الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارمع الكاتب الأمازيغي سعيد بلغربي :

سعيد بلغربي

2007 / 6 / 11
مقابلات و حوارات


حوارمع الكاتب الأمازيغي سعيد بلغربي:

كيف تحس كأمازيغي لك تاريخ عمره الآلف السنين وليست لك نافذة إعلامية تطل بها على ذاتك المستلبة حتى اليوم!

حاوره: عبدالعزيز بوضوضين
2007

كيف بدأت كتاباتك الأدبيةّ ؟
ـ دائما البدايات تأتي هكذا مبهمة، بدون شعور يحمل المرء قلمه ليكتب أشياء لاعلاقة لها بالكتابة الأدبية أو يسجل خربشات طفولية وفي الأخير تتبلور هذه العادة إلى رغبة في الكتابة.
إلى أي جنس أدبي تميل أكثر؟
ـ قبل الكتابة حاولت أن أرسم، في طفولتي رأيت والدي يرسم حمامة بالألوان المائية، حاولت أن أرسم حمامة مثله فوفقت في ذلك، حملت الرسم إلى المدرسة فشجعني المدرس على ذلك عندما علقها على جدار الفصل، لكن الرسم له طقوسه الأخرى، يجب أن تكون في مرسمك وهذا يتطلب مجموعة من الإلتزامات ...وربما هذه الأشياء هي التي جعلتني أغادر هذا الفن لأعانق الكتابة محاولا أن أجرب أجناسا أدبية مختلفة.
ـ بمناسبة صدور مجموعتك القصصية أسواض يبويبحن، نريد أن تعطي لنا لمحة عن هذا الكتاب؟
ـ الكتاب باللغة الأمازيغية ومكتوب بالخط اللاتيني، صدر عن مطبعة تريفاكراف ببركان، يضم مجموعة من النصوص القصصية التي كتبت في أزمنة وأمكنة مختلفة، يتناول قضايا مختلفة تهم الحياة العادية والهامشية للإنسان الأمازيغي.
بصفتك كاتبا أمازيغيا ،كيف ترى واقع الكتاب الأمازيغي حاليا؟
ـ الكتاب الامازيغي رهين بالقارئ الأمازيغي، في المغرب لاوجود لقارئ أمازيغي، هناك قراء النخبة التي تنشط في إطار ضيق لاتتعدى مجموعة من المهتمين، وهذا ما يفسر بعدم وجود سوق للكتاب الأمازيغي ومعارض دائمة أو موسمية، فالكتاب يعاني من عدة مشاكل من بينها الطبع والتوزيع والتسويق وغيرها من العوائق التي تجعل سوق الكتاب بصفة عامة بالمغرب يعيش فترة إحتضار وخاصة أمام إنتشار المعلومات بشكل مهول وسهولة الوصول إليها بتكلفة أقل، بالإضافة إلى إستعمار ثقافة الصورة للجزء الأكبر من حياة الإنسان المغربي.
ـ أعلن وزير الإتصال المغربي عن مشروع تأسيس قناة تلفزية أمازيغية ما موقفكم من هذا الأمر؟
ـ نتمنى أن لايكون هذا الكلام مجرد كلام ببغاء تعيد نفس السيناريو ونفس الكلام كل يوم، كما هو الحال لوزرائنا الذين يقولون ما لايفعلون، القناة التلفزية الأمازيغية ضرورة حتمية لمسايرة الواقع المعاش وخاصة أمام التنافس القوي لوسائل الإعلام المرئية بالخصوص. كيف تحس كأمازيغي لك تاريخ عمره الآلف السنين وليست لك نافذة إعلامية تطل بها على ذاتك المستلبة حتى اليوم! أليست هذه صورة وقحة لنوع من العنصرية التي تمارس بإسم الديموقراطية على الشعب الأمازيغي الذي حرم لسنوات عديدة من قناة أمازيغية وهو الشعب الذي يؤدي إجباريا كل شهر ضريبة إعلامية لقنوات مغربية لاتبث إلا ثقافة دخيلة ونتنة من مسلسلات ماجنة وبرامج تافهة وفارغة، ونحن الأمازيغ أصحاب حضارة وثقافة وتاريخ عريق... لاتكفي قناة واحدة لرصدها. نحتاج إلى قنوات ملتزمة موضوعاتية تكون بمثابة مرآة حقيقية لواقعنا المعاش ومنبرا يمثلنا كما نحن بحسناتنا وسيئاتنا.
