الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة تحت خط القهر

محمد أيوب

2007 / 6 / 13
القضية الفلسطينية


كانت غزة عصية على القهر، لم يستطع الاحتلال قهرها فقهرها أبناؤها، قهروها وكسروا شوكتها فباتت حزينة ثكلى تندب أبناءها الذي قتلوا بيد إخوة لهم، فهل هذا ما كان ينتظره شعبنا من أبنائه، وهل هذا هو الاستقلال المنشود، هل هذه هي الحرية التي ناضلنا من أجلها، إن كانت هذه هي الحرية فهذه مأساة، لم يشعر شعبنا بمثل هذه المعاناة تحت ظل الاحتلال، بل إن جنود الاحتلال أكثر تحضرا ورحمة من أبنائنا، كان جنود الاحتلال يطلقون النار على طوفان المتظاهرين ولكنهم كانوا يسعفون المصابين ولا يجهزون عليهم، وفي الإصابات الخطيرة كانوا ينقلون الجرحى بطائرات الهليوكوبتر إلى أقرب مستشفى في إسرائيل، عار عليكم ما تفعلونه أيها المتقاتلون، عار عليكم أن تنصبوا الحواجز والكمائن لبعضكم أيها الأخوة الأعداء، هل فقتكم عقولكم؟ هل عميت أبصاركم ؟ وهل أصبتم بالصمم فلم تعودوا تسمعون صرخات نسائكم وهن يستغثن بكل من يمكنه المساعدة على وقف هذه المهزلة دون أن يجدن أذنا صاغية من كائن من كان، لقد جللتمونا بالخزي والعار وأنتم تقتتلون بينما الشامتون يرقصون طربا، لقد قضيتم على آخر آمالنا في تحرير ما تبقى من فتات الوطن، ظننتم واهمين أن غزة تحررت فصرتم تتنازعون للسيطرة عليها، أدعو كل من يدعي أنه حرر غزة أن يمر بحرية من معبر رفح ودون المرور عبر الكاميرات الإسرائيلية الموصولة مع كيرم شالوم، ندعوكم إلى الخروج إلى عرض البحر المتوسط دون أن تعترضكم الطرادات الإسرائيلية من طراز دبور، ندعوكم إلى فك الارتباط مع المنتجات الإسرائيلية من جانب واحد كما فعل شارون، ندعوكم إلى إنتاج لوازمكم الضرورية حتى يكون معكم بعض الحق عندما تقولون إن غزة تحررت، شعبنا يعاني الأمرين على المعابر، شعبنا يحارَب في لقمة عيشه، يستغل التجار فرصة إغلاق المعابر ليمتصوا دم الشعب فتنمو كروشهم وتنتفخ جيوبهم، يحتكرون البضائع ويرفعون الأسعار كما يحلوا لهم دون وازع من ضمير ويدعون الله أن يطول إغلاق المعابر، إذا كانت غزة قد تحررت فعلا فقد تحررت من القيم الإنسانية ومن الأخلاق، من الرحمة والمودة والأخوة والمحبة، بتم تكرهون بعضكم أكثر مما تكرهون الاحتلال، لقد حصرتم شعبكم في خانة اليك وجعلتموهم يترحمون على أيام الاحتلال، أيها المسئولون، يا من تبوأتم مواقع المسئولية في غفلة من الزمن، واعتقدتم أنكم أنشأتم سلطة لا يأيتها الباطل والخطأ من أية ناحية، إن لم تكونوا قادرين على توفير الأمن والأمان لأبناء شعبكم فاذهبوا إلى الجحيم بكل مسمياتكم وفصائلكم، اجلسوا في بيوتكم وانزلوا عن ظهورنا، كفاكم انتهاكا لحرماتنا ومقدساتنا، لسنا بحاجة إلى سلطة أو حكومة لا حول لهما ولا قوة حتى ولو سميناها جدلا حكومة وحدة وطنية، لقد مل الناس منكم وهم يتبعون قاعدة أضعف الإيمان في حديث نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" هم يدعون الله أن يخلصهم من ظلم ذوي القرب لأن ظلم العدو أرحم، أشرف مائة مرة أن يموت الإنسان في مواجهة مع العدو من أن يموت برصاصة طائشة يطلقها إنسان ينتمي كذبا وزورا إلى هذا الوطن، هذه الفتن غريبة عنا، ليست من عاداتنا ولا هي من طبيعتنا، لم يحدث مثلها في كل مدة مواجهتنا مع الاحتلال، إن لسان حال شعبنا يقول : يا صناع الفتن ، حلوا عن هالوطن إن بقي لدينا بقية من وطن ، لقد قالها إبراهيم طوقان في الثلاثينيات من القرن الماضي:
لدينا بقية من وطن فاستريحوا كي لا تضيع البقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