الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات الهستدروت - عوفر عيني ربيب الرأسماليين

اساف اديب

2007 / 6 / 12
الحركة العمالية والنقابية


انتخابات الهستدروت التي جرت في 15/5 لم تثر اهتماما كبيرا في البلاد عامة وفي الوسط العربي خاصة. من اصل 460 الف صاحب حق اقتراع شارك في عملية التصويت 148 الفا اي ما يعادل 32%. نسبة المشاركة الضئيلة منحت الوزن الاكبر لقوة اللجان العمالية المنظمة التي دعمت عوفر عيني، رئيس الهستدروت السابق ومرشح العمل وكاديما، الذي اعيد انتخابه بنسبة 92.5% مقابل 7.4% للمرشح المنافس ليئون بن لولو من الليكود.

اما بالنسبة لانتخابات مجلس الهستدروت، فقد فازت قائمة عيني (عوجانيم) بنسبة 81.3% والليكود بنسبة 11.8% والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ب4.6%. حزب التجمع الذي حصل على 2.1% ولم يعبر نسبة الحسم.

قاد عيني ائتلافا واسعا ضم حزب العمل، كاديما، شاس، ميرتس وحزب "عوز" المقرب من الليكود برئاسة عضو الكنيست السابق حاييم كاتس. وكان شعار هذه القائمة "هستدروت دون سياسة"، مما يعني انها تقبل الخيارات السياسية للحكومة الحالية، مقابل إشراكها في الاقتصاد الجديد وعملية الخصخصة، علما ان هذه السياسة جرت الويلات على حقوق العمال وقادت لاتساع الفجوات الاجتماعية.

كجزء من دعايته الانتخابية اعلن عوفر عيني عشية الانتخابات توصله لاتفاق حول مسألة صناديق التقاعد مع رئيس اتحاد الصناعيين شراغا بروش، الامر الذي اعتبره كافة المعلقين اتفاقا هزيلا، بل ومسيئا لمصلحة العمال اكثر من الاقتراح السيء الذي قدمته الحكومة قبل عدة اشهر ضمن برنامجها الاقتصادي لمحاربة الفقر. التعاون مع بروش كشف التدخل الفظ من جانب ارباب العمل في شؤون النقابة العمالية، اذ يرى هؤلاء في عوفر عيني حريصا على مصالحهم المتناقضة بطبيعتها مع مصالح العمال.

على هذه الخلفية يُطرح اكثر من سؤال حول موقف الجبهة والتجمع من الانتخابات وخاصة دعمهما لعوفر عيني لرئاسة الهستدروت. موقف التجمع غير مفهوم اطلاقا، علما انه لم يكن ابدا مهتما بالامور النقابية، وموقفه يميل باتجاه الانقطاع عن المؤسسات الاسرائيلية. واذا كان ترشيح التجمع لقائمة في الهستدروت تكتيكا لكسب الشرعية وطرح برنامج مستقل، فكيف يمكن تبرير دعمه لعوفر عيني، ممثل احزاب السلطة؟

الجبهة التي تشارك في ائتلاف الهستدروت منذ 15 عاما، وافقت في البداية على المشاركة في قائمة عيني (عوجانيم) والتنازل عن ترشيح نفسها في قائمة مستقلة. ولكن بعد ان اوضح لها عيني انه غير معني باشراكها في ائتلافه، اضطرت لخوض الانتخابات بقائمة مستقلة دون ان ترشح احدا لرئاسة الهستدروت.

المفارقة كانت ان الشخصين المركزيين في قائمة الجبهة في الهستدروت خرجا بموقفين مختلفين: جهاد عقل صرّح من على الصفحة الاولى للاتحاد (15/5) بانه "من الانسب الدعوة للتصويت لعوفر عيني لرئاسة الهستدروت، وذلك لان الجبهة لا يمكن لها ان تتخذ موقفا من شأنه زيادة قوة المرشح بن لولو وهو مرشح نتانياهو". بينما نشر ممثل الجبهة الثاني في الهستدروت افراييم دافيدي مقالا في صحيفة "هآرتس" (14/5) اعلن فيه انه لا يمكن التصويت لعيني "لان الفرق بين عيني وبن لولو هو مثل الفرق بين كوكا كولا وبيبسي كولا"، وعليه دعا للتصويت بورقة بيضاء لرئاسة الهستدروت. في الواقع رأينا من نتائج الانتخابات في المواقع ان الاغلبية الساحقة من مصوّتي الجبهة انصاعوا لتعليمات عقل وصوّتوا لعيني للرئاسة.

عشر سنوات مرت على التجربة الفاشلة في دعم مرشحي حزب العمل، شمعون بيرس وايهود براك لرئاسة الحكومة، ويبدو ان الجبهة لم تتعلم شيئا. دعمها لعيني اليوم يعيدنا من جديد الى دعم براك، علما ان عيني اعلن مؤخرا دعمه لترشيح براك كزعيم لحزب العمل. الخلاف العلني داخل قيادة الجبهة ليس امرا جانبيا، وهو يدل على فقدان قيادة الجبهة للحد الادنى من مصداقيتها بتفضيلها المصلحة الضيقة في الحصول على بعض الكراسي والميزانيات على الاخلاص للعمال العرب الذين هم باغلبيتهم الساحقة بعيدون كل البعد عن حسابات عيني وتوجهه الرأسمالي الموالي لتحالف كاديما-براك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو بباريس دعما للفلسطين


.. فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو في باريس دعما للفلسط




.. 8 شهداء من العاملين ضمن فرق تأمين المساعدات إثر غارة إسرائيل


.. الطلاب المؤيدون للفلسطينيين يواصلون اعتصامهم في جامعة كولومب




.. عضو المجلس القومي للأجور: شكلنا لجنة لدراسة موقف القطاع الخا