الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ثماني قصائد نثر في الشعر
خالد يونس خالد
2003 / 9 / 14الادب والفن
أشواق حائرة توطئة: أجبرتني السياسات الهوجاء من إضطهاد وقمع وتنكيل أن أهجر بغداد بعد أن إنتهيت من دراستي بكلية القانون والسياسة- جامعة بغداد. نُشرت صورتي في صحيفة الجمهورية عام 1973 تحت عنوان "مطلوب معلومات" وبعد ذلك ببضعة اشهر صدرت علي أحكام غيابيية لأسباب سياسية. غبتُ عن بغداد، متألم القلب حزين الروح والأشواق الحائرة تزورني في يقظتي، وتفيقني من أحلامي، و "بورشيا البغدادية" لا تخرج من الجوارح بكل أحلامها وذكرياتها. كنتِ ثمرة تحملُين حلاوة الربيعِ، وقلبكِ الكبير في سمراتِ الخريفِ يأخذني إلى وديان الخيال في لحظات اللقاء القصير. وصداقتُنا وعفويتنا وغباؤنا كالطفل الشريد، وورودُ الصيف الطويل ترقصُ مع قبلات الليلِ العنيد. وبراءتُنا تسأل عن الماضي الجميلِ، وفؤادي يئِنُّ من صوتِ البُعد البعيدِ، وحَركاتي وعويلي وبُكائي في المنفى الغريبِ. ورنينُ ذكريات أيام دراستنا في مدرستنا وعرائس مدينتنا، وموسيقى رقصة حبنا تشتاق ليوم مشمس جميل، نمحو فيه من ذاكرتنا عذابات الهجر المميت. وتنهداتكِ يا حبيبتي ومحبتك يا صديقتي، وقبلات منها أشرب كوثر الحبيب (1) زهرةٌ أضفَتْني بعطرها فغمرَتْني بجمال جنةٍ ، وأفعَمَتني بمحبة حُليةٍ فارتجَفتْ شفتاي من حرقةِ حُبها واحترقتْ جوارحي من شوق لقائِها فيها إلتقيتُ بسناكِ ولمستُ شفتيكِ فذهبتْ عني ذنوب هواكِِ. أمسيةُ الخميسِ صرخة الحبِ والطيرُ الطائرُ ومياه دجلة وبساتين راغبة خاتون وجنائن أبي نؤاس يرفضن عذابات القهرِ ومآسي الدهرِ وعبودية الظلمِ والهجرِ. وأنا أبحث عنك، بين طرقات قلبي، وظلمات القبر. فتأتيني نغمةٌ حائرةُ إلى الأيام تشدني الذكريات، وإلى الليالي تلحقني الأحلام، وإلى الوحدة تُراودني الهمسات، وفي الكلمات تحرقني الغربة، وفي الغربة تقتلني أهاذيج الماضي. ومع لحظات العمر يزورني الطيف في المنام والتلاق، وفي الفراق تحوم حولي الأحلام، وفي الأحلام تأوهات وحسرات، وفي كل ذلك أمل اللقاء تحت سماء العواطف والمشاعر، والحسرة تشدني إلى العدم، وتمنعني من الندم. حياة بلا حياة، وأقنعة تبوح بالأسرار وراء الستار، والعيون تنام في النهار، والأرواح المتمردة تبحث عن الفناء، فبئس الحياة لا تعرف طعم التواضع والوفاء. أريدكِ كما كنتِ طاهرة نقية وكما كنتِ جميلة حرة، وأحبكِ كما أنتِ سنركض وراء اللقاء لنمسح الدموع، وسنلتقي مهما هربنا من الجمال والقبح، وسترى العين فيضان القبلات، وتتصافح الأيدي وتلعب بالذكريات. يعانق الحبيب حبيبته مهما إختلفا، ويُقَبِلُ العاشق معشوقته مهما هاجرا، ويحتضن القريب قريبته مهما ابتعدا. فلا تحزن أيها القلب الشقي فالمولى يرحمنا. محبتنا كانت مفعمة بالرثاء، وحبنا كان عميقا كالوجدان، وقد كنتِ الصديقة والحبيبة كالنظرة في عيون حائرة تبحث عن الظمأ بين عناقيد مزرعة الحلم في كلية القانون والسياسة ببغداد. أنا افكر بعقلك قبل قلبك، وأنتِ تفكرين بقلبي قبل عقلي ، وفي روحينا أمواج الأشواق الملتهبة، وحولنا ذكريات أيام الدراسة المعذبة الغارقة في شموخ بغداد، المدينة التي وُلِدَت قبل عمر الإنسان. فضاع التفكير، وهرب الأمان، فكيف اللقاء في الضياع وسجن الجَنان؟ أذرفي الدموع ياعين واروي بحر الأشجان، إن ظمأ البحر لا زال يبحث عن التفكير في زمن النسيان. **************************************
مهداة إلى الحسناء البغدادية صديقة الدراسة بجامعة بغداد
الفراق
بغداد 22 يونيو 1973
(1) يقصد بماء نهر كوثر المهداة للرسول الأعظم الحبيب المصطفى في الجنة.
بغداد
فقبّلتُ إسمها وعشقتُ رسمها.
أربيل 2 يوليو 1974
جامعتي
ولقاء الصديقِ في روضة الحبُ الحبيبِ. تعالي نهزم الشيخوخةَ بالمحبّة ونتمتعُ بالحريةِ والمودّة، ونجبر الحساد بالرحيلِ فأنت تأبين حكم الغريبِ.
مهاباد – إيران 3 مايو 1975
صديقتي الحائرة
تجعلني أتعثر بين الأوراق الحزينة وبسماتِ الحيرةِ الأليمة. كفاك غيابا في حيرة أمري. عروستي المغبونة، جميلتي المعبودة، فيكِ كل خيري ومنك قرار أمري فمتى اللقاءُ في غربة عمري؟
بوتان – تركيا 4 أغسطس 1975
الغربة
دمشق 10 سبتمبر 1975
الرغبة
عاشقةً في أهذوجتي، وربيعا في أنشودتي، وبلبلاً يغرد حيث سمِعنا وأغنيةً تغني حيث غنّينا. فاسمعي موسيقى آهاتٍ تأوَّهنا واتلو قصيدتي التي قرأها الجمال علينا، واعذريني فقد ولى زمن العناد الذي فيه تألمنا. فمن هناك هرب سلطان عذاباتِنا وداوى طبيبُ الحريةِ جراحاتِنا، فانظري بكرمك إلى البراعم كيف تفتحت في غربتنا مع إشراقة شمس لقاءاتنا! وهنا إنتظار جَنان يشكو في الفراقِ ويبكي من بُعد التَلاقِ، لرغبة يسكن في الأعماقِ.
برلين 1 يونيو 1982
الأمل
الذكريات تتبعنا مهما حاولنا أن نخفي أنفسنا عنها، والمحبة الصافية، والنية الحسنة، والوفاء الصادق أعظم من الغدر والخيانة. والثقة بالنفس أكبر من الكلمات الفارغة بلا روح وبلا معنى. والعقل والحكمة أقوى من الصواريخ، والإيمان بالله الواحد أجمل إطمئنان للنفس، وراحة للقلب، وذِكر للعقل. فالأمل مبتغانا إلى المودة لنروي الظمأ الذي يبحث عن الماء. فأنا أنتظر كلمات الأعماق، وجوارحي متيقظة مع لحظات الإنتظار المليئة بالإخلاص بعد مرارة الزمن.
أوبسالا 12 ديسمبر 1991
تفكير في زمن النسيان
ضواحي المدينة الجامعية السويدية أوبسالا 11 أيار 1992
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??
.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة
.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد
.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم
.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?