الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى حكومتنا الأخيرة إغتالت ثورة 14 تموز

أحمد السيد علي

2007 / 6 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



لماذا وبصمت مخجل صادق البرلمان العراقي والحكومة على اليوم الوطني العراقي هو3 تشرين الثاني( نوفمبر1932) يوم إنتهاء الإنتداب البريطاني وبقاء الوصايا على العراق من خلال الملك ومن ثم لاحقا بالوصي ونوري سعيد من خلال الاتفاقيات والمعاهدات المستمرةالتي تربط وصاية بريطانية على العراق حتى فجر 14 تموز ، والأدلة على بقاء الوصايا وعدم نيل الاستقلال دامغة أكثر من نفيها ولذلك لم يقتنع الشعب العراقي بها ولذا جرت عمليات رفض من خلال الحركات العسكرية والشعبية إبتداء من حركة بكر صدقي 36 والضباط الاحرار41 والانتفاضات الشعبية كورباغي والوثبة وغيرها ، وكان التدخل البريطاني ماثل للعيان فضلا عن إرتباط العملة العراقية بالجنيه الاسترليني وحلف سيئ الصيت حلف بغداد وإحتكار النفط للشركات الاجنبية وغيرها. فلماذا إغتالو عن عمد ثورة القضاء على كل وصايا الانتداب وحلف بغدادوارتباط العملة بالجنيه الاسترليني وتأميم النفط العراقي من الشركات الاجنبية، إن القوميين والاسلام السياسي الشيعي منه والسني إتفقو على محاولة مسح وطمس ملامح نصب الحرية لجواد سليم ومدينة الثورة التي شيدها ورعاها الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم كذلك حي جميلة بوحيرد وقانون الاحوال الشخصية وتأميم النفط وقانون الاصلاح الزراعي وحق الاضراب والتظاهروغيرها. أنا لاأعرف من هو الذي إقترح وأي قائمة تبنت وكيف صوت أصحاب الضمائرالحيةعلى يوم الوطني العراقي هو 3 تشرين الثاني ولا أعتقد في الذاكرة العراقية من يحي هذا اليوم.....إنها إنتكاسة أخرى بعد العلم، يقول المؤرخ الفلسطيني الجليل حنا بطاط في كتابه القيم لمحات من تاريخ العراق....إن كل المعطيات التي حدثت في صبيحة 14 تموز 1958 وخروج العفوي للشعب العراقي في كل أنحاء العراق ومنجزاتهاالكبرى في فترتها الوجيزة نسبيا والكبيرة في مكتسباتها النوعية...إنها حقا ثورة وليس إنقلاب مثل الذي تلاها لاحقا....إنها المأساة حقا وأي حق أضاعوه، ولكن أصحاب الضمائر الحية صنعو تمثالا لمفجر الثورة بغض النظر عن أخطاءه الصغيرة نسبيا بحسناته ا ولو قارنا بين الاثنين لوجدنا حسناته بعيدة بعد الثرى عن الثريا. إن كل الذين عاشو 14 تموز 1958 يعرفون أي يوم كان وأي صباح مشرق هو.....لنا أن نحزن ونرى أمانينا تتكسر الواحدة تلو الاخرى وكنا نتمنى ومازلنا نحلم في دولة عصرية ومجتمع حر مدني يسوده الاحترام والاعتراف بالاخر على صعيد القومية والعرق والدين والطائفة ونحلم بهوية واحدة لا غير هي الهوية الوطنية إبن العراق وكفى. أنا أشعر اليوم لو أجريت الانتخابات دون قهر وتهديد وإقصاء الاخر لحدثت مفاجئة كبرى وبعيدة جدا عن سلطة العمائم بكافة تلاوينها وحجم لفاتها، ورغم ذلك فهم في صراع دائم على النفوذ وهذا جلي في جنوب العراق بين هذه الاحزاب ومحاولة اقتسام النفط والشارع الجنوبي خاصة والعراق عامة لم ينعم لا بالامان ولا العيش السوي ولا نقول الرغيد، فالاسلام السياسي أتعبنا وأتعب الوطن بالطائفتين الشيعية والسنية وإنشغالهم بالمحاصصة الٌعينة ونسو الانتماء الى الاكبر العراق، فأن الأنتماء الى الاسلام هو إسلام محمد(ص) قبل كل المذاهب، فإذا كانت القائمة العراقية وافقت على ذلك فهى مأساة بعينها لا لحجمها ولكن لشكلها العلماني اليساري والديمقراطي بشكل عام، كذلك الكرد فقد ذكر الزعيم الكردي مسعود البرزاني وتبيانه للعرفان بالجميل والوفاء ان أفضل من حكم العراق هو الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، كذلك قال الرئيس جلال الطلباني عندماكنت مع وفد انقلاب1963 تأسف كثير جمال عبد الناصر على قتل الزعيم وأنب الوفد وقال لماذ لم تحاكموه، ولا ننسى رغم الاشكالات التي حصلت بعد 14 تموز فقد أعطى الزعيم بيت نوري سعيد للزعيم الكردي الراحل مصطفى البرزاني وكذلك راتب شهري 500 دينار*. أما التوافق السنية والإتلاف الشيعي هم في الحقيقة دعاة إقصاء هذه الثورة ومسحها من الذاكرة العراقية سيما والحكيم الكبير أبو السيد مهدي قد بارك لانقلاب 1963،والتوافق بصيغته التقليدية القديمة إعتبرو الزعيم طائفي ولم يكن قومي عروبوي السلوك على الرغم ان الرجل لم يبدي في حياته أي ممارسة طائفية فهو ابن المذهبان لأب سني وأم شيعية ويحب العرب ولكن ليس على طريقة عبدالناصر في تصدير الناصرية فقد ساعد الثورة الجزائرية عينيا وماديا كذلك الشعب الفلسطيني ومأثره يذكرها الفلسطينيون الأوئل في حرب1948. إن هناك محاولة لتحالف خفي غير برئ لطمس ثورة14 تموز، فالبرلمان وهو في عامه الثاني لم يستطع الافتاء بإلغاء علم 8شباط سئ السيط وكان سهلا عليهم الغاء اليوم الوطني العراقي لثورة14 تموز المجيدة...انها التراجيدية الحقيقية والمأزق والعار الذي سيلاحقنا ما حيينا، ففي بلدان العالم أجمع تحتفل وتحتفي بيوم إستقلالها الحقيقي هو يومها الوطني ونحن نحتفي بالبروتوكول الذي وقع بأنتهاء الانتداب البريطاني ودخولنا عصبة الامم والقواعد البريطانية كانت في الحبانية مع بقاء الاحلاف والمعاهدات مع المستعمر...أي معضلة هذه...نحن قتلنا الحقيقي السوي ونحتفي بالمعوق....إنها الكارثة بعينها.
• *من كتاب حسن العلوي رؤية بعد العشرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل