الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصور للتكامل الاقتصادي العربي في حقل الصناعات البتروكيمياوية والصناعات المرتبطة بها

فاضل العقابي

2007 / 6 / 10
الادارة و الاقتصاد


كما هو معروف للمهتمين في شوؤن النفط والطاقة ان هناك دعوات كثيرة تدعو الى التوسع في صناعات التكرير والبتروكيماويات والصناعات التحويلية التي ترتبط بها بعلاقات تكاملية افقية وعمودية وهنا لابد من الاشارة الى ان الدول العربية النفطية باشرت منذ السبعينيات من القرن الماضي في انشاء المشاريع البتروكيمياوية الا انها فضلت التخطيط المحلي على التخطيط القومي وفي هذا المجال نؤكد على الحقائق التي تمخضت من تجارب تلك الدول وهي

اولا: ان فكرة التوسع في الصناعات البتروكيمياوية والتكرير تأتي من حقيقة اقتصادية معروفة هي ان تعظيم القيمة المضافة للبرميل المنتج من النفط الخام تأتي من خلال تكريره او دخوله كمادة اولية في المشروعات البتروكيمياوية فعملية تصدير البرميل من النفط الخام تعد بمثابة استنزاف لهذا المورد في ظل ظروف سوق غير مستقرة واذا اردناكشف حقيقة هذه المشروعات نجد ان الشركات الاجنبية التي قامت بعملية الانشاء لهذه المشروعات ربطت تلك المشروعات بعملية استخراج النفط الخام وذلك من خلال حاجة تلك المشروعات للغاز الطبيعي المصاحب والذي يدخل كلقيم لانتاج المنتجات الاساسية مثل الاثيلين وهنا تجب الاشارة الى ما يلي

ان الاعتماد على الغاز المصاحب تكتنفه مخاطر جمة في مقدمتها ربط صناعة استخراج النفط بهذه المشروعات حيث ان كل 360 متر مكعب من الغاز المصاحب تخرج مع البرميل المستخرج من النفط الخام واذا اردنا معرفة الكميات التي تحتاجها هذه المشروعات من الغاز المصاحب مما يعني ذلك ان على تلك الدول انتنتج كميات مضاعفة من النفط الخام من اجل توفير ما تحتاجه تلك المشروعات وفي هذه الحالة قد تكون سوق النفط في وضع وجود كميات فائضة من النفط مما يعني تأثر الاسعار
ان طبيعة التركيب الكيمياوي للغاز الطبيعي بنوعيه المصاحب والحر تجعله يعطي اعلى كمية من الاثيلين في حين تفتقد المنتجات الاخرى مثل العطريات حيث تعد النافثا والمقطفات البترولية الاخرى والناتجة من عملية التكرير كمواد غنية بتلك المنتجات المهمة مثل البروبلين والبوتاديين والستايرين وغيرها
من هنا لابد من تدعيم العلاقات التكاملية الافقية والرأسية ما بين المشاريع البتروكيمياوية وكل من صناعة التكرير وصناعة الغاز والتركيز في تنمية حقول الغاز الحر لتلبي احتياجات تلك المشروعات
ان الاعتماد الكامل لتلك المشروعات على الغاز المصاحب وان الدول العربية التي لديها تلك المشروعات تحقق ميزة نسبية في مجال انتاج المنتجات الاساسية وذلك لان تكلفة الفرصة البديلة للغاز المصاحب تساوي صفر اي ان هذه الدول تقوم بحرق الغاز دونما الاستفادة منه وبالتالي ان اي سعر تدفعه تلك المشروعات يحقق لها ميزة نسبية لكن هذا الاعتماد على الغاز المصاحب قد افقدها العديد من المنتجات المهمة والتي تدخل في العديد من الصناعات هذا ناهيك عن ارتفاع اسعارها عالميا
ان الدعوة للتوسع في الصناعات البتروكيمياوية وصناعة التكرير يجب ان يرتبط بخطة استراتيجية عربية وضمن مظلة التكامل الاقتصادي فيما بينها وهنا يجب الاخذ بالحسبان امرين مهمين هما

الاول: ضرورة التنسيق بين الدول العربية المنتجة للنفط والتي تمتلك مشروعات بتروكيمياوية من اجل التغلب على مشكلة التماثل بالانتاج فمن واقع الحال نجد ان دول مجلس التعاون الخليجي تتماثل في انتاج نفس المنتجات وهذا بالحقيقة يؤدي الى حالة من التنافس في الاسواق الاقليمية خاصة وان اسواق الدول المتقدة لايمكن الوصول اليها في ظل الاجراءات الحمائية المتشددة التي تتبعها هذه الدول فيجب ان يصار الى تنويع تلك المنتجات بحيث ان كل دولة تختص في انتاج منتج محدد تحقق فيه ميزة نسبية هذ بالاضافة الى التنسيق مع الدول العربية الاخرى والتي تمتلك الايدي العاملة والخبرات في مجال الصناعات التحويلية التي تعتمد على على المنتجات البتروكيمياوية
الثاني: ضرورة التأكيد على عملية حماية البيئة من التلوث الذي تخلفه تلك الصناعات لذلك يجب على الدول ان تركز عند المباشرة في انشاء مشروعات مستقبلا ان تحتوي على وحدات معالجة الفضلات الصناعية حيث يجب ان لا تكون عملية التنمكية على حساب البيئة

ان تحقيق التكامل ما بين الدول العربية في مجال الصناعات النفطية اللاحقة يعد من اوسع الابواب التي يمكن ان تدخلها هذه الدول في ظل عالم يتجه نحو التكتلات الاقتصادية ولعلها تكون الخطوة الاولى نحو تحقيق ما يعرف بدول الاتحاد العربي مثل دول الاتحاد الاوروبي علما ان طبيعة التقارب ما بين الدول العربية هي اكثر ملائمة مما هي عليه في دول الاتحاد الاوروبي ، كما ان ظروف الاقتصاد العالمي المتجه نحو العولمة تحتم على الدول العربية القيام بمثل هذه الخطوة فالدخول الجماعي الى السوق بالتأكيد افضل من دخولها بصورة منفردة مما يضعف القوة التفاوضية لديها ولعل خطوة دول مجلس التعاون الخليجي في الدورة الثالثة والعشرين المنعقدة في الدوحة وما انص على اقامة الاتحاد الجمركي ما بين اعضاء المجلس وصولا الى توحيد العملة بنهاية عام 2010 ، كما ان المفاوضات المجلس مع دول الاتحاد الاوروبي حول المنتجات البتروكيمياوية وما اسفر عنها من توقيع اتفاقية التبادل الحر ما بين الاتحاد والمجلس حيث دخلت حيز التنفيذ عام 2005
ولعل في خضم هذه الافكار المتزاحمة يبرز امر غاية في الغرابة الا هو لماذا هذا التهافت من بعض الدول العربية على الدخول في شراكة مع دول الاتحاد الاوروبي ؟ لماذ لا يصار الى اعتماد الشراكة العربية- العربية على سبيل المثال كأن تكون هناك شراكة ما بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد المغاربي وهكذا ؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | حسن مقلّد - خبير اقتصادي | 2024-05-28


.. هام من وزارة المالية .. لا زيادة فى الضريبة على الدخل أو الأ




.. كبار الاقتصاديين في إسرائيل يحذرون من أن سياسة الحكومة تجاه


.. -روبوتات التداول-.. هل سيغيّر الذكاء الاصطناعي عالم البورصة




.. VODCAST الميادين | حسن مقلّد - خبير اقتصادي | 2024-05-28