الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلوث مياه الشرب...ارهاب اخر!

جاسم الحلفي

2007 / 6 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نشر قبل ايام تقرير صادر عن القوات البولندية في مدينة الديوانية، يحذر من تلوث مياه الشرب في احد احياء المحافظة، فبعد ان تم فحص عينات من مياه الشرب في منطقة حي رفعت، حيث قدم عدد من المواطنين طلبا الى القوات البولونية من اجل فحص مياه الشرب في منطقتهم، بعد ان كثرت الاصابات بالإسهال والمغص المعوي لدى عدد غير قليل من المواطنين في ذلك الحي. تبين بعد الفحص المختبري في مختبر المستشفى الميداني في معسكر الصدى: ان الماء غير صالح للشرب، أطلاقا، لأحتوائه على مواد ضارة بالصحة. كما اثبت الفحص ايضا، أن الماء لايحتوي على مادة الكلور التي من الضروري إضافتها الى أي مياه تستعمل من قبل البشر. ويذهب التقرير الى ان هذا النوع من المياه يضر بالصحة سواء عن طريق استعماله للشرب أو للاستحمام.
وقبل يومين انتشرت انباء تتحدث عن ارتفاع الاصابات الخاصة بامراض التيفوئيد والكبد الفايروسي في مستشفى الامام علي في مدينة الصدر في بغداد فبلغت الحصيلة عشرين حالة. وسبب ذلك يعود الى ارتفاع نسبة تلوث مياه الشرب في تلك المدينة الفقيرة المكتظة بالسكان. كما ظهرت نتائج فحوص مختبرية تؤكد عدم صلاحية المياه في عدد من المناطق في تلك المدينة التي يقطنها بحدود مليون ونصف المليون نسمة اغلبهم من الفقراء الذين عانوا من صدام وحروبه وحصاراته، واستبشروا خيرا بالنظام الجديد، وشاركوا في الانتخابات بزخم كبير وحماس عال، متطلعين الى انصافهم بعد سنوات القهر والمعانات. لكنهم يتحدثون اليوم بامتعاض، عن هذه مشاكل مدينتهم التي لا يلتفت لها احد.
عندما أشير الى التقريرين عن حي رفعت ومدينة الصدر، فهذا لا يعني ان باقي مدن ومحافظات العراق لا تعاني من تلك المشكلة ذاتها، بل ان تلوث مياه الشرب في العراق اصبحت كارثة تهدد صحة الانسان وسلامته.
وهذا ما يشكل مصدر قلق كبير للناس، فلم تعد التفجيرات واعمال العنف هي، فقط التي تهدد حياة المواطنين، وليس نقص الخدمات، وعدم تحسينها وحسب، ما يشغل الناس، انما تراجع وتردي الخدمات هو ما يفتك بحياة الناس، وخاصة الفقراء منهم، وما اكثرهم اليوم في العراق.
اتمنى ان لا تبرر السلطات ذلك بسوء الوضع الامني، رغم ادراكنا ما لذلك من دور مهم في عدم تمكن الحكومة من تقديم الخدمات، لكن ينبغي ان تتحمل مسؤلياتها عن عدم وجود اجراءات كافية لوقف التدهور في هذا القطاع الحيوي الذي هو الاساس، من بين جميع اسس الحياة، وها هو يصبح في عراق النهرين، مصدر مرض وموت...
وعندما تطال الازمة أساس الحياة، فأن من حق المواطنين أن يتساءلوا: اذا كانت السلطات عاجزة عن توفيرة، بشكل صحي وسليم، فكيف لنا ان نصدق وعودها الاخرى في أمور رغم اهميتها، تظل اقل اهمية؟
فأذا كان التفجير، أو تلك المفخخة يطالان حياة العشرات، أو حتى المئات، فأن افتقاد الماء الصحي يطال حياة الملايين ....

صحيح ان المشاكل التي تواجه البلد معقدة وكبيرة ومتشابكة، وتحتاج الى جهد كبير وعلى اكثر من صعيد، لكن الخدمات هي احدى اهم المشاكل، يتطلب تكريس جهد خاص لها ، وخصوصية ذلك تأتي من قيمة الانسان الذي نستهدف خدمته.

هل يوجد اغلى من الانسان؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة