الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملتقى الثالث لتنسيقيات مناهضة الغلاء ملتقى فاشل بكل المقاييس

و. السرعيني

2007 / 6 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


التأمت بمقر هيئة المحامين بالرباط التنسيقية الوطنية للتنسيقيات المحلية المناهضة للغلاء و الزيادات في الأسعار.. و هو أول لقاء يأتي بعد قمع مسيرة البيضاء الوطنية ليوم 25/03/2007.
و من حيث الحضور تم تسجيل الحضور الباهت للعديد من التنسيقيات بل لأغلبها مع التقليص لعدد التنسيقيات الحاضرة التي لم تتجاوز في مجملها تسعة تنسيقيات.
و على الرغم من هذه المعطيات تجند المناضلون للنقاش محاولين استخراج بعض النتائج التي قد تضفي النجاح النسبي على الملتقى، لكن دون جدوى و خاصة أمام إصرار و تعنت بعض الأصوات من داخل التنسيقيات و التشبث برأيها الذي لم يكن يراعي في شيء طبيعة و مهام و قاعدة التنسيقيات.
فكان الإصرار و التشبث بنفس الآراء و النماذج الفاشلة في قطاعات لا داعي لذكرها و لا داعي كذلك للتشفي في حالها الذي لا يرضي أي مناضل ديمقراطي تقدمي داخل هذا البلد و خارجه.
فيبدو أن زمن الوعي بضرورة و حيوية الإطارات الجماهيرية التي من المفروض و الواجب أن تفتح أبوابها و هياكلها لجميع الطاقات المناضلة و لجميع الطلائع الشبابية الجماهيرية.. لم يحن بعد.
و قد لامسنا هذا الواقع من الصعوبات التي واجهناها لإقناع العديد من المناضلين بأن مكسب التنسيقيات مكسب مهم لا يجب التفريط فيه لاعتبارات عدة، و على رأسها أن ملف الغلاء و الزيادات المستمرة في الأسعار و الهجوم على قطاع الخدمات العمومية.. تجاوز جميع القوى و الإطارات المناضلة التي ما زالت متشبثة بخط الكفاح و مقاومة الزحف على المكتسبات.. و بالتالي فالطريقة التي تم بها التأسيس للتنسيقيات تعتبر مكسبا و خطوة نوعية لم تعد فيها الحسابات مرتهنة بمزاجات بعض القيادات النقابية التي لعبت الدور الكبير، سابقا، خلال معارك مناهضة الغلاء و الزيادات في الأسعار و نعني بها معارك و انتفاضات يونيو 81 و دجنبر90.
صحيح أن القوى السياسية المنخرطة الآن في المعركة و المتحملة لمسؤوليتها في التنسيقيات.. قوى صغيرة نسبيا و ليس لها أدنى تأثير أو هيمنة على النقابات أو قطاعات نقابية مهمة.. لكننا نعتقد أن انخراطها في هذه الدينامية المقاومة يفتح لها الباب للتوسع و الانتشار و الارتباط مع الجماهير المتضررة من سياسة الدولة الاستغلالية الاستبدادية، يفتح لها الباب كذلك لتنسيق عملها مع تيارات يسارية أخرى، تيارات لها ارتباطاتها بالشباب الطلابي و التلاميذي.. تيارات ثورية متحررة من جميع الضغوطات المؤسساتية و من جميع الحسابات و الانصياعات لقوانين الدولة المجحفة و الماسة بحريات الاحتجاج و التعبير و التظاهر..
فهل تم الأخذ بعين الاعتبار لهذه المعطيات؟ لا أعتقد، و لو حصل هذا لاعتبرناه نجاحا نسبيا أو مدخلا للانطلاق نحو تحقيق انتصارات ستكون نوعية لا محالة.
فلا ينبغي للرفاق أن يتعاملوا مع وجهة نظرنا النقدية هذه سوى من هذا الباب، باب عدم وعينا بطبيعة المرحلة و بنوعية وقوة الهجوم الذي يخوضه الرأسمال الإمبريالي و المحلي و سنده الدولة الاستبدادية القائمة بالمغرب، من جهة، و من جهة أخرى استعداد الجماهير الكادحة البطولي للتصدي لسياسة النهب و الاستغلال متحدية القمع و الاعتقال و إطلاق الرصاص.. فالحاجة إلى هيئات تؤطر المقاومة الشعبية و تنظم الاحتجاج و التظاهر و تسطر المطالب و الملفات المطلبية.. بات مسألة حيوية و جوهرية يجب أن تحرك جميع اليساريين على اختلاف مشاربهم دون أن يحس البعض منهم أن فيها نوعا من التنازل عن الثوابت المبدئية و خاصة مناضلي و مناضلات الحملم الجديدة الذين ما زالوا متشبثين بأهمية حزب الطبقة العاملة المستقل و بدوره الحاسم، الهيئة الوحيدة القادرة على قيادة فعلية لنضالات من هذا الحجم، نضالات قد تشق الطريق إلى النصر النهائي الذي سيحررها و سيحرر جميع الكادحين و المحرومين و المتضررين من سياسة الرأسمالية أصل الحرمانات و التشرد و البطالة و التهميش و الغلاء.. و الاتجاه لبناء دولة ديمقراطية من طراز جديد، و مجتمع اشتراكي معادي للاستغلال و الاضطهاد و الطبقية و اللامساوات.. فإذا كان العنوان الذي قدمنا به مقالنا التقييمي هذا قد أبهر أو حتى أغاظ البعض.. فلا يمكن اعتبار قساوتنا في الرد و التناول لأوضاعنا إلا من باب الحرقة التي نحس بها أمام سياسة الطغيان و الاستبداد التي تقوم به الدولة تجاهنا و تجاه عموم الكادحين حيث الاعتقالات و المحاكمات الجائرة و القاسية في حق المناضلين و حيث المواجهة العنيفة و الشرسة لاعتصامات العمال و لاحتجاجات النقابيين و المعطلين و للساكنة المهمشة التي فاقت الضرب و تكسير العظام لحد إطلاق الرصاص و المواجهة عبر المروحيات ـ حربيل مراكش ـ.. الشيء الذي حزٌ في أنفسنا بعد أن راهنا على اقتناع عموم اليساريين بالدخول لهذه التجربة التنسيقية بحماس أكبر لتأخذ منحى انتفاضيا منظما و مدعما من قوى اليسار المكافح.. فكان أن فوجئنا بالحضور القليل و الباهت.. حضور انعدم فيه التحضير الجدي، فباستثناء تنسيقية الرباط و تنسيقية طنجة و الرفاق في لجنة المتابعة.. لم ينتج المتدخلون سوى مواقفهم و اقتراحاتهم لحظة النقاش دون استشارة تنسيقياتهم المحلية.. كما تم تسجيل حضور بعض المناضلين لفضاء يفترض أنه ينسق مواقف و اقتراحات تنسيقيات محلية، لكن تبين فيما بعد ألاٌ وجود لتنسيقية بمدنهم ـ أسفي و البيضاء ـ.. إضافة لبعض الحاضرين الذين أتوا باسم تنسيقياتهم لكن تبين أن حضورهم اتخذ منحى الإخبار بمعطيات معاركهم المحلية و فقط!
و بالتالي فإن ثقافة التنسيق و إعطاء المعركة بعدها الوطني المتنوع التجارب و الملفات، و الموحد حول عدة مطالب و شعارات.. لم يتبين حضورها كفاية من حيث التدخلات و القناعات الملموسة.
إضافة لهذا و ذاك فالخلاصات التي يمكن اعتبارها نقطة الضوء المضنية و التي يمكن أن تساعدنا على تجاوز الإحباط و عدم الانبطاح لواقع التردي و التشرذم الذي نعيشه كقوى مقاومة و مناضلة مكافحة و مناصرة لنضالات الكادحين المغاربة.. فقد لمسنا كذلك هشاشة القرارات التنظيمية و البرنامجية و مستخلصاتها في شكل البيان الصادر عن اللقاء.
فمن حيث تشكيلة لجنة المتابعة لاحظنا الارتباك و التردد و عدم الاقتناع الكامل حتى بالنسبة لمن انخرطوا فيها كأسماء و كتمثيليات سياسية.. لا حظنا كذلك غياب المناضلين النقابيين عن التشكيلة.. و كذا غياب الأسماء المؤهلة بأن تلعب دور اللحمة من داخل الجهاز القيادي التنفيذي.
هذه بعض ملاحظاتنا الأولية التي نتمنى أخذها بعين الاعتبار، فهجومات الدولة على قوت و على القدرة الشرائية للكادحين.. مستمرة، و بالتالي فالمعركة كذلك مستمرة فإما المسايرة و المتابعة و التأطير ثم القيادة.. و إما مزبلة التاريخ تنتظرنا كيسار مغربي.

و. السرغيني
04/06/2007









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب