الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاوي يخطأ مرة أخرى

طارق الحارس

2007 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


فشل الدكتور أياد علاوي بالمحافظة على منصب رئيس الوزراء الذي حصل عليه ، توافقيا ، من مجلس الحكم الذي حل نفسه بعد تسلم السيادة من القوات المتعددة الجنسية ، فشل لعدم حصوله على العدد الكافي من مقاعد البرلمان الذي يؤهله لاستلام هذا المنصب ، لاسيما في الانتخابات الثانية التي حصلت قائمته فيها على ( 25 ) صوتا فقط بعد أن كانت قد حصلت على ( 40 ) صوتا في الانتخابات الأولى .
لقد طعن علاوي بنتائج الانتخابات الثانية وأنشأ جبهة أطلق عليها اسم ( مرام ) ، لكنه اضطر الى السكوت بعد تشكيل الحكومة برئاسة نوري المالكي والتي ضمت بعض الوزراء من قائمته ( العراقية ) .
بعد مدة من عمل الحكومة بدأ يتحرك عربيا لاسقاط الحكومة بحجة انها حكومة محاصصة تارة ، وتارة أخرى بحجة كونها طائفية مستخدما ورقة الوضع الأمني المتردي الحاصل في بغداد ومدن أخرى .
التدخل العربي الذي استخدمه علاوي لم يفلح باسقاط حكومة المالكي ، بل أن الدول التي حاول علاوي استخدامها رضخت للديمقراطية العراقية التي أنتجت البرلمان والحكومة .
بدأ علاوي في الأسابيع الأخيرة بمحاولة جديدة ة متمثلة بالتحرك داخليا من خلال مفاتحة كتل نيابية وأخرى من خارج البرلمان لتشكيل جبهة سياسية جديدة تتمكن من اسقاط حكومة المالكي برلمانيا اعتمد فيها على جبهة التوافق ( عدنان الدليمي وطارق الهاشمي وخلف العليان ) ، وجبهة الحوار ( صالح المطلك ) ، وجبهة حزب الفضيلة ( المنسحب من الائتلاف الشيعي ) ،وجبهة المصالحة والتحرير ( مشعان الجبوري ) الذي رفعت عنه الحصانة البرلمانية نتيجة اتهامه بمساندة الارهاب واختلاس أموال الدولة .
من المؤكد أن من حق علاوي المحاولة من خلال هذا الطريق ، إذ أنه من الطرق الديمقراطية المعمول بها في دول عديدة ، لكن المفاجأة كانت أن علاوي اتفق مع حزب كردي اسمه ( حزب العدالة والحرية ) يقوده أسماء خونة للشعب الكردي من أيتام النظام المقبور الذين قاتلوا الشعب الكردي سنوات طويلة ويتزعمه أرشد الزيباري وزير الدولة في العهد الصدامي وهو الذي يصف حتى الآن الدكتاتور المقبور ( بالشهيد القائد ) .
أيضا كان من بين الأحزاب التي قررت المشاركة في هذه الجبهة حزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني ، لكنه قرر الانسحاب منها بسبب وجود الزيباري فيها وأكد في بيانه الذي أعلن فيه الانسحاب " أنه ينأى بنفسه عن أية علاقة أو محاولة تلحق الأذى بمصالح شعب كردستان والقوى والأطراف الحليفة وبصورة خاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني " .
ان أهم أهداف تشكيل هذه الجبهة كما يزعم علاوي " هو تشكيل حكومة تبتعد عن المحاصصات الطائفية وتؤسس لعراق موحد قوي ومسالم ويلتزم بالفدرالية لكردستان " .
السؤال هنا : هل من الممكن تأسيس حكومة عراقية تبني عراقا موحدا وقويا دون الاعتماد فيه على أهم مكونات الشعب العراقي والمتمثلة في كتلة الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني بقيادة ( الطالباني والبرزاني ) ؟
هذا من جانب ، ومن جانب آخر نرى أن بعض مكونات هذه الجبهة السياسية ومنها جبهة التوافق والحوار ، والمصالحة والتحرير لا تمثل ، على أرض الواقع ، الشعب العراقي في المدن الغربية فمجلس انقاذ الأنبار الذي يحارب الارهابيين هو الممثل الحقيقي ، مثلا ، لمحافظة الأنبار وقد أعلن أكثر من مسؤول فيه أن هذه الأحزاب لا تمثل أهل الأنبار ، أما الحزب الكردي الذي شارك في اجتماعات هذه الجبهة فهو من أشد أعداء الشعب الكردي لأنه ساهم في قتل الآلاف منه من خلال تعاونه مع مخابرات النظام السابق ومن خلال مشاركته الفعلية مع القوات العسكرية الصدامية تحت مسمى ( الجحوش ) وهي قوات عسكرية حقيقية تابعة للنظام السابق ساهمت في ارتكاب العديد من المجازر ضد هذا الشعب ومنها مجزرتي الأنفال وحلبجة .
نحن نعتقد أن علاوي أخطأ مرة أخرى في محاولة بناء عراق موحد قوي ويلتزم بالفدرالية ، كما يزعم ، لأنه لم يعتمد على مكونات الشعب العراقي الحقيقية ، إذ أن الاعتماد على عدنان الدليمي الطائفي حتى العظم ، والمطلك البعثي والحاقد على الشيعة والأكراد ، والزيباري الذي قتل الأكراد لا يؤسس العراق الذي ننشده ، فضلا عن أن الاعتماد على حزب الفضيلة ( الشيعي ) لا ينقذ العراق من الطائفية .
لقد أخطأ علاوي هذه المرة مثلما أخطأ في الانتخابات الثانية التي لم يحصل فيها على ما حصل عليه في الانتخابات الأولى ( الأولى 40 صوتا والثانية 25 ) حينما راهن على البعثيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف