الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيكون الوطن ثمناً للحفاظ على النظام وانقاذ رؤوسه القتلة ؟؟؟؟؟؟

فريد حداد

2007 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مازال النظام السوري , يعيش ظروف عزلته الدولية والعربية , ناهيك عن عزلته الداخلية المزمنة , كنتيجة طبيعية لسياساته الأجرامية , المُعتمِدة على مبدأ تصدير الرعب والقتل , في سبيل تحقيق مصالح مافياوية لرؤوس النظام , أو لأقناع أصحاب القرار الدوليين بامكانياته الخاصة , ومواهبه المتميزة , في خلق المشاكل و قدرته على اطفائها , طمعاً في العودة الى تكليفهم له , في دور أقليمي , يحقق ايضاً من خلاله مزيداً من المكاسب لمافياته , وضمانة دولية لأستمراره .

وفي ظل أمعان النظام السوري بممارسته لذاته , في القتل والأرهاب , وعرض خدماته على من يطلبها في سوق الأرهاب الدولي .( تنسيقه مع الأمريكان في التحقيق مع مشتبه بهم كما حدث مع ماهر عرار ) . وفي ظل التمنع الأمريكي عن أعادة تكليفه بما كان مُكلفاً به , من تمزيق لمنظمات المقاومة الفلسطينية , وضبط المجتمع اللبناني لمنع قيامته على أسس ديمقراطية . يأتي قرار مجلس الأمن رقم 1757 لأقرار المحكمة الدولية , لمحاكمة قتلة الشهيد رفيق الحريري ورفاقه , تعبيراً عن توافق الكبار في العالم على محاسبة الصغير( الذي تجاوز حدوده المرسومة له , ومدد لأميل لحود , وأغتال الحريري . فظن مع وهم وراثته " للحكمة والشجاعة وقيادة الأمة " أنه مخول أن يفعل ما يحلو له ) , وليس توافقا على أحقاق الحق وتطبيق العدل . وعلى الرغم من ترحيبنا بتشكيل المحكمة الدولية لأنها ستنال من مجرمين . الا انه لابد لنا من ان ننوه الى ان هناك طريق آخرلتطبيق العدالة , يبدأ , بمحاسبة من أعطى الضوء الأخضر للنظام السوري بالدخول الى لبنان في حزيران 1975 , ويمر بكل من ساهم في تغذية النزاعات الداخلية اللبنانية , وحرض فريق على فريق , بهدف أضعاف الجميع , لتسهيل السيطرة على الكل , وصولاً للمسئول عن آخر عمل أرهابي يتعرض له لبنان , مهما صغر حجمه .

ان اقتصار محاسبة المجرمين على أغتيال الشهيد الحريري ورفاقه , أمام المحكمة الدولية , لن تكون نتائجها على سورية ولبنان , بأفضل من نتائج محاكمة صدام حسين على العراق . فجريمة صدام الكبرى التي لم يحاكم عليها , كانت جريمة أغتصاب وطن , وتدميره ثم تسليمه للغزاة . اما جريمة قتل مواطنيه في الدجيل أو غيرها , فهي تفصيل , من ضمن تفاصيل جريمته الكبرى تلك .

هكذا أيضاً يجب أن يكون قتل الحريري , وكمال جنبلاط , وجورج حاوي , وسمير القصير, وجبران التويني , وسليم اللوزي , والشيخ محمد معشوق الخزنوي , وصلاح الدين البيطار, والدكتور محمد فاضل , كما غيرهم وغيرهم الكثير الكثير , كما تل الزعتر , وطرابلس , وصيدا , وحماة , وتدمر , جميعها , تفاصيل للجريمة الكبرى التي هي جريمة أغتصاب وطن وتدميره . هذا ما يجب أن يُحاسبوا عليه .

يواجه النظام السوري خطر مواجهة المحكمة الدولية , ومثول رؤوسه أمامها , بالعمل على ثلاثة محاور .

الأول : تشديد قبضة القمع داخل المجتمع السوري , تحسبا لأي تحرك شعبي يطيح بالفساد القائم . يتجلى تشديد القمع , باعتقال نشطاء المجتمع المدني , ومحاكمتهم بتهم خُلبية , أمام محاكم مسخرة . فقط لأثارة الخوف في نفوس الآخرين . متجاهلين عن جهل , بان صورة القمع الذي مارسه الوالد في السبعينات والثمانينات , لم يعد ممكناً أستنساخها في القرن الواحد والعشرين , فكل الظروف أختلفت عما كانت من قبل . ولم يبق الا تشكيل ذلك الرابط بين المجتمع ونشطائه , ليصبح النظام في خبر كان .

