الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضمير ... معلم خارج نطاق المدرسة

لبنى الجادري

2007 / 6 / 10
حقوق الاطفال والشبيبة


لا يعرف أغلب الأطفال شيئا عن مفهوم الضمير ، إلا بعد قطعهم عقدا من الزمن ، ويصبح عمر الطفل عشر سنوات فأكثر ،.. فيبدأ حينها تكون الضمير ..
والضمير ، هو الأداة الداخلية الخفية التي توجه أعمال الطفل وتفكيره وسلوكه ، وتلعب الأسرة الدور الأول في عملية تنمية الضمير وأشباعه وإعداده الى مواجهة المواقف المختلفة ، فقد يواجه الطفل مشكلة في المدرسة ، أو مع رفاقه ، وتتطلب اللجوء الى الضمير في أصدار الحكم أو قول الحقيقة ،.. فأذا كسر طالب زجاج نافذة الصف ، وتم إبتلاء طفل آخر بذلك ، وكان قد رآهم صديق الطفل الذي كسر الزجاج ،.. فماذا يفعل ؟،.. أيبلغ عن صديقه ؟ ، أيخون صديقه لو بلغ عنه ؟ ، هل سيخسر صداقته ؟ ... كثير من المشاعر والأفكار المتأرجحة تأتي الى مخيلة هذا الطفل ، فيقع في حيرة من أمره ، لو لم يكن يملك الخلفية الضميرية المناسبة التي سبق وإن تم أعدادها من قبل الأهل .
فأذا كانت صحيحة ومتوفرة ، .. قال الطفل الحقيقة بكل شجاعة ، ولو كانت على نفسه !، أما أذا كانت هذه الخلفية ضعيفة ، فأنه سيلجأ الى الكذب ، ويترك طريق الحق والعدل .
إن الأطفال الصغار في بداية حياتهم الصغيرة ، لا يعون مفهوم الضمير ، فعندما يقوم أحدهم باللعب بأدوات أخيه ويكسرها أو يتلفها ، يلجأ الى والدته خوفا من غضب أخيه عليه ،.. وعندما تمر ساعة العقاب ينسى ما فعله ، وتعود علاقتهما كما كانت ، فهو لا يدرك أنه يقوم بأخطاء ، وأن ما يفعله الوالدان ويوجهان به ، هو ما يتعود عليه الطفل في سلوكه ، فالطفل أبن بيئته ، والطفل الذي يعلـّمانه والداه الأستئذان قبل أخذه لأغراض الغير ، إنما يزودانه بعادات سلوكية يكافأ عليها ، إذا ما أتقنها وأستخدمها في المواقف المناسبة .
إن نمو الضمير عند الطفل لا يأتي بالتعلم المباشر فقط ، بل بما تقدمه الخبرات والمواقف التي يمر بها الطفل أثناء نمو علاقاته مع الآخرين ومع الأخوان في المنزل ، وما يقدمه الوالدان من نموذج داخل البيت أولا .
فالطفل الذي يتعلم أن الكذب من العادات السيئة ، ولا يُسمح به داخل المنزل ، ويتعلم مساوئه ، فأنه سيبقى مبتعدا عن الكذب في تعاملاته مع الآخرين ، وكذلك كثير من المفاهيم التي يستقيها من منهل الأسرة ، كالحفاظ على الأسرار والأمانة وغيرها ،...

مراحل تكون الضمير لدى الأطفال
يبدأ تكون الضمير ،
أ‌- منذ السنة الأولى وحتى الثالثة / يستقي الطفل المعلومات ، وماهو المسموح والممنوع (بشكل عشوائي ) ، ويعتمد على المحاولة والخطأ في الحصول على رضا الوالدين ، أو سخطهم عليه ، وتكون تصرفاته وردود أفعاله نحو الأعمال والأقوال التي توجه اليه مبنية على الفطرة ، ويكتفي الطفل في هذه المرحلة بعقوبة الوالدين .
ب‌- من سن الرابعة وحتى السابعة / يبدأ الطفل بالتعرف على أن هناك (عقوبة ألهية) توجه الى الأشخاص الذين يقومون بأعمال سيئة نحو الآخرين ، كأن يرسب في الأمتحان !، أو يزعل منه صديقه المقرب !، أو أنه يفقد نقوده في الطريق ! ، .. كل هذا من جراء مخالفته لكلام والدته ، فتبدأ هنا مرحلة تأنيب الضمير ، دون أن يدرك أن هناك شيء ما ، يُدعى بالضمير .
ت‌- من سن الثامنة الى العاشرة / تبدأ علامات تكون الضمير بصورة واضحة ، وذلك عندما يبدأ الطفل بالتفكير بنتائج عمله بشكل مسبق ، فهو يفكر بما سيقول عنه أصدقاؤه مثلا عندما لا يشارك معهم في بطولة معينة ، فيضع الأحتمالات والتفسيرات لأسباب رفضه للأنضمام اليهم ، وتظهر على وجهه علامات عدم الرضا والخوف ، وقد يرتبك ويحرك عينيه يمينا وشمالا ، ويفرك راحتيه ، وكثير من تلك الظواهر التي تشارك في أظهار عملية تأنيب الضمير وتظهره .
ث‌- من بعد سن العاشرة / ونرى الضمير واضحا هنا ، وتتحد خطاه ، وتبرز مبادئه وتزداد أتساعا وثباتا ، كلما وجد أن قراراته تلاقي المدح وصحة أتخاذ المسار المناسب لما يعترضه من مواقف مختلفة يحدد موقفه تجاهها ، كل حسب خبرته ومعلوماته نحوها ،... وبذلك يضحى طفلنا الكبير سائرا على الخط الصحيح .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. مداخلة القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في غزة حول تطو