول هذا الدور لا يعجبني ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور