الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليبراليون الجدد واستراتيجية الامبريالية الامريكية لفرض حمايتها على العالم

محمد المساوي

2007 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


انتشرت في السنوات الاخيرة كتابات لرهط من المثقفين,يسمون انفسهم ليبيراليون جدد,وهم مثقفون يعيشون في بعض الدول الغربية(امريكا,كندا,انكلترا,هولاندا...),و
ينحدرون في اغلبهم من توجهات يسارية سابقة,لكنهم غيروا مواقفهم بالتزامن مع تداعي حائط برلين السيء الذكر,كما يغير المرؤ قميصه في يوم صائف
لقد درج هؤلاء السادة من امثال "العفيف الاخضر"وتلميذه "شاكر النابلسي"و"اشرف عبد القادر",علىنشر مقالات شبه يومية في بعض الجرائد ومواقع الانترنيت,تحمل هذه المقالات في مجملها مدحا و ثناء عز نظيره منذ ايام شيخنا المتنبي للسياسة الاجرامية للامبريالية الامريكية,مقابل الهجوم والقذف في حق كل عمل وطني او حتى وان كانت تفوح منهاشيئا من رائحة المقاومة,هكذا اصبحت المقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية الباسلة مع هؤلاء مقاولة؟؟ واصبح الاحتلال الامريكي تحريرا واحلالا للديموقراطية ؟؟(كذا), بل ان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اصبح بطلا لا يشق له غبار في اعين السيد النابلسي ليس لانه حقق الرفاهية والاستقرار لشعبه,بل فقط لانه تجرأ-ضدا على ارادة اكثر من نصف شعبه- وقدم طلبا للامم المتحدة لاحداث المحكمة الدولية تحت البند السابع و ما يعني ذلك من رهن السيادة الوطنية للتدخل الاجنبي وشرع الابواب للحرب الاهلية لتحقق ما لم يحققه العدوان الصهيوني طيلة 31 يوما من القصف الوحشي خلال حرب تموز/يوليوزالماضية. وهذا ليس بغريب لدى هؤلاء السادة وهم الذين كان قد شبه احدهم وقع القنابل التي سقطت على بغداد بموسيقى بتهوفن,وربما شيئا من الخجل البدائي منعهم من القول ان انين الاطفال وصراخ الثكالى والعجزة وهم يحترقون تحت لظى القنابل هو ما يشبه حقيقة سمفونيات بتهوفن
باعتباري متتبع لاغلب ما يكتبه هؤلاء السادة استطيع ان اقول ان كنه كتاباتهم تدور حول محورين رئيسين تتفرع منها محاور ومواضع فرعية
-تحقير كل ما هو وطني وكل ما يرمز الى الوحدة والسيادة الوطنية وثقافة المقاومة والممانعة
-الترويج للسياسة الامريكية ومحاولة تسويقها للقراء و تبرير سياستها الاجرامية باسم مواجهة الارهاب ونشر الديموقراطية والحداثة والعقلانية؟؟
اذا كان هذا هو الشغل الشاغل بالنسبة لهؤلاء السادة فان اجندة الامبريلية الامريكيةيؤطرها نفس المحورين المركزيين لدى هؤلاء السادة وخاصة في هذه المرحلة الحرجة من حياة الانسانية حيث الامبريالية كما كان قد وصفها القائد الفذ لينين بانها اعلى مراحل الرأسمالية وانها رجعية على طول الخط, وبالفعل فان نظام الملكية الخاصة لوسائل الانتاج قد وضع الانسانية امام خيارين لايحتملان التأجيل ,الاشتراكية او البربرية, لان قوى الانتاج توقفت عن النمو بتاتا وان الاختراعات الجديدة والابتكارات التقنية الجديدة لا تؤدي الى نمو الثروة المادية, وان التدمير المكثف للعمل المأجور هو الوسيلة الرئيسة للحفاظ على معدلات الربح في ظل نظام اجتماعي لا يمكن له الاستمرار الا باللجوء الى استغلال قوة العمل المأجور,ومن اجل استغلال افضل و أفدح للعمل المأجوركورقة اخيرة في يد الامبريالية ,لا بد من تحطيم الدول و الامم على اعتبار ان الطبقة العاملة انتزعت مكاسبها في اطار التطور التاريخي للأمم,وبات مستحيلا تحطيم قوة العمل وفق حاجيات تراكم الرأسمال دون اللجوء الى تحطيم هذه المؤسسات التي تحدد قيمة قوة العمل,كما ان تحطيم اطار الامم يسوي ايضا من زاوية مصالح الامبرالية الا مريكية وضعية البورجوازيات المنافسة ويسهل مأمورية مراقبة والتحكم في الاسواق والمواد الاولية,هذا هو حال الامبريالية في مرحلة تعفنها ليس في اجندتها الا مشروع واحد هو التدمير وتحطيم كل المؤسسات والامم لاجل بسط حمايتها المباشرة دونما حاجة الى عملاءحتى,كماكان الامر من قبل,فالان تتدخل مباشرة بواسطة سفرائها في الشؤون الداخلية ويقومون بنفس ماقام به الحاكم المدني في العراق بول بريمر(فيلتمان في لبنان, و طوماس رايلي في المغرب ,نموذجا
هكذا فمشروع السادة الليبراليون الجدد هو هو ذاته مشروع الامبريالية الامريكية الذي عنوانه الابرز ا ستباحة السيادة الوطنية وتفكيك الامم وتدمير مكاسب الحضارة الانسانية برمتها من اجل هدف واحد هو تحطيم المنظمات العمالية و اجهاض اية مقاومة لمشاريعهم التدميرية اي بكل بساطة طمس الصراع الطبقي, لكن هيهات فلا الطابور الخامس بقادر على وقف مسيرة الشعوب ولا حتى الامبريالية المتعفنة بكل ترسانتها الاعلامية واجهزتها الايديولوجية و التي ليس اصحابنا الا احد هذه الاجهزة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار