الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوبيا الديمقراطية

جاسم الصغير

2007 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تسير المنطقة العربية منذ فترة طويلة جدا بمسيرة سياسية وفكرية متقلبة ومضطربة ولاسباب عديدة اهمها على الاطلاق غياب الافق والممارسات الديمقراطية من قبل انظمتها السياسية ولذلك ان مسألة ضرورة انتهاج النهج الديمقراطي فكرا وممارسة من قبل السلطات السياسية والمجتمع معا في العالم العربي لما في هذه المنظومة من قيم حضارية ان تم انتهاجها بتوجه صادق وحقيقي من قبل القائمين على القرار السياسي في هذه الدول والانظمة ونتيجة للتكلس الاستبدادي الطويل الذي تعاني منه المنطقة وايضا ان نسق الديمقراطية اليوم هو لغة العصر ومفتاح لاي تغيير يمكن ان يساعد المجتمع على بناء الذات الفردية والجمعية لهذا وهي ضرورة سياسية واجتماعية للمجتمعات كحاجتنا الى الخبز بل اكثر من ذلك لاننا لسنا كائنات بايلوجية تاكل وتنام بل ان الانسان كائن مفكر ولهذا راينا الكثير من الدول في العالم اجمع حتى التي كانت او تعد من ضمن الدول المتأخرة في العالم كالدول الافريقية تقوم بانتهاج هذا النهج الحضاري في هيكليتها وتطبيقاتها اذا ان الديمقراطية اليوم نسقا وقيما هي الفيصل بين عالمين استبدادي آفل وحضاري قائم ولان المسألة لم تعد كمافي السابق بين ايا من هذين النسقين نفاضل بل ايا من هذين النسقين نختار ونعتمد وهكذابدأنا في تجربتنا العراقية بافتتاح هذا الكرنفال الكبير في منطقتنا العربية التي تعبت من الكبت والاستبداد ورأينا رد الفعل المضاد العنيف من قبل الاستبدادين بكل الوانهم السياسيسة والاجتماعية والطائفية لهذا انهج الوليد وان كان لايخلو من اخطاء انه المخاض التاريخي لاي تجربةوامام رؤية الاخرين لتجليات التجربة الديمقراطية وانعكاس الكثير من تاثيراتها في دول الجوار وقيام الكثيرين من مجتمعات وشعوب المنطقة بمطالبة مسؤوليها والسلطات بمطالب عديدة منها حق الشعوب في ان تعرف وممارسة الشفافية السياسية التي غابت طويلا عن هذه الانظمة و فتح مجال المشاركة اكثر واتاحة حريةالتعبير بشكل اكثر بل وتعديل الكثير من فقرات الدستور في هذه الدول لازالة القيود على ترشيح اخرين لانتخابات رئاسية وامام رؤية السلطات العربية الذكورية والمستأثرة بالسلطة هناك منذ زمن طويل وخلقت فساد سياسي واقتصادي كبير عبر مسيرتها السلطوية الطويلة بدأت الالة الاعلامية السلطوية لهذه الانظمة في اثارة الريبة ومخاوف الاخرين من الديمقراطية بل تصاعد فضاء هذا الخطاب السلطوي الى درجة اثارة هلع وذعر الاخرين من فكرة الديمقراطية ذاتها وانها بضاعة مستوردة ولاتصلح لبلداننا لخصوصيتها القومية او الدينية واشترك في هذا الخطاب بالاضافة الى السلطة الجهات المتطرفة المتشددة في المجتمع والتي يعاني الكثير من منتسبيها من عصاب نفسي حيث قاسمت السلطات هذا التبني في الخوف الشديد (الفوبيا)من الديمقراطية وصورتها لافراد المجتمعات هناك انها تعني الانحلال والتخلي عن أي اعتبار اخلاقي وهذا بالطبع مجافي للحقيقة وغير صحيح بالمرة وطبعا ولان في اي خطاب حسب رؤية المفكر الفرنسي التوسير مايسمى بالمسكوت عنه وهو الغايات الحقيقية لانطلاق هذا الخطاب من هذه الجهات الماضيوية الرؤية والفعل فالمسكوت عنه في خطاب هذه الجهات السلطوية والمحافظة المتشددة هو رفض هذه الديمقراطية لانها تتقاطع مع بنية وتركيبة هذه الجهات معا لانها تشترك في الكثير من القواسم المشتركة مع امراض السلطة العربية فكلاهما تسلطي الافكار واستأثاري السلطة ولايعرف الطريق السلمي والتعددي في المشاركة واشاعة الحرية الفكرية والاجتماعية ومن هنا رأينا الخوف الشديد من هذا القادم الذي عند انتشاره في الفضاء كفيل بازالة كل من ماشأنه طرد الافكار والانساق التي لم تعد تلائم الزمن ولم تعد قادرة على تنظيم حركة الواقع الاخذة في الاتساع بفعل سيادة نسق الديمقراطية الذي هو خير من يستطيع ان يقوم بهذه المهمة الحضارية ونقل المجتمع الى مراحل اكثر تقدم و سلام وحضارة والدخول الى العالم الحر ان اثارة الخوف من الديمقراطية من قبل هذه الجهات الرجعية هو امر ضار بذات الفرد والمجتمع معا وهو عرقلة لبناء تقاليد وممارسات ذات نسق ديمقراطي وايضا عامل تاخير زمني وحضاري يساهم في تأبيد قيم التخلف والكسل ومن هنا يتصاعد بشكل مريع الخطاب الذي يطلقه هؤلاء الذين يشعرون بفوبيا شديدة وذان حساسية من أي ذكر للديمقراطية وفي الحقيقة ان هذه الفوبيا الشديدة من اليمقراطية ليست بغريبة على هذه التشكيلات الاستبدادية والاخرى ثيوقراطية لانهما اصلا قائمين على هرمية سلطوية من اعلى الى اسفل ويفتقدان أي ديمقراطية او تعددية في بنيتهما الفكرية والتنظيمية يمكن ان تصلح كنسق مقبول للعلاقة بين الحاكم والمحكومين ونتيجة لهذه العلامات والسمات التي يتسمون بها تعمل هذه السيمائيات والتي تمثل مجمل الافكار التي تشكل مجمل التوجهات ذات الطابع الماضيوي لهذه السلطات السياسية والاجتماعية على عرقلة النسق الحضاري لهذا ان مسالة تبني الديمقراطية للانظمة السياسية والمجتمعات هي امر اصبح يمثل ضرورة شديدة للمجتمعات لمعالجة الملفات الكثيرة والتي تمثل واجبات السلطة تجاه افراد المجتمع بالاضافة الى ان الديمقراطية خطابا وممارسة اصبحت هي المحك الحقيقي لمصداقية أي نظام سياسي ولهذا يجب ان يستفاد العرب من نزعة الديمقراطية ذات الطابع العالمي وان المناخ الدولي يشجع على دعم وتبني الديمقراطية بدون اي خصوصية قومية او دينية او عرقية التي هي غالبا مع ماتصبح مصد ومصدرللانغلاق الداخلي كما حصل من تجارب استبدادية ماضيوية والاحتفاظ بالاطر القديمة التسلطية والاستغلالية وبالتالي بقاء الحال على ماهو عليه اذا ان الديمقراطية فكرا وممارسة لاتمثل فوبيا الا لمن يقوم فكره وسلوكياته على رفض للاخر والاستئثار السلطوي والذي يحرم الاخرين من أي مشاركة حقيقية يتيح لهم فرص المشاركة في بناء الوطن والمجتمع لانها من حق الجميع ولذلك يجب ان يفتح الباب لكل الافكار للاستنارة بها كما عبر يوما العظيم غاندي الذي قثا افتحوا النوافذ ودعوا كل الافكار تتفاعل وذلك لايتم ذلك الا بالاطر الديمقراطية التي تتيح الحرية للجميع وبشكل حقيقي وان في سيادة وانتشار الديمقراطية وقيمها الحضارية الانسانية هو انجاز كبير لاي مجتمع يساهم في هذه المسيرة ويجب تفهم اننا بلدان اخذت بعضها بالديمقراطية وليست لنا ممارسة طويلة في هذا الجانب ولهذا ان مسألة حصول بعض التعثرات في هذه المسيرة امر جائز الحدوث وهو امرطبيعي لحداثة الفكرة والممارسة لديناولايمنعنا هذا من مواصلة الممارسة الديمقراطية لانها امر مشرف ولان حتى الدول التي لها باع طويل في هذا المضمار تحصل فيها بعض التعثرات احيانا فكيف بمجتمعاتنا التي مازالت تحبو في هذا الجانب الا ان مايميزنا عن غيرنا هو اننا خطونا بشجاعة خطوة السير وفق الفلسفة الديمقراطية بدون أي فوبيا او خصوصية قومية او عرقية او دينية لان الديمقراطية والياتها يمكن ان تنسجم مع كل الافكار والانساق اذا صدق التجاوب معها من قبل الذين ينوون تطبيقها في مجتمعاتهم بشكل يشمل كل الفضاء وليس انتقاء شئ ينسجم مع منافعهم ويصرفون النظر عن الذي لاينسجم مع هذه المنافع غير المشروعة في اغلب الاحيان لان نسق الديمقراطية هو نسق مرتبط الاهداف والنتائج وعبرالتخطيط الذي يعتمد على المتغيرات التي تحدث في المجتمع وتمثل الحراك السياسي والثقافي القائم0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