والثاني : وهو المحور اللبناني , حيث تعمل أجهزة التخريب المخابراتية بنشاط على أعادة أشعال الحرب الأهلية , وشيوع الفوضى , مما يخلق فرص جديدة للنظام للقضاء على الخصوم , وخاصة من يقف وراء تشكيل المحكمة الدولية , وأعادة بناء سلطة أستبدادية في لبنان , تسهل العودة لهيمنة " الأشقاء " . وفي هذا واحد من أوهام النظام حيث يحاول ان يكرر نسخة 1975 التي لن تتكرر , وهذا السلوك العدواني بدوره , يدفع الأخوة في لبنان شيئاً فشيئاً باتجاه القبول في تدويل قضيتهم كشر أهون من شر الأستمرار في قتلهم واحداً وراء الآخر على يد " الأشقاء حماة الثورة وبناة الأشتراكية "

والمحور الثالث , وهو السعي الحثيث للحصول على الدعم الأسرائيلي , من خلال الدعوات المتكررة الصادرة عن رموز النظام السوري لأجراء مفاوضات السلام , عسى أن يمّكن هذا الدعم , النظام , من أعادة بناء الجسور مع العالم الغربي . وهذا المسعى يسير بشكل حثيث عبر قنوات مباشرة ووسطاء سوريين , وعرب , ودوليين , وتصريحات المسئولين السوريين والأسرائيليين , واضحة وجلية الأهداف لكل عين بصيرة .

ان مخاطر سياسة النظام السوري على كلٍ من سورية ولبنان , تكمن في السعي الحثيث للنظام لتدمير القوى الحية الديمقراطية في كلا المجتمعين , في نفس الوقت الذي يتم فيه الأنفتاح على الأسرائيليين تحت مسمى السلام . فالبلاد التي يتحكم فيها ثلاث عائلات باقتصادها , وتجدد لقاهرها وسالبها بنسبة 97.64% , ويُحاكم خيرة ابنائها بتهمة أضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة . هي بلاد ضعيفة المناعة وغير جاهزة لبناء سلام عادل مع أعدائها , تعيد لأبنائها حقوقهم المسلوبة , وما يتم في ظل ميزان قوى مختل, بحجم الأختلال القائم بين سورية واسرائيل , هو مسعى للأستسلام , وتسليم البلاد للأعداء , في مقابل حماية النظام الحاكم , ورؤوسه , من مقصلة المحكمة الدولية .
انها طريقة جديدة لتسليم البلاد للأعداء , مختلفة عن طريقة صدام حسين , ولكن , تشاطرها المضمون .

أن المهام الملقاة على عاتق القوى الوطنية والديمقراطية في كلٍ من سورية ولبنان , لهي مهام جسيمة وخطيرة , لأنها مهام الحفاظ على الأستقلال الوطني , وبناء نظام وطني ديمقراطي في سورية , كما بناء دولة موحدة وقوية في لبنان لكل ابنائه , دولة يخضع فيها الجميع لقانونها , وتختفي الشراذم والميليشيات والطائفية , ويتساوى فيها الجميع أمام القانون . دولة مدنية وعصرية , تكون قادرة بابنائها على لجم أي تدخل خارجي في شئونها . وهذا ما يستوجب ويستدعي, تعميق التعاون والتحالف بين الشعبين الشقيقين في سورية ولبنان , وقواهما الديمقراطية . فالخصم واحد , وهو النظام الأستبدادي الفاسد في سورية , المستعد لكل عمل في سبيل الحفاظ على هيمنته . والعدو واحد وهو دولة العدوان" اسرائيل " في فلسطين . والتي أيضاً لاتتحقق هيمنتها في المنطقة الا عبر تخلفنا وتفككنا وضعفنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: اتهامات المدعي العام للجنائية الدولية سخيفة


.. بعد ضغوط أمريكية.. نتنياهو يأمر وزارة الاتصالات بإعادة المعد




.. قراءة في ارتفاع هجمات المقاومة الفلسطينية في عدد من الجبهات


.. مسؤول في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعترف بالفشل في الحرب




.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم