الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقات السياسه الرديئه تقود الى إذلال البلد الى مالانهايه

أحمد الجُبير

2007 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


هناك القليل الذي يعلم بأن أمريكا كانت قد قررت في الفتره 1941ـ2194 أن تفرض على فرنسا وضع "المحًمية"، كما على باقي الدول المهزومة، أي إيطاليا وألمانيا واليابان، بإدارة حكومة عسكرية اميركية خاصة بالأراضي المحتلة. وكان من شأن هذه الحكومة أن تمتلك صفات سياديه منها، حق سك العملة وما الى ذلك.
هذا المشروع كان نابعاً من الكراهية التي كان يكنًها فرانكلين د. روزفلت"رئيس الولايات المتحد الأمريكيه في حينها"، "لشارل ديغو ل، موحًد المقاومه، ومحرر فرنسا، والرئيس الفرنسي بعد التحرير" على حد قول بعض المؤرخين لتلك الحقبه.
وحينها كانت الإداره الأمريكيه تتخوف، من سعى ديغول الى أستعادة فرنسا لسيادتها"حال تسلمه السلطه العليا فيها" من جهه، ومن أن فرنسا سترفض التخلي عن امبراطوريتها الغنية بالمواد الأولية وبالقواعد الاستراتيجية، في حين أن الولايات المتحدة كانت منذ أيلول/سبتمبر عام 1899 تطالب على لسان وزير خارجيتها جو نهاي بالاستفادة من سياسة "الباب المفتوح" في جميع الأمبراطوريات الاستعمارية، من الجهه الأخرى. وكان لهذه المخاوف أسبابها.
وعليه فقد تعاونت الولايات المتحده الأمريكيه مع القيادات العسكريه والمدنيه الفرنسيه التي كانت في بلدان شمال أفريقيا عندما كانت الأخيره "مستعمرات للأمبراطوريه الفرنسيه"، ومع الفئات المتعاونه مع المحتل الألماني في الداخل الفرنسي من أجل إبعاد ديغول عن مركز السلطه، إلا أن إلتفاف الجماهير وقوة الديغوليين أفشلت ذلك.
وبعد إصرار ديغول على سياساته بعد التحرير، حقق ماكانت تخشاه أمريكا وأجبرها على الإعتراف بالسياده الكامله للفرنسيين على أرضهم وممتلكاتهم. ونال كل المتعاونيين مع العدو،على خيانة فرنسا جزائهم القضائي.
ولإختلاف الزمان والأحوال وعزيمة الرجال، فان الصوره أصبحت بعكس ماهو مطلوب في العراق اليوم، وفي ظل غياب القيادات المنقذه والواعيه، تحقق الإنتصار للذين أذلًوا رؤسهم وحشروها تحت مظلة الإحتلال بإسم الشرعيه والديوقراطيه والحريه وما الى ذلك!
وبما إنهم بهذه الصوره، فلا قيمة لوطن ولا إحساس بشعب، والوقائع في الساحه العراقيه "بعد أكثر من أربع سنوات على إحتلال البلد" لاتشهد بغير ذلك. وليس هذا الشيء هو الوحيد الذي تمارسه هذه الفئات، وإنما الخطوره في أن تشكل هذه المجاميع اليوم طابوراً يعمًق من جراح العراقيين ويثقل كاهلهم بكل ما لايستطيعون حمله، فهم هجروا أربعة ملايين مواطن بريء في أربع سنوات، ويسعون للمزيد.
وليس بأكثر سوءاً من أن تعمل قله من هذا الطابور قي المجال السياسي لخدمة أعداء المجتمع ومحتليه، وتجعل من نفسها الجسر الذي يوصل الحوار المطلوب للجهه الثانيه لتسهيل إبرام "الصفقات السياسه الرديئه"، ليكون البلد مقيًداً والشعب ذليلاً الى إشعار آخر.
فحين حاورت الأطراف(والتي نرث بعض من أبنائها في القيادات الحاليه) الإحتلال البريطاني حين غزت القوات البريطانيه العراق في بداية القرن العشرين، فقد كلًف ذلك المجتمع العراقي لأكثر من أربعة عقود من الذل والتأخر والحرمان تحت نير الإحتلال.
وحين تحاور اليوم "الأشكال الشبيهه بأشكال الأمس"، الإحتلال من أجل المناصب والمال فأن البلد سيشهد أسوأ إحتلال على مدى التاريخ، وسيكبًل بكافة أشكال الوصايه والدمار والإستنزاف، ولن يقوى أحد على تخليص البلد من الإحتلال كما حصل عام 1958. (الجيش والشرطه أحلهما الإحتلال).
وعليه فأن قوى الإحتلال تحاور وتناور، والشركاء من الداخل والخارج لم يبخلوا بجهد ولا مال من أجل أن يتمكن المارد من السيطره على كل شيْ وليثبت أقدامه، ليتجذر الى الأعماق العميقه.
فحذار من هذه الصفقات الرديئه، فهي لاتتعدى"بحسن نيتها" كونها إمتدادا لصفقات التعاون مع أعداء الوطن، كما حصل بحجة التحرير ! وزرع اليموقراطيهّ! والتي لم نحصد بدلاً عنها سوى بذور الطائفيه والقتل على الهويه وتهجيرالملايين، والبطاله المتعمده لعموم المجتمع وفقدان الشروط الأساسيه للخدمات الأساسيه، ولإنسانية الإنسان.
وليس بالغريب، من أن نقارن هذه الوجوه بوجوه الأمس"من الفرنسيين" الذين حاوروا الأمريكيين ضد تحرير وطنهم وعزًته وكرامته لإمتلاكه كامل سيادته. فأهداف المجموعتين "وإن إختلفت جنسياتهم وزمانهم" واحده، لاتتعدى كونها تتعلق بالمطامع الشخصيه، وفلسفتهم لاتتعدى بأكثرمن الإعتناء بمنافعهم الشخصيه "وليذهب الجميع الى الجحيم".
ولنا من تاريخ العراق الحديث مثال "علينا الإقتداء به والتماثل في صوره"، إذ كان ملك العراق "بعد تكوين الدوله العراقيه الحديثه ووقوعها تحت الإحتلال البريطاني وقتذاك"، لايمثل "هو وحكومته وبرلمانه"، سوى كونهم دٌمى تحركها "مسز بيل" المسؤوله البريطانيه عن السياسه العراقيه. إذ لايكمن أن يتصرف أحد منهم دون علمها وموافقتها. وهو مايحصل في عراق اليوم إذ لايتجرأ أحد على فعل شيء مهم دون موافقة المحتل وممثليه الكبار، فالعراق تحت الإحتلال وإن أختلفت المسميات والألفاظ.
فالذي نعنيه هنا هو أن الحوار تحت مظلة الإحتلال ليس بأقل جرماً من محاورة أعداء التحرير للأرض الفرنسيه في حينها، بغض النظر عن كل المبررات التي تقدم. فليس هناك من ضروره وشروط يجب أن يُقبل بها، بأقل من:
* ترحيل المحتل.
* وإزاحة أعوانه عن مراكز القرار.
* وإعلاء صورة كل ما من شأنه أن يوًحد الكلمه ورًصْ الصفوف.
بعـدها "لكل حادث حديث، ولكل مجتهد نصيب". وبغير ذلك فإن المفاوضات التي تجري اليوم تحت شعارات"رنانه"لاتمثل سوى"صفقات سياسيه رديئه تدفع بالمجتمع العراقي الى الإذلال والمهانه بين المجتمعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة