الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل ضحايا الاعتقال السياسي .. والحرية

بدر الدين شنن

2007 / 6 / 11
حقوق الانسان


أضاءت لجان الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا بتاريخ 5 ـ 6 ـ 2007 " مأساوية أوضاع المعتقلين السياسيين السابقين " . وفتحت بذلك ملفاً جديراً بالاهتمام ووضعه في مستوى الأولويات في الحراك السياسي المعارض داخل البلاد وخارجها ، وفتحت معه ملف جريم الاعتقال السياسي ، الذي تسبب بالمآسي الكارثية للإنسان السوري .. تعذيباً ومهانة وآلاماً وأمراضاً نتيجة التعذيب المتوحش خلف قضبان السجون ، وخلف قضبان الحاجة والبطالة ومعاناة الأمراض الجسدية والنفسية ما بعد السجن ، وخلف قضبان الحنين القاتل للوطن والحبيبة .. للأطفال .. والأصدقاء .. ومكابدة مرارة الاغتراب في المنفى

كم ملفاً كارثياً ينبغي أن يفتح ويجري بموجبه الحساب .. كم إنساناً كابد التعذيب .. أو ا ستشهد تحت التعذيب .. كم إنساناً هدر دمه على أعواد المشانق أو رمياً بالرصاص .. وكم إنساناً اقتطع ساطور السجن من وجوده أغلى وأزهى سنوات العمر ؟

لاأحد من ضحايا الاعتقال .. ممن ا ستنزف التعذيب وسنوات الاحترق خلف القضبان .. من الأذى الجسدي والنفسي . حتى الذين ا ستشهدوا ظلماً وغدراً لم يوقف الموت مآسيهم .. وإنما انتقلت حرقة قلب .. وغصة صدر .. وحزن أبدي .. إلى الأم والأب والزوجة والأطفال .. وبقية الأحبة

والمنفيون قسراً أو طوعاً تجنباً لجحيم القمع في كل مكان .. في المعمل والشارع .. في البيت والمسجد والمدرسة والجامعة ، وليسهموا في معركة الحرية للشام والشهباء وشهبا وحوران .. لحمص العدية ومدينة أبي الفداء و.. الدير وجارات الدير .. للساحل السوري البهي بجباله وسهوله .. كبروا .. وشابوا .. وهرموا .. بعضعهم قد ا ستشهد وعيناه مفتوحتان نحو الشرق .. لعله يلمح نجمة تعكس صورة الوطن قبل الإغماضة الأخيرة . ومن لم يستشهد بعد ، يعاني من أمراض الاشتياق إلى تحية مرحبا .. أو السلام عليكم .. من الجار الصديق .. من الناس الذين تقاسم معهم ذات يوم رغيف الخبز وهم العيش .. واضطراب القلب خوفاً على الناس ضحايا القمع المنفلت من عقاله .. وعلى الوطن

إن المعاناة الكارثية التي يكابدها المعتقلون السابقون شهادة على ا ستمرار التعذيب بأشكال أخرى ، وهو الذي يعني دون إلتباس أن الوطن في زمن الاستبداد سجن كبير

المهين للكرامة الإنسانية ، ليس أن يستمر تعذيب المعتقلين السابقين بلقمة عيشهم وعلاج أمرضهم " الاعتقالية " ، وتجريدهم من حق العمل والحقوق المدنية فحسب ، وأن يستمر الاعتقال السياسي التعسفي ومآسيه الناتجة عنه فحسب ، وأن يستمر آلاف المنفيين محرومن من إلقاء نظرة الوداع على الوطن فبل أن يصل العمر إلى محطاته الأخيرة فحسب ، وإنما هو ا ستمرار الجلادين في ممارسة مهامهم البشعة حتى الآن مع معتقلين آخرين .. هو ا ستمرا ر بقاء الجلادين دون عقاب

أن يقدم كل الشرفاء .. كل المناضلين .. داخل سوريا وخارجها .. تضامنهم ودعمهم المادي والروحي للمعتقلين السابقين واللاحقين .. خير من لعنة النظام ليل نهار ، وهذا يشكل بحد ذاته إسهاماً كبيراً في معركة الحرية .. وفي اقتراب التحرر من زمن الجلادين إلى الأبد









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعة العربية تدرس خطوات عزل مشاركة إسرائيل فى الأمم المتح


.. الجامعة العربية تدرس خطوات عزل مشاركة إسرائيل في الأمم المتح




.. لحظة اعتقال القوات الإسرائيلية شاباً فلسطينياً من محله التجا


.. مع نشره أجندة معادية لأوروبا والمهاجرين في بريطانيا.. من هو




.. فرنسا.. صعود أقصى اليمين بالجولة الأولى من الانتخابات يثير ق