الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى عنادل العمارة ( ميسان) المهاجرة

فاضل سوداني

2007 / 6 / 16
الادب والفن


(مقالة للشاعر عبدالوهاب المطلبي كتبها بطريقة شاعرية عن بؤس ثقافة السلطة في فترة السبعينات من القرن الماضي
(فاضل سوداني
ذكرى عنادل العمارة ( ميسان) المهاجرة
عبد الوهاب المطلبي ـ العراق
مهداة الى الفنان والأديب فاضل سوداني

عقدين من قرن الشمس
كانت مقاهي العمارة منتديات ٍ أدبية وفنيه
السياسيون على اختلاف افكارهم ينظرون الى مستقبل في الاماني ، وينضرون
تتناثر الطاولات الصغيرة على العشب الندي
تعطره ضوء المصابيح وتوشحه ابتسامات الاماسي البهيه
المعلمون والمدرسون يتحدثون عن آداب عالميه
البير كامو، اندريه مارلو...الوضع البشري وأرض البشر...سانت اكزوبري، وليم فوكنر
وتداعيات الصخب والعنف...بودلير , بوشكين وبايرون ولغة شكسبير الشاعريه
المثقفون او هكذا يسميهم البعض عبر الموائد القريبه
وعبر ضجيج الدومينو...انقطاع الحوار وصوت: آزنيف؟ ،أو أحسبوا ما في ايديكم ؟
المتزوجون حديثا بين آونة وأخرى يحدقون في ساعاتهم........
الساعة الثامنة مساءا ، يغادرون الحديقة التي يحضنها احد ذراعي دجلة
أخرون ينهضون، يقول أحدهم:فلمٌ عظيم في سينما الخيام..آخر لا الاحسن في سينما النصر..!
العمارة (ميسان) تتألق كعروس مساءا يوم زفافها
آه يأتي فاضل السوداني أو فاضل سوداني
كان في انتظاره فالح الحمراني ربما بعض المهتمين بشؤون الفن والادب
الفتى الاسمر نصيف جاسم يتحدث عن حسين علي عجه او عن الدادائيه
عن جنون سلفادور دالي ثم يتطور الحديث عن سارتر وسيمون دي بوفوار
احيانا اشاركهم الحديث او اجيب على سؤال وأنا مشغولٌ بمراقبة لاعبي شطرنج قريبين.
صبيح عباس المعلم الفنان الرسام والنجار كان الفوز عليه في الشطرنج حلما مستحيلا
في جمعية الادباء! المؤسسون ليسوا بإدباء لا علاقة لهم الا بسيلسة حزب السبعينات
في نقابة المعلمين
مسرحية لفاضل سوداني والنقاش بين فكرين مختلفين يبدو عقيما ، رئيس الجمعية مسؤول حزبي..................................................................................
ابو ناصر: المسرحية لا تنسجم وفكر الضرورة؟
السوداني مستغربا: لا افهمك
قلت انا مؤيدا : ابو ناصر انت على حق مسرحية فاضل سوداني لا تنسجم مع الفكر الثوري. نظر الي فاضل باستغراب لم يتحسس سخريتي، بالطبع انا لم اقرأ المسرحيه
وقطار الحزب يسير على سكة واحدة لا يحيد عنها ، نعم كنت ساخرا
وتحملتُ سخرية فاضل من انتهازيتي في تصوره ، أووه يا فاضل انا اسخر............
يطوي فاضل سوداني مسرحيته ويمضي....................................................
بدأ الزمن يصبح ثقيلا ، زمن يتسيده اله الاشباح المرعب
أشباحٌ تجالسك دون ان تحسّ بها، تؤرشف للعطاشا احلامهم
ربما البعض يختفون، والبعض يمشون جنب الجدار
البعض يدفعون ثمنا ً لأحلام السنابل، يا لهول العقب الحديديه( جاك لندن)
وانضغاط الاجساد التي تتبرعم منها باقات الايادي ( الساعة الخامسة والعشرون...)
وكيف يحلم البعض ُ في لؤلؤة العالم والارض الطيبة لبيرل بك
ولعل انشودة المطر...مطر...مطر( عيناك غابتا نخيل ٍ ساعة السحر!)
أيأتي الينا سياب آخر.
نوادي ثقافية تتأبط دجلة في جزيرة طافية فوق الذهب الاسود
كان محمود درويش يصاحبني
وأمل دنقل يرينا منديل زرقاء اليمامة المعطر بالدموع
افكار تتصارع في خضم الوجود
ما زال تاج محل رمزا لوفاء العشاق ( عذرا لأمل ممدوح)
ثم هجرت الحدائق أطيارها الشاديه
تبادلوا الدور مع اسراب الطيور المهاجره
مثلما شرب الجن الازرق مياه الاهوار
هي الاخرى لم يعد للأوز والخضيري والبني( السمك الطيب) مكانا بين القصب والبردي
جفت مزارع العنبر مع الحنين الاثيل
ربما ينزوون في مدن الثلوج والضباب
يفتقدون دفء العراق
ورائحة خبز التنور الحار
وخلفوا أنين أمهاتهم، حتى فطمن البعض حياتهن مع حسرة عالقة
ما بين الموت والحياة......افتقدوا مزارع الحنين
مرات ٌ كثيرةٌ نلتقي قرب مكتبة الرحماني
حيدر ابو سعد متذوق للادب ، وينعشنا بما يبيع الكتب الحديثة
اووه جئت بالدون الهاديء........
وبالعقد الفريد........ تاريخ محفور في الذاكرة
كم مرّ من الزمن؟؟؟
لم يزل حيدر ولكن زبائنه القدامى رحلوا تبعثروا كعقد انفردت حباته
( وحين اعتدى اللقلق على الدرويش سألني حيدر كيف يدفع أهل اللقلق الديه؟!)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في