الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذار..الولد خرب البلد..!

علي الحاج حسين

2007 / 6 / 11
كتابات ساخرة


دفعت الشعوب التي تنعم اليوم بالسلام والوئام ثمنا باهظا لحريتها في وقت سابق، ولم يعد ممكنا أن يقودها صبي عيي يحكم بأمره أو وارث ومورث. بينما في الشرق الذي اكتظ بأجدادنا الصابرين، رافق ظهور أنظمة الرعب العربية معارضات على مقاسها، جلها صنع في أقبيتها، وبقدر انجازات الأنظمة أتت نجاحات معارضاتها، ولا غرو اجمعت المعارضات والأنظمة على أن الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر، واجتهدوا معا لصوغ مبررات تأجيل مرحلة البدء بالحياة..
مذ صنعت المعارضات التقليدية عجولها المقدسة من تمر، عبدتها وسبّحت بحمدها، كما لو أن التاريخ أحجم عن ولادة سواهم. مذاك وهم يحيون ذكرى الراحلين وأعياد القاعدين، ومازال الله يمد بعمر اعتى الثيران المقدسة، ليخيل للمرء أن المعارضات العربية ومن خلال أدائها الفقير ودورها الهامشي تلعب دورا سلبيا محبطا لشعوبها ومشجعا للأنظمة على الاستمرار بعنجهيتها ويتفرعن الفراعنة لعدم وجود من يردهم.
انجب العقم المزمن معارضة "هشك بشك" وزعامات "تبوس الواوا" صبحا وأصيلا، فكانوا تجارا ومقاولين ومسوخا من المهرجين، هم في واد والشعب في واد، كذاك "الوطنجي" المتورم على العتبات الموصدة، نسي مشيته ولم يفلح بتقليد مشية اليمام، فتارة يحبو كعلماني ليبرالي لا يشق له غبار، وتارة يزحف ممارسا القوادة والفجور السياسي بالسراء والضراء، يسيل لعابه متلمظا كلما قرع جرس كرسي النظام المترهل. هؤلاء وأولئك الذين خدموا سلطة الاستبداد كشماعات تبرر بهم إسكات كل صوت حي في الوطن، وتمسح يدها بآلاء المتقاعدين كلما "دق الكوز بالجرة" واضحت اللقمة تجارة خاسرة في كل الأسواق، أما كرامة الإنسان فللتهكم والتندر..
ألا أيتها النفس الهرمة عودي لرشدك تائبة وكفى عنعنة وهز الذيل على قبر نيرون، لقد كبر عند الناس مقتا أن تقولون ما لا تفعلون، وتمجدون مسوخا من صنعكم.
إن لم تع الثيران المقدسة أنها شاخت وخرفت، إن لم نفصل الحنطة عن الزيوان، إن لم يأخذ الشباب بخطام البعير المستنوق، إن لم يتوقف هؤلاء وأولئك عن "خلط الرز بالبصل"، فبكل تأكيد ستكون طبختنا شورية، وستبقى معادلة القطيع كاملا والذئب شبعا صحيحة إلى يوم يبعثون. وهذا ما يفسر ظاهرة شد السروج على أربع مخالب.
لولا هم لهاجني استعبار على بعيرنا المستنوق، إلا أن الأمل باق ما بقي فينا طارق، عمر، حسام، ماهر، دياب، أيهم، علام وصحبهم أجمعين.
لنا أسوة حسنة بشيوخ استعاضوا عن الخرف والانبطاح على كراسي الريادة بالحكمة في العتمة، التي انفرد بها كمال وميشيل وأنور وأخوانهم، وما من شك أن الكلب الحي خير من الأسد الفاطس. وعلى مر التاريخ كان طواشية روما يحرسون قصر نيرون.
ولنا بهم عبرة يا أولي الألباب، فهل من معتبر...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ


.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟




.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل