الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الصراع طبقي ام الصراع قومي وفئوي وعرقي وديني؟

سامي غطاس

2007 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


منذ نشوء المجتمع البشري وتجتاحه صراعات مختلفة، اساسها فرض الهيمنة، من ناحية، وتوفير كل دعائم هذه الهيمنة من قوة جسدية وقوة عقلية وقوة مالية، كلها مجتمعة مع بعض حتى توفر للقائد او الفئة الحاكمة فرض سيطرته على مرؤوسيه. وتطورت الصراعات اخذت اشكالا مختلفة، واتسمت باسم العصر الذي انوجدت فيه. ففي البدء كانت بين رئيس القبيلة وأفرادها، ثم بين الاسياد والعبيد، الاقطاعيين والفلاحين، بين العمال واصحاب العمل او اصحاب رؤوس الاموال. وقد اكتنف هذا الصراع غموض وضبابية حتى جاء ماركس وانجلس وبعد دراسة وتمحيص وتحليل عميق، للحالة التي عاشها المجتمع ويعيشها، استطاعا رؤية حقيقة الصراع ووضعا النقاط على الحروف وحددا معالم هذا الصراع واوضحا حدوده وميزاته واكدا على انه صراع طبقي، لان الميزة الهامة التي تسم هذا الصراع هي بين قوتين اساسيتين في المجتمع. تنضوي تحتها كل الفئات الاجتماعية الاخرى وهي : الطبقة الرأسمالية التي تملك القوة الاقتصادية التي تعطيهم حق العطاء او الحرمان. حيث هم يشترون قوة العمل ويكدسون الاموال التي بها تملك قوة القرار وتبقى السلطة في يدها وتضع القوانين التي يسير عليها الجمهور الواسع وتملك القوة التي تفرض تنفيذ القانون بامتلاك القوة العسكرية من شرطة وجنود، التي تحكم بقوة القانون والعسكر هذا الحمهور الواسع، الجمهور الكادح الذي لا يملك الا قوة عمله والتي يبيعها مرغما لاصحاب رؤوس الاموال ليعتاش منها كي يبقى حيا في معركة صراع البقاء.

ألصراع .. النضال الطبقيالصراع او النضال هو المحرك الذي يدفع المجتمع الى التطور والتفتيش عن الافضل، والتسارع في الرقي، فالصراع هو نوعان :
1) صراع تناحري: اي انه بين فئتين مبني على اساس صراع البقاء، او الحرب الدائرة حتى يلغي احدهم الآخر او على الاقل يسيطر واحدهم على الآخر، وهذا الصراع او النضال يكون دوما بين طبقتين كل واحدة تسعى لفرض سيطرتها على الاخرى او الغائها ، الا انه في حالة الصراع الاجتماعي لا يمكن لفئة الغاء الاخرى لان الواحدة بحاجة لوجود الاخرى الا عند الوصول الى النظام الشيوعي حيث لم نعد بحاجة لوجود الطبقة الرأسمالية المبنية على اساس استغلال الآخرين وامتصاص دمائهم.
2) الصراع غير التناحري: هذا الصراع المبني بين فئتين او فئات او حتى افراد حيث يحاول الواحد التفوق على الآخر بانتاجه وعمله وبتفكيره وابتكاراته، فهذا الصراع ايجابي، حيث يحافظ على وتيرة التطور والتقدم وهو باق حتى في النظام الشيوعي، وبسبب هذا الصراع يبقى المجتمع في حالة حركة دائمة، تقوده الى المزيد والمزيد من التطور والتقدم لما فيه خير المجتمع كله.

ما هو حال الصراع الطائفي والعرقي؟إن التساؤلات المطروحة امامنا حول الصراع الدائر بين قوميات مختلفة، او بين طوائف مختلفة في المجتمع الواحد، او المجتمعات المختلفة. فالتمييز العنصري والعرقي والطائفي الذي تفرضه علينا السلطات المختلفة الحاكمة، هل هو قاعدة اساسية في المجتمع ام انه طارئ عارض يزول كالموضة؟
نلاحظ ان حكومات اسرائيل المتعاقبة عملت باستمرار على تفتيت المجتمع، يهودَ وعربا وفرقت العرب الى عائلات وحمائل وطوائف، بدو وفلاحين، دروز ومسلمين ومسيحيين، وقسمت اليهود الى شرقيين وغربيين، مروك اي المهاجرين من المغرب العربي وشرقيين، عراقيين وسوريين ومصريين واشكناز مهاجرين من اوروبا وسفاراديم ، من سكان البلاد القدامى.
كل هذه المحاولات تنضوي تحت لواء " فرق تسد" اي ايجاد هذه الصراعات من اجل فرض الهيمنة والسلطة للفئة الحاكمة، التي تهدف اولا الى تفتيت الجماهير العربية الى طوائف وشيع من اجل اضعاف نضالهم في تحقيق المساواة، والغاء التمييز، وحقهم في التطور والتقدم والعيش بحرية وكرامة في ارض الآباء والاجداد ، وتهدف السلطة الى ما هو ابعد من ذلك، لتسهيل مصادرة الارض التي هي منبع الصمود والبقاء، فاذا سيطروا على الارض ، سهل عليهم تنفيذ المخطط الصهيوني الهادف الى تهجير الاكثرية الساحقة من الجماهير العربية، ومن ثم تدجين البقية الباقية من هذه الجماهير ، وعلى هذا الاساس تأجيج الصراع اليهودي العربي او الطائفي والفئوي، لان هذا الصراع يضمن الحاجة الماسة للجماعة الحاكمة التي تنفذ مخططها وتبقى الحاجة لوجودها لوضع اسس وقوانين العلاقة بين هذه الفئات على اساس مفاهيم ومبادئ هذه الفئة الحاكمة، وهذا الوضع ينطبق على الصراع العالمي بين القوى الاستعمارية الاستغلالية التي تريد استغلال خيرات الشعوب الاخرى وتبقيها سوقا استهلاكية لمنتجاتها، وبين قوى التحرر التي تسعى الى الاستقلال السياسي والاجتماعي والاقتصادي. فلو كان الصراع مبنيا على اساس قومي وفئوي لما رأينا دعم العدوان الامريكي على افغانستان والعراق من دول آسيوية وعربية واسلامية ضد دول عربية واسلامية لذا نرى ان الدافع الاول والاخير هو الصراع الطبقي على اساس مصالح الطبقة الحاكمة ضد مصالح الاكثرية الساحقة من الجماهير.

(يافة الناصرة)









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم