الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موضوع بحاجة الى عنوان

تقي الوزان

2007 / 6 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا أحد يعرف الى اين يعطي وجهه السيد رئيس الوزراء نوري المالكي , وقارب حكومته تتقاذفه الأمواج في كل الأتجاهات . فالأمريكان يطالبونه بالايفاء بألتزاماته , وتحقيق خطوات جريئة بأنهاء المليشيات , وتحقيق الأمن , وتفعيل باقي الأدوات الأقتصادية والأجتماعية والأعلامية من مفردات الخطة الأمنية الأخيرة . وهو غير قادر على انجاز ربعها , لألتزاماته مع الأحزاب والتيارات التي أوصلته لرئاسة الوزراء , والمسؤولة عن هذه المليشيات , وعدم أمكانية سيطرته على وزرائه في تحقيق البرنامج السياسي لحكومته , لأنهم يلتزمون بصيحات أحزابهم وطوائفهم التي اتت بهم الى مناصبهم الوزارية قبل الألتزام بتوجيهات قائد القارب .

والأطراف الوطنية العراقية لا تعفي الحكومة من التقصير بواجباتها , رغم معرفتها بشدة العواصف . والجارة الشقيقة الشيعية ايران , لم تبخل بأي مساعدة للمتطرفين الشيعة والسنة لأستمرار تأجيج الوضع واشغال الأمريكان به . والجارة الشمالية المسلمة تركيا , تشحذ سكاكينها طيلة السنوات الماضية , وهي جاهزة لأستقطاع ما يمكن أستقطاعه من الموصل وكركوك , وتمزيق النظام العراقي الجديد وانهاء فيدراليته الكردية .
والبعض من القادة العراقيين يتآمرون مع دول الجوار العربي السني للأطاحة بالحكومة , وأعلان فشل العملية السياسية . هذا مع الأطراف التي لها علاقة بالحكومة , ونترك " القاعدة " وأخواتها , وباقي القتلة من البعثيين .

وأمام هذا الوضع يأتي فاقدي الشعور بالمسؤولية عمال النفط للقيام بأضرابهم - بحجة سخيفة – وهي قلة رواتبهم , وعدم تمكنهم من الايفاء بمتطلبات معيشة عوائلهم , وأصبحوا يذكرون عز البطاقة التموينية في زمن القاتل المقبور صدام , وان أغلب أبنائهم القصّر تركوا المدارس وأخذوا يعملون بشتى الأعمال لمساعدة آبائهم في تدبير لقمة العيش لعوائلهم . والغلاء أخذ بخناق الكل , وبعضهم اخذ يشتكي من عدم امكانية شراء الدواء لأبنه الرضيع الذي يحتضر . والتهديد والأهانات والتدخل في الشؤون الخاصة لايسلمون منها ساعة واحدة من المليشيات الدينية وعصابات القتلة والمجرميين , وأغلبهم – لولا مسؤولية عوائلهم – يفضلون الموت على هذه العيشة الكسيفة .
ومع ذلك يقومون بالأضراب !! وهم يعرفون ان عماد الأقتصاد الوطني هو النفط , ولا تستطيع الحكومة ان تعمل أي شئ بدون واردات النفط , ولا تستطيع أرضاء زعماء الأحزاب السياسية الطائفية ومافياتهم الا عن طريق السكوت على السرقات وتهريب النفط , ويعرف العمال جيداً ان آلاف القتلة والمجرمين من منتسبي المليشيات , والذين وضعوا أنفسهم في خدمة حرس الثورة الايراني يأخذون رواتبهم وأعطياتهم من خاوة تهريب النفط , ومع ذلك يقومون بالأضراب ؟!

ماذا تقولون لضمائركم وأنتم تضعون السيد المالكي في هذا المأزق ؟ ولا يعرف من أين يدفع لكل هؤلاء المتربصين , وبين ساعة وأخرى يذكرونه بأنهم هم الذين وضعوه في هذا المنصب . مما يضعه في أحراج , ويخجل من ملاقاتهم .
ونترك مسألة ضمائركم , ولكن الا تخافون الله ؟! وهل نسيتم توصية المرجعية الدينية الكريمة في النجف الأشرف , يوم أوصتكم بأنتخاب قائمة الشمعة وال 555 كما قال زعماء قائمة " الائتلاف" في وقتها . وأنتم الذين انتخبتم المالكي ومستشاريه , وباقي أطراف الحكومة , فعلام هذا الغدر منكم ؟! وتريدون ايقاف النفط ؟!

وحسناً فعل رئيس الوزراء السيد المالكي عندما هدد العمال المضربين بالأعتقال , وتوجيه تهمة تخريب الأقتصاد الوطني لهم , وتوجيه قوات الحرس الوطني لفض أضرابهم , واعتقال القائمين على الأضراب من نقابة النفط , ليكونوا عبرة لكل الخونة . وكل المليشيات الطائفية خلفك تردد آخر أغنية زفة لعار العراق المقبور صدام " فوت بيهه وعالزلم خليهه " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة