الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين بين المغرب والهند

عبدالرحمن محمد النعيمي

2003 / 9 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



البحرين

اعرب وزير الخارجية الصهيوني عن ارتياحه البالغ لزيارته للمغرب في مطلع الشهر الحالي، في الوقت الذي وصلت الحكومة الفلسطينية الى درجة الافلاس الكامل نتيجة الضغوطات والاملاءات الصهيونية الامريكية من جهة وتصاعد حركة النضال الفلسطيني ضد المحتل من جهة ثانية. وبالتالي فان التوقيت سيء للغاية، خاصة وان المغرب هو رئيس لجنة القدس التي يبدو انها قد ضاعت في خارطة الطريق، اضافة الى كون الوزير الصهيوني من اسوأ الوزراء الصهاينة الذين يعربون عن مواقف عنصرية متطرفة ضد الشعب الفلسطيني وقياداته.

واذا كان الكيان الصهيوني يرتكب الجرائم اليومية بحق الشعب الفلسطيني، ويقوم الاتحاد الاوربي بادراج المكتب السياسي لحركة حماس في خانة الارهاب، ويعلن المجرم شارون انه لن يبقى فرداً من حركة حماس على قيد الحياة وسيبدأ بالشيخ الجليل احمد ياسين، دون ان نسمع استنكاراً واحداً من الوزراء الاوربيين الذين ادانوا بالاجماع حركة النضال الفلسطيني، واذا كانت الدول العربية تتسابق على اقامة علاقات واستقبال اكثر الوزراء نازية وكراهية للشعب الفلسطيني كوزير الخارجية الصهيوني الذي يعلن جهاراً تصميمه على طرد الرئيس الفلسطيني عن ارضه!!، فكيف يمكننا ان نلوم الهند ؟!

استقبلت العاصمة الهندية رئيس وزراء الكيان الصهيوني واعلن الطرفان انهما يقفان في الجبهة الامامية في مكافحة الارهاب .. في الوقت الذي بشرنا وزير الخارجية المصري في المؤتمر الصحفي الذي اقامه الامين العام لجامعة الدول العربية التي قبلت بوزير خارجية العراق المحتل،  بأنه اخذ ضمانات من الهند حول موقفها من القضية الفلسطينية وان الزيارة قد جاءت نتيجة اتفاق مسبق من زمن!! بينما مجرم الحرب شارون يوقع اكبر اتفاقية اقتصادية عسكرية مع الهند تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار!!

كيف يمكننا ان نلوم الهند وهي التي تعاني من حركة ارهاب واسعة النطاق مست المؤسسة التشريعية والمؤسسات الدينية ويتغذى بعضاً منها من حركة طالبان وتنظيم القاعدة تحت راية نشر الاسلام، في بلد يضم اكبر عدد من المسلمين في العالم! في الوقت الذي يستقبل الزعماء العرب قادة الكيان الصهيوني وهم يشاهدون الجرائم اليومية التي يرتكبها العدو باستخدام طائرات اف 16 او الأباشي الاميركية او الدبابات التي تقصف بيوت الآمنين الفلسطينين !!

ما نشاهده في الوقت الحاضر هو التعبير الدقيق عن الافلاس الكامل للنظام الرسمي العربي الذي يعبر عن افتراقه الكامل مع حركة الجماهير العربية لانعدام الديمقراطية في الغالبية الساحقة من الانظمة العربية وحرص المسؤولين على التمسك بالكراسي بدلاً من حرصهم على القضايا الوطنية والقومية.

قبل الاجابة على سؤال ماذا يجب ان يكون ردنا على الهند التي استقبلت بطل مجازر صبرا وشاتيلا وقبية والحرم الشريف وجنين والمجازر اليومية … علينا ان نجيب على السؤال ماذا  نفعل مع الانظمة العربية التي تستقبل شالوم او موفاز او نتياهو في الوقت الذي يشيع الشعب الفلسطيني شهداءه امام سمع وبصر القادة العرب… فحيث لم يعتبر القادة العرب الذين يستقبلون الصهاينة بردود فعل شعوبهم، لم يعتبر القادة الهنود لمصالح الملايين من الهنود الموجودين في المنطقة العربية .. لأن غالبية الانظمة العربية ليست في وارد ان تفكر في اتخاذ اجراءات ضد دول تعتبر العلاقة مع الصهاينة علاقة استراتيجية!!

لاشك ان الشعب الفلسطيني لم يعد يولي اهمية لتصريحات المسؤوليين العرب.. فهم كالسيد قريع، رئيس السلطة التشريعية الفلسطينية الذي يريد ضمانات وتطيمنات امريكية صهيونية قبل ان يقوم بمهمات قيادته لشعبه!!.. ويأتي الرد من شالوم الصهيوني وشالومه الامريكية بأن عليك ان تجرد شعبك من سلاح المقاومة وان تقوم بالدور الصهيوني في ذبح المقاومة او تقدم المعلومات الدقيقة لتحركات القادة المناضلين لتقوم الطائرات الامريكية بقتلهم في غزة!!

مشهد لم نره له مثيلاً من قبل.. لكنه التعبير الدقيق عما اوصلتنا اليه انظمة ترفض موافقة شعوبها عليها.. وتستبدل هذه الموافقة الشعبية بالموافقة الامريكية او الاوربية او الصهيونية!!

كان رد الشعب الفسطيني رائعاً لدى تلك الطفلة الفلسطينية في مقابلة مع فضائية عربية .. "لا حياة مع المحتلين لارضنا.. اما نحن ام هم.. هذه ارضنا.. ونحن نريد تحريرها".. هذا جوهر الصراع في المنطقة .. دون لبس.. ولا يمكن ان يكون المحتل بطلاً للسلام.. ويبدو ان المهاتما غاندي قد بكى في قبره عندما وقف شارون امامه.. متحدثاً عن السلام والارهاب !! انها قمة المأساة الانسانية!

كنعان 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت