الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتين وتخثر الحرب البارده في الدفاعات الامريكية

خالد سليمان القرعان

2007 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الرئيس الروسي فلادمير بوتين لم يتخل بعد عن طريقة تحليل المعلومات وتفسير الاحداث والمواقف السياسية التي تربي عليها خلال عمله الطويل بالمخابرات الروسية ، خاصة عندما يكون الطرف الآخر فيها تلك الدول التي تتنافس مع روسيا علي الكثير من المصالح الاقتصادية والمواقف السياسية.


وقد يخيب ظننا اذا اكتشفنا بعد فترة من الآن بان بوتين قد اتخذ من التصريحات الرسمية والمواقف المعلنة من هذه الدولة او تلك سبيلا الي رسم سياساته وبناء علاقات بلاده الخارجية لان الحديث الغربي عن مساعدة روسيا في تجاوز محنتها الاقتصادية وتعزيز استقرارها السياسي عبر تقديم المساعدات السخية من كل جانب، وتوجيه اللوم الي عدم كفاءة القائمين علي الاقتصاد في دفع الامور ــ نحو الاحسن، بل وحتي الموقف غير الواضح من احداث الشيشان نقول ان كل هذه الامور ليست علي درجة من الحقيقة والمصداقية فهي تخفي وراءها رغبة اخري مناقضة تماما للمعلن من الاشياء والمتمثلة باضعاف روسيا علي جميع الجبهات وبما يوفر للدول المنافسة الاستحواذ في وقت لاحق علي كل تفاصيل القرارات السياسية والاقتصادية الخاصة هذه المرة بدول العالم اجمع.


ان عودة سريعة الي الوراء تضعنا امام حقيقة اخري انطوت عليها مذكرات الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، حيث كانت الولايات المتحدة، عبر اجهزتها الكثيرة، وراء كل الاحداث التي مرت بها روسيا منذ عام 1991 فقد وقفت واشنطن بقوة الي جانب بوريس يلتسين ضد ميخائيل غورباتشوف مما نجم عنه بالنتيجة انهيار الاتحاد السوفياتي، كذلك فان المستشارين الامريكيين هم المسؤولون عن صياغة مفردات البرنامج الاقتصادي للقيصر بوريس. والذي اسفر عن نتائج مأساوية اوصلت الاقتصاد الروسي الي الانهيار التام كما انهم نفس المستشارين وباختصاصات اخري، هم الذين هيأوا مسرح الانتصار الانتخابي للرئيس يلتسين وهم الذين كالوا له المديح غير المسبوق عندما اضطر الي تفريق اعضاء البرلمان الروسي بواسطة قذائف المدافع. كل هذا كان يحصل وروسيا في طريقها الي الانهيار مما يستدعي بعد كل هذا الوقت اعادة طرح التساؤل بطريقة جديدة ما هي مصلحة العواصم الغربية في تضليل القيادة في موسكو؟

رغم صعوبة النتائج فان الاجابة علي هذا السؤال ليست معقدة فالرئيس يلتسين وحكوماته المتعاقبة قد نجحوا في اقصاء الدور الروسي عن جميع المناطق التي كان تواجده فيها فاعلا ونشيطا وبما يتعارض ومصالح الطرف الآخر في المعادلة الدولية سواء تعلق الامر بجنوب آسيا ووسط افريقيا اوالشرق الاوسط يكفي ان روسيا لم تستخدم حق النقض (الفيتو) عندما صوت مجلس الامن التابع للامم المتحدة لصالح العقوبات الاقتصادية التي ما زالت تلعب دورها المدمر لاقتصاديات العراق وانهاك ارادة شعبه.

القيادة الروسية وقفت مكتوفة الايدي امام الخيار الامريكي لتصفية القضية اليوغسلافية وبما ينسجم فقط ومصالح واشنطن مقابل ذلك تعمدت هذه الاخيرة القيام بخطوات محسوبة سلفا من اجل منع اي محاولات تستهدف تغيير موازين القوي في روسيا او علي الاقل التمكن من وضع الامور في نصابها المنطقي.

ومع خطورة كل ما تم ذكره فانه لا يشكل سوي جزء من حقيقة الاهداف الامريكية وراء الدفاع عن المنهج الذي اضطرت روسيا الي السير به منذ بداية التسعينيات فالجزء الآخر من الحقيقة استهدف القضاء علي اي تواجد روسي في جمهريات الاتحاد السوفياتي السابق الموزعة في آسيا الوسطي.

خلال حرب 1994 ــ 1996 كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها هم مصدر كل الاسلحة والمساعدات التي احتاجها المقاتلون الشيشان لمواجهة القوات الروسية وتكرر المشهد خلال الصفحة الجديدة من هذه المواجهة فقد اجبرت نفس الاطراف موسكو علي القبول بتغيير طرق تصدير منتجات بحر قزوين من الهايدروكاربونات ان تمر عبر اراضي الدول المستقلة في جنوب القوقاز بدلا من الاراضي الروسية وهي لذلك كلفت دولة ما باستمرار دعم المقاتلين في الشيشان لادامة حالة عدم الاستقرار في المنطقة ومما لا يعود بالطبع بالفائدة علي ابنائها سواء تعلق الأمر بروسيا او غيرها من مناطق النفوذ هناك.

كل هذه الامور ناتجة عن الاستراتيجية التي اعتمدتها واشنطن منذ نهاية الحرب الباردة والتي اشار اليها مستشار الأمن القومي خلال فترة حكم الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر، بريسنسكي في كتابه الجديد رقعة الشطرنج الكبيرة بقوله نحن بذلنا كل ما بوسعنا من اجل المحافظة علي الهدف الاستراتيجي في ابقاء الولايات المتحدة الدولة المهيمنة علي سياسات العالم وهو في نفس الوقت، بوصفه ملهم الدبلوماسية الامريكية بالوقت الحاضر. لم ينس الموضوع الروسي بل عالجه بطريقة توضح حقيقة النوايا الامريكية حيث اقترح تقسيم روسيا الي فيدرالية متراخية الاطراف، مؤلفة من روسيا الاوروبية وجمهورية صربيا واخري في اقصي الشرق وهذا ما يؤكد في الجانب الصحيح حقيقة التناقض بين المعلن والمخفي من سياسات الولايات المتحدة وهو ما يجب ان يضعه فلادمير بوتين في حساباته الدقيقة عندما يفكر في رسم سياسات بلاده الدولية وعلاقاتها مع الولايات المتحدة علي وجه الخصوص.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح