الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دردشه في الوجع العراقي

وليد الحيالي

2003 / 9 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 د. وليد ناجي الحيالي
على مواقع وجع بلدالفراتين. بيوتنا الثقافيه التي تستحق منا كل اعتزاز.هولاء الاصدقاء دمثي الخلق الصبورين الذين اقضي جل وقتي معهم .اناجيهم واصارحهم بهمومي واحزاني وفرحي وبؤسي وهزائمي .كانما اناجي فيهم العراق كله. اضحت هذه المواقع اصدقائي ومواطن اسراري في غربتي ووحشتي ووجعي وحنيني وانيني وشوقي ولهفتي للقاء الموعود الذي طال انتظاره قرابه عقدين من الزمن ونيف ...هذه المواقع الثقافيه التي اعادت لي الحياه بعد ان كادت عروقها ان تتيبس كما هي شعاراتنا وهتافاتنا ونضالنا الدامي  المرير....قتلنا الف مره وسجنا الف مره وعذبنا الف مره وفي كل مره كانت عزيمتنا تموت ثم تحيا...تموت حينما نأس وتحيا حينما نعرف الحقيقه.حقيقه الموامره الكبيره التي هي اكبر منا جميعاَ.فأرحموا وجعنا ولا تذبحنوا فنحن ذبحنا الف مره. شعب العراق ينحر المره تلو المره. اربعون عام ونحن نساق كل يوم الى مذابحنا، وكل مره نحيا لنذبح من جديد، ذبحنا الاخ الشقيق وابن العم والصديق والجار القريب.حتى الاسماك في البحار والانهار كنا طعاماَ لها. وصبرنا وكابرنا وجعنا وتشردنا حتى طلع الفجر والحق، ومازلنا ننتظر النصر حتى يرعانا عراقنا الحر . ليست مبالغاَ فيما قدمت له من سجال الفكر  فهذه امنيه كل عراقيه وعراقي غيارا احبوا وعشقوا اهله وارضه وشربوا من ماءه وتلحفوا بسماءه.  ان اشد ما يقلقنا ويفزعنا ونحن لم نجفف بعد دمائنا النازفه هو تكالب دول الجوار ممن يطلقون عليهم بابناء العمومه واشقاء العروبه واخوه الاسلام ،الذين اشبعونا قهراَ وهم يناصرون جلادنا ويديرون ضهورهم لنا رغم صراخنا وبكاءنا وتوسلاتنا..لكن كانت الدولارات والمصالح اقوى واهم  قيمه من قيمه الشعب العراقي ، بل اتهمونا تاره بالعماله واخرى بالخيانه، وتفننوا بتعذيب واذلال من لجاْ اليهم. والان بعد ان رحمنا الله وازال عن صدورنا احتلال ابناء العوجه وازاحه عن رقابنا فكر البعثفاشي، تطل علينا من جديد ذات الدول ، فمنهم من ارسل بمن يقاتل تحت حجه محاربه الامريكان، والاخر من اجل نصره الاسلام وتحرير الاراضي المختصه ، وثالث لاعاده الحق المغدور لابناء العم ، ومنهم من يرغب باقامه حكومه طلبان او دوله الغربان وربما تطول القائمه وتكثر الطلبات ونحن من ندفع الاثمان.
 
نعم اني لااختلف مع من يقول ليحكم العراقي العراق بل هذه امنيه بديهيه لكل فرد من ابناء الشعب العراقي الذي عرف بنضاله المريرمن اجل الانعتاق والحريه قبل تشكيل الدوله العراقيه ولحد هذه الحظه  ، ولا يوجد احد منا يستطيع ان يطلب غير ذلك و بكل وضوح ولا ندعوا لغيرها،,وعليه لسنا بحاجه الى من يذكرنا بذلك وبحجتها يرحل صراعاته وخلافته ومطالبه الى ارض العراق ويقاتل الامريكان والانكليز بدم وارواح العرقيين ويخاطر بمستقبل العراق هذه اولاَ، وثانياَ لنفرض ان هولاء الاخوه الاشقا ء والاقرباء والاصدقاء هم فعلاَ تدفعهم الوطنيه والقوميه والدينيه والنخوه التي اشبعونا بها قهراَ بانهم يعملون على مساعده العراقيين من اجل طرد المحتلين  وتكوين دولتهم وحكومتهم الوطنيه من جديد.لكن السوال الذي من حقي وحق اي عراقي ان يسأله : اذا خرجت القوات المحتله الان ، هل يستطيع ان يجيبوني الاخوه والاشقاء من الذي سوف يسيطر على الحكم؟ اعتقد ان الاجابه على هذا السوال لايحتاج الى اي جهد على الاطلاق، فالجواب معروف لنا جميعاَ وهو عوده البعث الفاشينازيون مجدداَ ليس لان الشعب العراقي راغب بعودتهم لا بل ان المقومات الماديه لامكانيه عوده هولاء مره ثانيه و بالظروف الحاليه للعراق وارده ومحتمله مادام النظام السابق لايزال يملك بيديه ثروه هائله واسلحه متعدده ومتنوعه واعوان ومرتزقه كثر وتنظيم بشري هائل من الذين كان لهم الجاه والسلطه وهم يطمحون للعوده اليها.وبالاضافه الى العوامل السابقه يمكن ان نظيف عامل اخر لايقل اهميه على العوامل الاخرى وهو عامل ضعف الاحزاب السياسيه الوطنيه العريقه في نضالها ضد النظام المقبور نتيجه ما تعرضت له هذه الاحزاب من قسوه وحشيه في قمع تنظيماتها وحركاتها، وحداثه بعض الاحزاب والحركات التي تشكلت بعد سقوط النظام. ثم هناك عامل اخر في غايه الخطوره والاهميه في تحليل الحاله التي نبحث بها وهي الدعايه الاعلاميه الهائله والكاذبه التي عمل من اجلها النظام المقبور وتنفخ بها اله الاعلام العربي المرتبطه بالنظام السابق من تشويه متعمد لصوره العراقيين الذين اضطرتهم  سنوات القمع المريره والداميه الى مغادره العراق انقاذاَ لارواحهم من وحشيه بطش النظام السابق ، ومعظم هولاء من السياسين على اختلاف نحلهم ومللهم كان لهم دوراَ مهماَ وجوهرياَ في مقارعه النظام وفضحه على المحافل الدوليه وعكس ماسات الشعب العراقي امام العالم الذي كان لمعظم دوله علاقات اقتصاديه مع نظام المخلوع مما كانت تلقي باعباءَ مضاعفه امام تنظيمات المعارضه في الخارج لخلق التظامن العالمي مع محن الشعب العراقي .ناهيك عن الدور المميز الذي لعبه معظم هولاء على الرغم من شظف العيش وصعوبته الى تقديم المساعدات الماديه لابناء الداخل من اسرهم واقربائهم واصدقائهم على الاقل،ثم بالاضافه الى ماتقدم فان الاهداف التي يسعى اليها اعوان البعث المقبور في الداخل والخارج من حملته لتشويه صوره كل عراقي الخارج هو ليس فقط طعن وجرح في نضال وكبرياء هولاء بل ايضاَ هي محاوله خبيثه من اجل  خلق فجوه بين العراقيين ،وكأن الذين عاشوا بالخارج هم ليس ابناء الوطن الغيارا، نعم هم ابناء العراق بل ان العراق الان باشد الحاجه اليهم  نظراَ لما كتسبه هولاء من معرفه وخبره وشهادات في دول المهجر يحتاج الوطن اليها في هذه المرحله الدقيقه من تاريخه، وهم الذين يحملون قيم واخلاق العراق النقيه التي لم تلوث بدناسه البعث وقيم اللاخلاق الماديه.
وعلى اساس ماتقدم فان العراق ومستقبله بكل طوائفه وقومياته واديانه يقف في مفترق طريق اما البقاء والنهوض او الكارثه.وعليه ان بقاء قوات الاحتلال في العراق موقتاَ لحين  يستعيد العراقيون انفاسهم  ويعوضون عن سنوات الجوع والحرمان ويعيدون بناء الكيانيين المادي والاجتماعي الذان تعرضان الى حالتي التهديم والترديم لمده تزيد على ثلاثه عقود من الزمن.هي في صالح العراق اقولها بكل الالم لكن هي الحقيقه ودعونا من المزايدات والشعارات الرنانه الطنانه التي ذبحتنا. واعتقد ان هذا هو مايفكر به العراقي الغيور على وطنه.      

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو