الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤامرات ودسائس

وصفي السامرائي

2007 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ان قامت الدول الاستعماريه بتقسيم ممتلكات الدوله العثمانيه في ما بينها , وتكوين هذه الكيانات السياسيه العربيه بحدودها الوهميه الحاليه .لم يكن هدفها تقاسم اراضي الدوله العثمانيه فقط ,انما ارادت ان تجعل من هذه الكيانات دول متصارعه تتأمر الواحده على الاخرى لمنع تطور المنطقه .
وحتى بعد ان تأسست جامعه الدول العربيه , كبديل عن المشروع القومي الوحدوي , لم تفلح هذه المؤسسه في تنفيد اي قرار صدر عن جميع مؤتمرات القمم العربيه العديده بأستثناء القرار التي اعطت فيه الشرعيه لغزو العراق ابان حرب الخليج الثانيه .
كما عملت الدوائر الغربيه , وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكي , على الاتيان بأنظمه استبداديه تحت حجج حفظ الاستقرار في هذه المنطقه الحيوية بما تملكه من موقع ستراتيجي وموارد اقتصاديه هائله .
وكان من الطبيعي ان يؤدي هذا الحال الى تراجع اقتصاد معظم الدول العربيه مع بقاء بؤر التوتر في المنطقه كما تسبب في انتشار السلفيه الاسلامويه كبديل لكل الايدلوجيات القومية واليسارية ذات التوجه التقدمي .
وقد استغلت الدوائر الغربيه , ومعها مخابرات بعض دول الشرق الاوسط , هذه الظاهره في حربها مع الاتحاد السوفيتي السابق عن طريق تجنيد الشباب العربي المسلم في الحرب الافغانيه _ الروسيه وهو ماعرف لاحقا بـ (الافغان العرب) والذين عادوا من افغانستان على اثر انتهاء الحرب ليعملوا على قلب الانظمه العربيه لاقامة دولة الخلافه .
وبعد ان وصلت مشاريع هذه السلفيه الى مداها قامت بضرب الولايات المتحده الامريكيه في عقر دارها ( احداث 11 سبتمير ) , مما اعطى الذريعه لهذه الاخيره لتنفيذ مخططاتها في المنطقه تحت ذريعة مكافحة الارهاب . الانقضاض على معقل هذه الاصوليه في افغانستان , او السعي لنشر الديمقراطيه عن طريق غزو العراق في العام 2003وقد كان الهدف المعلن للغزو اسقاط الدكتاتوريه وبناء ديمقراطيه تشع على عموم المنطقه وما رافقها من تصريحات للمحافضين الجدد بوجوب اصلاح وتغيير الانظمه حتى لا تبقى حاضنه تفرخ الارهاب .بينما الحقيقه ان هذا الحدث عباره عن احياء لمشروع الشرق الاوسط الكبير الذي اعلنه بـــوش الاب, وهو مشروع يسعى الى تقسيم الدول العربيه الى كانتونات متصارعه بحجة حماية حقوق الاقليات.
بدأت الاداره الامريكيه مشروعها بسلسله من الاخطاء ابتداء من غزو العراق متحدية الشرعية الدوليه واخافت بتصريحاتها الدول المجاورة للعراق , فكان من الطبيعي ان يصبح العراق ساحه لتصفيه الحسابات مع القوات الامريكيه.
وكان من اخطر ما حصل تنامي النفوذ الايراني في العراق فعندما تعاونت ايران مع القوات الامريكيه وحليفاتها لأسقاط نظامي طالبان وصدام لكي تتخلص من خطر الاول والذي كان يهدد بتصدير الافكار المتشدده اليها بينما سعت الى الانتقام من نظام صــدام الذي اوقف مشروعها لتصدير نموذجها الأسلامي الى بقية الدول العربيه .
ولقد اثار هذا النفوذ مخاوف الدول العربيه وخصوصا وان العمليه السياسيه تشكلت على المحاصصات الطائفيه والقومية وما رافقها من صعود للأسلام السياسي الشيعي الذي تربت معظم احزابه في احضان ايران.
وقد وصل الدعم الايراني لاعمال العنف في العراق اعلى مستوياته في الأونة الأخيرة مما دفع الاداره الامريكيه الى حشد الدول العربيه للوقوف في وجه هذا النفوذ لكن الدول العربيه ظلت متمسكه بمواقفها السلبيه تجاه المشروع الامريكي مما يدفع الاداره الامريكيه الى السعي للتفاهم مع ايران من خلال اللقاء الذي جمع سفيري الدولتين في بغداد وما يحمله من اشارات الى دول المنطقه الى احتمال قيام امريكا بإعطاء بعض التنازلات لأيران مقابل تراجعها عن دعم العنف في العراق .
كما يفهم من هذا اللقاء انه اشاره امريكية موجهة الى ايران بأن امريكا لن تتورع عن توجيه ضربه استباقيه لها بالرغم من الوضع المعقد لقواتها في العراق .
ان من مصلحة الدول العربيه دعم القوى السياسيه ذات المشروع الوطني لمنع تقسيم العراق اولا وثانيا منع تأسيس دولة طالبان جديده في العراق قد تعمل على زعزعة استقرار المنطقه لتحقيق مشروع بناء دولة الخلافه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو