الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبول المنافقين تغطي على همس المتآمرين

سلطان الرفاعي

2007 / 6 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بين حياة الشيخ بيير الكبير ، وموت الشيخ بيير الصغير . يُختصر تاريخ لبنان الحديث . بين لبنان فيروز والرحابنة وجورجينا رزق ووديع الصافي وزكي ناصيف والأرز وجونية وجعيتا وحريصا ومار شربل ورفقة . لبنان السلام والحضارة وسويسرا الشرق . وبين لبنان بهية الحريري وجند الشام وفتح الاسلام وعين علق والمفخخات والمخيمات والاغتيالات .
يوم ضاقت الدنيا على الشيخ بيير الكبير ، وتحالفت القوى الوطنية من أجل ذبح المسيحيين والقضاء عليهم بشكل نهائي ، بالتعاون مع القتلة الفلسطينيون . التجأ الشيخ الكبير الى أمريكا ، طالباً العون والنصيحة ، قالوا له : لا عو ن ولا نصيحة ، نعرض عليكم الشحن البحري ، نستطيع أن نشحنكم بالسفن ، ونخلصكم من مصير قتلكم على يد أخوتكم أبناءوطنكم . يومها رفض الشيخ بيير العرض الأمريكي القذر ، وطلب نصيحة سوريا ، وزارها عدة مرات ، ولم يخيب الأسد الأب رجاء الجميل الأب وقال وقتها : سوريا لن تسمح بإبادة المسيحيين ، ولا حتى أي طائفة أخرى .

أما ذلك اليوم المشؤوم ، يوم مقتل الشيخ بيير الصغير ، على يد قتلة ، يملكون من الجسارة والوقاحة والسند الشيء الكثير ، وفي سابقة خطيرة جدا، قام هؤلاء القتلة ، وفي وضح النهار ، وبقلوب لا تعرف الرحمة ، وأطلقوا النيران الغادرة على برعم من أرز لبنان ، ولاذوا بالفرار ، وقد لا يكون تعبير (لاذوا بالفرار صحيح) لأنهم لم يهربو بل تراجعوا برباطة جأش الى أوكارهم في المخيمات ، وهم واثقون ومتأكدون ، أن من أرسلهم ، يستطيع أن يحميهم ويخفيهم عن الأنظار .
وبدأت طبول المنافقين تقرع ، لتغطي على همس المتآمرين .
بدأت الاتهامات لسوريا ، بدأت العنتريات ، بدأ النفاق . وفي عين الشيخ أمين ، كان هناك الكثير من الأسئلة ، ووقتها لم يستطع البوح بما يخالجه من شك ؟
اليوم ، بق الشيخ أمين البحصة ، قال ما قالته وما قلناه وما قاله الكتاب والسياسيون والصحف والمجلات : المسيحيون في لبنان في دائرة خطر الإبادة . وعائلة الحريري ومن ورائها النظام السعودي ، لن يهنأ لها بال ، قبل أسلمة كل لبنان .
بهية النائب في البرلمان ، وبكل صفاقة تعترف بعلاقتها ، ودعمها لجماعة جند الشام ، ولا نعرف مالذي يميزها عن بعض النواب الأخر . ولماذا لا يقوم النائب عصام فارس ، وهو يملك من الأموال الكثير ، بإنشاء ميليشيا روسية ، بإسم الأورثوذكس .
السنيورة وسعد ، ومن خلفهم بندر والسفير السعودي ، يُريدون أن يبنوا ميليشيات سنية ، تقف في وجه حزب الله ، وحتى لو أدى ذلك ، الى تجميع كل المخربين ، من فلسطينيين الى سعوديين الى تونسيين الى جزائريين --- في المخيمات الفلسطينية ، والتي حولوها الى بؤر للجريمة والارهاب .

لمّ قال الشيخ بيير الجميل ، إن المسيحيين لن يقبلوا بعد اليوم أن يقفوا مكتوفي الأيدي في وجه العائلة التي تحمي المجرمين القتلة ، العائلة التي أدخلت البكري والعبسي وشاهين وافرجت عن ارهابيي الضنية ودعمت ابو العينين والمقدح .
لقد وعى الشيخ أمين أخيرا ، ونرجو أن لا يكون قد فات الوقت ؟ ونرجو أن لا تكون صحوة الموت للمسيحيين ؟ . لقد وعى أخيرا ، أن كرامته تكمن في كونه لا مجرد لعبة أو متفرجاً في هذا الوطن اليوم ، أمام عائلة تقوم بكل شيء ، وتخطط لكل شيء ، كما يحدث في المسرح ، حيث يكون الممثل ، وأمامه متفرجون يصفقون ، وخلفه منافقون يدفعونه الى المقصلة الاسلامية والتي تنتظره في نهاية المطاف .
نأمل أن يقرن الشيخ أمين القول بالعمل .
نأمل أن يضع يده بيد الجنرال الوطني عون .
نأمل أن يسحب يده من يد يهوذا الجعجع ، وإعلامه التحريضي المنافق .
نأمل أن يقف ويقول : أنا أعرف قتلة ابني ، وأعرف العائلة التي تقف وراءهم ، أعرف أن هناك جريمة أكبر تُحاك للمسيحيين ، ليس أولها توطين الفلسطينيين الارهابيين في لبنان وليس آخرها أسلمة الأرض والشعب والإعلام .
هل نرى ذلك اليوم يا شيخ أمين ؟
اليوم الذي تقفون جميعا ، وتنتخبون نوابكم ، وتتفقون على رئيس قوي يُعيد للمارونية السياسية هيبتها والتي أضاعها لهم الحريري الأب ويهوذا جعجع .
اليوم الذي تجمع فيه عائلة الحريري حقائبها ، وتعود أدراجها الى مسقط رأسها في الرياض .
اليوم الذي تعود فيروز لتصدح : خبطة قدمكم على الأرض مسموعة
اليوم الذي تغني فيه ماجدة الرومي : بحبك يا لبنان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشير شوشة: -من الضروري نشر المحتوى التاريخي على جميع المنصات


.. حماس تعلن وفاة أحد المحتجزين.. وإسرائيل توسع عملياتها باتجاه




.. في ظل الرفض العربي لسياسات رئيس الحكومة الإسرائيلية في غزة..


.. روسيا تكتسح الغرب في -معركة القذائف-.. المئات يفرّون من القت




.. جبهة لبنان على صفيح ساخن .. تدريبات عسكرية إسرائيلية وحزب ال