الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برسم بعض الكتاب السوريين؛ مع الود

سلطان الرفاعي

2007 / 6 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


برسم بعض الكتاب السوريين؛ الكاتب صاحب الضمير الحي والحس الوطني الشريف ، ينظر الى ما هو حسن وايجابي في الوطن أولاً ، ثم يتوجه الى ما هو سيئ وفاسد من أجل اصلاحه أو المطالبة بإصلاحه وتحسينه . ويبدو أن الجميع في الحقيقة يجدون ما يبحثون عنه ، فإن بحثوا عن الشر والفساد وجدوه ، وحتى متراكماً ، وإن فكروا في البحث عن ما هو حسن ، في الوطن ، فسيرون أن الكثير من الأمور الايجابية هي في متناول اليد . وكثير من الأمور الايجابية لا زالت موجودة في سوريا ، ومفقودة في كثير من البلاد العربية الأخرى .
نحن لا نصادر رأيكم ، ولا نقف مع السلطة والنظام ، رغم كل ما نسمعه من الاتهامات ، نحن أحرار ، هدفنا وهمنا الأول والأخير ، سلامة سوريا ، وحمايتها من كل خطر ، سواء خارجي أو داخلي .

رجلان تطلعا من وراء قضبان السجن ، فأبصر الأول أوحالاً وشاهد الثاني نجوماً .
لماذا لا نكون جميعا ، من الذين نظروا من وراء القضبان فرأووا النجوم والأمل ، والفرصة الجديدة . من المؤكد أن من ذاق لوعة ومرارة وقسوة السجن وزنزانات الأمن السوري ، من الصعب عليه أن ينسى الألم الذي عاناه ، هو وأهل بيته من جراء اعتقاله ، وأنا من الذين اعتقلوا ، و في قرارة نفسي ، أتمنى أن أرى الشخص الذي اعتقلني خلف القضبان ، ليذوق ما ذقته . ولكن اذا كنتم لن تغفروا لهؤلاء ، فنرى أنكم غفرتم وتعاونتم مع العصابات الأخونجية ، ومع طغاة الشام ، أصحاب الملف اللبناني ، والذين سرقوا ونهبوا وقتلوا ، الكثير من أفراد الشعب السوري ؛ والذي تدعون الدفاع عن مصالحه وحريته وحقوقه .كيف تفسرون كل هذا ؟
كيف تبدأ القصة ؟
يكتب أحدكم مقالة ، وينشرها في السياسة الكويتية أو النهار اللبنانية ، أو في احدى الصحف الخليجية . ويقيض ثمناً لها ، ومن هنا تبدأ العلاقة ، هو ، الكاتب ، يبدأ في زيادة العيار ، رغبة في ارضاء الطرف الآخر ، وتشجيعه على النشر . الطرف الآخر يبدأ بزيادة المبلغ ، ويرفع السعر ، بغية تشجيع الكاتب على زيادة الجرعة ، والشتم بصوت أعلى . وبزيادة المبلغ ، تزداد مسؤوليات الكاتب ، وتزداد رفاهيته ، وتزداد أمواله ، ويصل الى وقت لا يستطيع فيه الا أن يشتم وطنه وأهله وشعبه ، ويحرك كل الضغائن والنفوس ضد الوطن ، بمقالات نارية ، تبحث عن السيئ والسيئ فقط ، لأن الحسن لن يُنشر له ، ولن يقبض عليه .

من لم يقل أن هناك أمن في سوريا ، كان في الماضي يقمع المواطنين ، ويسوقهم الى الزنازين لأشهر وسنين دون محاكمة .
من لم يقل أن هناك استبداد ، وأن هناك محسوبيات ، وأن هناك فساد ينخر مثل السوس في قلب السلطة .
من لم يقل أن هناك حزب بأكل البيضة وتقشيرتها ، ويحتكر كل الوظائف ، والخيرات ، والمرافق .
لقد قلنا كل ذلك ، ونسعى من أجل التغيير ، مع الرئيس الجديد ، مدركين ، أن الخراب والدمار الكبير والذي خلفه امثال البيانوني والخدام والكنعان والشهابي وأمثالهم في البلاد ، يحتاج الى سنين طويلة أيضا ، من أجل اصلاحه . وجاءت الفرصة مع الرئيس الشاب ، مع نبتة الاصلاح الصعيرة ، ولكن كان الطوفان في المرصاد ، ضغوط من الخارج ، ومعارضة في الداخل ، تريد أن تقتل الناطور ، لا أن تصل الى العنب .
اليوم هناك فرصة جديدة ، ولاية ثانية ، قانون أحزاب عصري ، قانون اعلامي جديد ، محاسبة واقتصاص ------لماذا لا نعطي فرصة للنظام من أجل أن يُطور عمله ويُحسن نفسه ، عوضاً عن تعريضه لخطر ، يكون المخرج الوحيد له ازدياد القمع .

الالتزام بحب الوطن والدفاع عن استقراره وأمنه واستقلاله ، يحتم علينا جميعا ، الإخلاص والإهتمام والواقعية ، إننا جميعا نريد أن نكون قي المكان والموقع الذي يريدنا الوطن فيه ، حيث يحتاجنا الوطن ، وأن نساهم جميعا في إتمام ما يقوده الى السلام والسعادة والاستقرار ، علينا جميعا أن ننتبه ، الى كل ما يفيد الوطن ويقوبه ، لا الى كل ما يضعف الوطن ويُفككه .
هناك بعض منكم ، أو كثير منكم ، يتهمون معارضة الداخل بموالاة النظام ، والارتباط بالأمن . لن ندافع عن أحد ، ولا عن أنفسنا ، فكل اناء ينضح بما فيه ، وكل يعرف خقيقة ذاته ، ويعرف أصالة منبته ، أو ضحالته . مثلكم نكره الأمن وكل رجاله ، ونتمنى أن يرحلوا جميعا عنا . مثلكم نكره النظام الفاسد ، والأشخاص القعيين المستبدين المتسلطين الفاسدين . مثلكم نكره الدستور الظالم . مثلكم نكره تسلط الحزب الواحد واحتكاره لكل وظيفة وخير ومرفق في هذا الوطن .
ونختلف عنكم ، وفد تكونون معنا في طرحنا هذا والله أعلم : نؤمن بالرئيس الشاب ، ونؤمن بسوريا المستقبل ، ونؤمن بالغد المشرق لأجمل الأوطان . وهذا هو خيارنا الأخير ، وأملنا الوحيد اليوم .

جموع من الناس تزدحم حول أحد المرافئ . سأل أحدهم عن سبب ذلك الازدحام ، فقيل له : إن شاباً بنى لنفسه مركباً وهو على وشك الانطلاق فيه لوحده قي رحلة حول العالم . وكان الجمع كله في حال من التشاؤم لم يحاول أحد إخفاءها . الكل كان يُذكر الشاب بكل ما يمكن أن يتعرض له من مخاطر !---الشمس ستكويك ! --والخبز لن يكفيك !---والمركب الذي بنيت لن يصمد في وجه العواصف -----وفي كل حال لن تبلغ هدفك !
ٍعندما سمع ذلك الشخص كل تلك التحذيرات المضنية والمحبطة توجه الى ذلك الشاب ، أحس بدافع قوي في نفسه يحثه على أن يزوده بشيء من التشجيع والتفاؤل . لما بدأ القارب يبتعد عن الرصيف أسرع الشخص نحوه ملوحا بيديه وكأن الثقة تتدفق من يديه وكل جوارحه وأخذ يصرخ : (( أتمنى لك سفرة موفقة ! إنك شاب غير عادي ! قلوبنا معك ! ونحن نفخر بشجاعتك ! وفقك الله يا رئيسي !)).
دمشق
9-6-2007









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسام زملط لشبكتنا عن هجوم رفح: نتنياهو تعلّم أن بإمكانه تجاو


.. من غزة إلى رفح إلى دير البلح.. نازحون ينصبون خيامهم الممزقة




.. -الحمدلله عالسلامة-.. مواساة لمراسل الجزيرة أنس الشريف بعد ق


.. حرب غزة.. استقالة المسؤول عن رسم الشؤون الاستراتيجية في مجلس




.. دكتور كويتي يحكي عن منشورات للاحتلال يهدد عبرها بتوسيع العدو