إذن، إذا كان كلام الوزير حقيقة ملموسة فأتمنى أن يكون هذا المولود المتأخر في مستوى تتطلعات الأمازيغ، وأن لا تكون بوقا مخزنيا يعيد نفس التجاريب الإعلامية الفاشلة، وأن لاتكون منبرا للتمييع وإختزال الشعب الأمازيغي في ثقافة فلكلورية شعارها هز الأرداف على إيقاع المزامير والبنادير، وسياسة دع الشعب ينام في سلام وذلك بتشجيع إنتشار برامج تبادل النكت والأغاني السوقية.
ـ هل شملت جولة قافلة تيفيناغ الجمعية التي تنشطون فيها، وما تقييمكم لهذه الجولة؟
ـ جمعية إيمازيغن بكطالونيا لم تحضر نشاط قافلة تيفيناغ، حسب علمي الجمعية لم يتم إخبارها بذلك، القافلة في إسبانيا مرت في صمت لم يصاحبها إعلانات إعلامية، لكن على العموم الفكرة جيدة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يعرف مسبقا أن الإقبال سيكون محتشما نظرا للضروف القاسية التي تعيشها يوميا الجالية الأمازيغية التي مازالت تتقاتل بشكل مستمر مع مشاكل العمل وأوراق الإقامة... وهو بهذه الزيارة الميمونة يريد توريد (من الورد) صورته في أوروبا، وهذا ما سيكلفه ميزانيات ضخمة كان من الأفضل إستغلالها في مشاريع تنموية أخرى تعود بالنفع على الأمازيغ.
ـ كيف تقيمون تدريس اللغة الأمازيغية بالمغرب؟
ـ المدرسة هي عماد كل تحول حضاري، والدولة التي دأبت منذ سنين على تعليم أبنائها الكذب والنفاق التاريخي من خلال ما تروجه المقرارات الدراسية من أكاذيب تشوه الإنسان الأمازيغي وتنفيه وتلبس له هوية أخرى، على غرار البربر سكان المغرب الأقدمون أتوا من الحبشة عن طريق اليمن...وتعلم لأبنائها أن المغرب بلد عربي قح وتمجد في صفحاتها العديدة وطنيون هوائيون لاعلاقة لهم بالوطنية كأمثال علال الفاسي وغيرهم كثيرون،مزيفة حقائق تاريخية (الضهير الإستعماري، إلغاء التاريخ الأمازيغي ...) هذه الدولة إذن لن يعول عليها في إنتاج وتكوين جيل نافع وإنما تعمل على صناعة جيل سوف لن يتقن إلا الكذب والنفاق الذي لقن له في هذه المدرسة. إضافة إلى نشرها لمبادئ العنف من خلال نصوص عربية لاتمت بصلة إلى البيئة الأمازيغية المسالمة كمثال السيف أصدق أنباءا من الكتب....
التعليم الأمازيغي يعاني من عدة مشاكل تقنية وبيداغوجية ولكنها أمور صحية وسليمة بالمقارنة مع الوقت والإمكانيات المتاحة، وما يلاحظ أنه هناك لوبيات تنشط داخل الأجهزة الحكومية وفي مؤسسات أخرى هدفها الأساسي هو إضعاف مسار تعليم الأمازيغية، ونجاحها يهدد مصالحها الخاصة، والأمازيغ واعون جدا بهذه الأشياء وهذا ما جعلهم ينتبهون إلى ضرورة معالجة جهاز التعليم بكل مراحله، وهذه المعالجة ستساهم بشكل قوي في إنجاح مسار تعليم الأمازيغية بالمغرب.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل