الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السباحة في المياه الراكدة

محمد بن سعيد الفطيسي

2007 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لم تعد الولايات المتحدة الاميركية قادرة على إيجاد توازن سياسي بين متطلبات كبرياء الإمبراطورية العظمى والذي دفعها في كثير من الأحيان إلى ارتكاب العديد من الأخطاء التي لم تعتذر عنها بسبب (غرورها) بقدرتها لا أكثر كحربها على العراق, وتدخلاتها المستمرة في الشؤون الدولية التي تسببت في العديد من المشاكل الدولية التي لا زال العالم يعاني منها حتى يومنا هذا , وغيرها من النزاعات الأحادية الجانب والتي تبين خطأها ولا زالت الولايات المتحدة الاميركية مصرة على أنها صحيحة , كما يؤكد ذلك الإحساس رسميا الرئيس الاميركي جورج بوش الابن نقلا عن النيويورك تايمز بتاريخ 22/ 1 / 1999 عندما قال : ( سوف لن اعتذر ألبتة عما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية , ولن أعير ادني اهتمام للحقائق أيا كانت!! ) وضغوطات المجتمع الدولي وحتى المجتمع الاميركي نفسه الذين يقف أمام تلك المتطلبات في كثير من الأحيان بصرامة وتشدد في العديد من القضايا السياسية الدولية.
وهي أمام كل تلك المنعطفات البراغماتية في الفكر الدولي في حالة من التردد والضياع السياسي كمن يسبح في بركة من المياه الراكدة , ففي وقت تحس فيه بضرورة استخدام قوتها الصلبة التي لابد من ممارستها في وجه بعض التحديات التي تقف أمام قدرتها السياسية وقوتها ذات القطبية الأحادية , يمارس المجتمع الدولي عليها بعض الضغوطات التي تجعلها تتراجع عن ذلك , وبالتالي فإن حالة عدم الشعور بالقدرة على إيجاد ذلك التوازن بين متطلبات الداخل السياسي والخارج الدولي أفقدها القدرة على اتخاذ العديد من القرارات الصائبة في كثير من الأحيان وفي العديد من المواقف الدولية الحساسة مما جرها إلى الانزلاق لاتخاذ ردات فعل متسرعة وأحادية الجانب مما انعكس سلبيا على سياستها الخارجية التي أصبح العالم يضرب المثل عليها في القساوة والصلابة والتسرع السياسي.
وبالتالي فان الولايات المتحدة الاميركية مطالبة بإعطاء فرصة لمشاركة المجتمع الدولي في حل تلك القضايا الحساسة وخصوصا التي قد تؤثر على العالم بأسره من الناحيتين السياسية والعسكرية كأزمة الملف النووي الإيراني والملف العراقي , وعدم السماح لنفسها بالسير وحيدة في الظلام الذي قد يتسبب لها بصدامات غير محمودة مع الآخرين بسبب عدم قدرتها على الرؤية الصحيحة للمشاكل الدولية المعقدة , فتلك المشاركة هي الحل الوحيد الذي قد يعيد للإمبراطورية الاميركية ذلك التوازن السياسي الذي افتقدته بسبب غطرستها وأحاديتها المتصلبة في اتخاذ القرارات السياسية , فإن ( أي تراجع للتقوقع وراء تركيز سياسي تقليدي على أحادية القطب والهيمنة والسيادة ونزعة الانفراد باتخاذ قرارات من جانب واحد سوف يفشل في إعطاء المحصلات والنتائج الصحيحة كما أن الغطرسة المرافقة لهذا التقوقع ستؤدي إلى تآكل القوة الناعمة الطرية التي هي جزء من الحل على الغالب ) .
وأخيرا فإن الولايات المتحدة الاميركية مطالبة باتخاذ استراتيجية جديدة من أجل إنعاش سياستها الخارجية المصابة بالترهل والرعاش في بعض الأحيان والغطرسة والتفرد في أحيان أخرى , من أجل مزيد من التقارب العالمي المبني على المشاركة والتعايش السياسي مع الآخرين لتتمكن من قيادته والسير به إلى الطريق الآمن. كما يتعين على وزارة الخارجية الأميركية أن تتعلم كيف تقوم بهذا الدور ... وعلى بلد بهذه القوة أن يعمل يوميا من أجل ان ينقل للعالم ما يقوم به - بالشكل الصحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح