الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة السياسي والثقافي

علي حسن الفواز

2007 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان البعض لايتصور العلاقة بين السياسة والثقافة،الاّ انها علاقة ازمة دائما ،وما على المثقفين الاّ ان يكونوا بعيدين عن الدائرة السياسية ولزوجتها ومصائبها ، وان يكتفوا بهمومهم واحلامهم،ويتركوا الامر وشجونه لاصحاب المطابخ السياسية بمرجعياتهم العسكرية والانقلابية او الحزبية !!!
ان هذا الوعي الملتبس والغامض لايمكن ان يكون واقعيا !! وفاعلا في حياتنا المعاصرة التي لم تعد تمنح السياسي المحترف والمثقف المحترف خصوصية خارج اطار وعي العلاقات التي تحكم فعل السياسة والثقافة ،اذ ان السياسي الحزبي والسياسي الحكومي والسياسي المدني لايمكن ان يكونوا فاعلين دون ذخيرة ثقافية ودون لغة ثقافية ودون قدرة على انتاج الافكار وتداولها ،وهذا شأن ثقافي طبعا!!!!..كما ان المثقف المدرسي والمثقف التلفزيوني والمثقف الايديولوجي والمثقف المعرفي والمثقف الحكومي ،لايمكن ان يكونوا ايضا ذا أثر دون برنامج سياسي يصطنع لهم مديات للتعاطي مع اليات القراءة والتخطيط والاجراء سياقا فاعلا ومنتجا يشرعن حيوية الفعل الثقافي في اطار السياسات العامة..
ان هذا الموضوع لايحتاج الى خلط عشوائي !!مثلما هو لايحتاج الى فرز غير موضوعي!!لان السياسة ليست حرفة تشبه الحرف المهنية الاخرى ،وليست لعبة سرية تحتاج حيازة مجموعة من الشفرات، كما انها ليست وظيفة في الصحراء !!انها حرفة ثقافية وادارية وفكرية ،مثلما هي لعبة في صناعة العلاقات التي يدخل الثقافي في جوهرها ،فضلا عن كونها وظيفة اجتماعية تحكمها مجموعة معقدة من الاعتبارت والمصالح والتي لايمكن تأديتها والتعاطي معها خارج النسيج الاجتماعي الانساني ..
وازاء ذلك ندرك ايضا ان الثقافة هي الجوهر العميق لكل هذه الاشتغالات ،وانها الملح الذي لايمكن صنع ماعون العائلة الاجتماعية والسياسية دونه ،فالسياسيون يخروج لنا كل يوم على الفضائيات بثياب المحللين او الناطقين باسم اصحاب الشأن ،وهم يتحدثون بلغة عالية وانيقة هي الاقرب الى لغة المثقفين المهنيين !! ومراسلو الصحف ووكالات الانباء والفضائيات يسوقون لنا كل ليلة خطابات ضاجة ومهولة واحيانا خالية من الطعم واللون والرائحة،وطبعا يأخذ حديثهم رغم سرديته اللغوية /التوصيفية !! مسار الخطاب الثقافي الملىء بالمجازات والاستعارات...
ومن هنا لا انحاز الى الفصل بين السياسي والثقافي خاصة في اوساطنا التي ضاقت فيها المسافات والتقت الحوافر على بعضها !!فضلا عن السياسة بحكم تراكم المحنة اصبحت مجالا لايخرج عن غوايته احد ،فضلا عن ان نمط ثقافتنا العائلية والدينية ونمط تعليمنا ،نمط ثقافاتنا الحزبية والسياسية لم تسهم في انتاج السياسي المحترف بمهنيته واكاديميته !!اذ ان اغلب سياسيينا للاسف ومن اكثر من خمسين عاما جاءوا من مرجعيات الانقلابات العسكرية والاصطفافات الايديولوجية !! كما اننا لم نتلمس بعد هذا السياسي الذي يجعل من حضوره الفاعل الموجّه الحي لمسار الاحداث ...
ان الثقافي والسياسي ليسا في ازمة وليسا في افتراق ،لان هذا المفهوم الغائم حولهما جاء الينا مثلما يجيء كل شيء !!الافكار والحروب والمفاهيم والازمات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة