الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيسكا

هبة عصام الدين

2007 / 6 / 14
الادب والفن



- قصة قصيرة

تصطك البراري داخلها، توغل في دمها، تدمنها روحها التي ضاقت بالأمكنة، والتي تثقب السقف والجدران بوخزٍ دؤوب، في كل يوم تتقن خلخلة جديدة، حتى إبر التريكو تجيد الهدم إذا وُضعت في أيدٍ برية!
.
تشفق على ذلك العائد من سراديب السنين، كيف ستخبره أن لا جدوى من صحوة الفارين من قبورهم عندما يفعلها ويأتيها منكسرا على حصانه الخشبي، كيف تواجه إنسانا بحقيقة أنه ميت فينتبه أن جلده يتساقط ولحمه يتآكل أمام اللحظة الآنية، تصرخ: " آه يا أشباحي التي هزمتني يوما، يتعبني أن أراك مهزومة أمامي.. يتعبني جدا!.."
.
الصدفة العاهرة .. هذه الدنيا التي تضج من حولها وتهرب من ضجيجها، تصمت فجأة وفي مصادفات غريبة عندما تحتاج لشيء منها إلى جوارها، لا تجد سوى نفسها فقط، ويتمها الفجائي، وحزنها الانفرادي!
لو يعرف البحر كمّ مخاوفها لتعجب كيف تكسر صدفتها وتسكن الموج
.
ليت لجيسكا روحاً أقوى، وجسدا واثقا يلعب الجمباز ولا يخشى السباحة وركوب الدراجات، ولا يخاف عبور الطريق، ولم يخجله نموه المفاجيء، جسدا لم يرضع أن يخاف الناس والحياة والرجال الأوغاد، ولم يُساق شبقه إلى المقصلة، ذلك اليوم وهي طفلة حين أشارت أمها للعار المقبل: " سيبترون هذا..!"، وشيء في عينيها جعلها تشعر أن مجرد السؤال جريمة!..، وفي عيادة الطبيب.. رجفة هائلة ثم استسلمت كالشاة لمشارطهم الحادة، عشرون عاما ولازالت تتحسس مكانه لتقنع أن كل شيء بخير، لتصدق أنهم لم يسلبوا كامل إحساسها... اللصوص..!!
.
تصرخ في وجه الحياة على طريقة الروك آند رول، لكنها تخشى أصحاب العيون الكبيرة، والأنوف المدببة؛ فترجع من حيث أتت، لا درب يكتمل ... مصابة بفوبيا مفترق الطرق، ومفترق الحياة، ومفترق الحب، لا تملك شجاعة الإختيار، ولا المغامرة..
.
تقذفها جرأته في ركن ضيق تنكمش فيه كفأر مرتعب، تخبيء وجهها الذي تتملكه تعبيرات الارتباك والخجل والشهوة الخرساء..
تهمس: "أعطني نصف جرأتك وخذ أغنياتي؛ ستحملني إليك الأولى وتشعلك الثانية!.."
.
تتهيا كعروسٍ لموعدٍ ستخلفه!
لكن الريح سئمت مراوغتها وأدارت الشراع لجهةٍ أخرى..
وتسلل القمر بين شعرها الذي استطالت خصلاته في انتظار لحظة لا تجيء!
.
تضم نعاس الوسادة، تنام طويلا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس