الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحبا بالثلج

سناء عبد الاحد ايشوع

2007 / 6 / 14
الادب والفن


الحبيبة الغالية.. يا عبق السحر.. سناء
لا أدري ما العلاقة ما بين الموسيقا والثلج وصفاء عينيك وقلبك..
عندما يهطل الثلج يسبغ على الكون لونه الابيض الجميل.. يهل الفرح والصمت وبقايا السكون..تسترخي النفس ويفرش الهدوء وراحة البال في كل قلب.. ندف الثلج تفرش باقات وجودها بدلال ورقة.. تسبغ الاشجار والبيوت والحيطان بالدفء والهدوء والنعومة.. وأنا ياتيني لون وجهك كوجه الثلج البريء.. المملوء رقة وصفاء وطيبة..
كنت أمشي هذا الصباح وصورة لا تفراق صورتي وذاكرتي.. أسترق السمع لدقات الصمت القادمة من البياض المطل منك.. من السماء الواسعة.. أطير وأسبح.. أفرش صدرك على هذه الوسادة البيضاء.. على الارض الممتدة ما بينك وبين هذا الخلاء الواسع.. سحرك هو سحر الطبيعة بتلوناتها وبقاءها وتسيدها الدائم على كل شيء.. يترافق مع صوتك الملائكي الحنون.. صوتك كأبتهاج الندى بلون الصباح.. بلون ندف هذا الثلج الجميل القادم من المجهول.. من كل الكواكب التي تبيح لنفسها حرية البقاء دون قوانين وحدود غاضبة وغاصبة..
سناء الوجد والوجود..
أخجل من قامتك.. من وجهك.. عندما اتعرى امامك.. واكشف تعابيري التي خانت قلبك الحنون.. أخجل من قلبك الذي ضمني بين دفتيه وطار إلى البعيد.. ماذا أقول لشهقاتك التي حضنت زيفي وريائي.. يا سناء.. يا قلباً كلون الشفق الباكر.. لقد خنتك عندما اودعت قلبك الابيض في ركن منسي ورحت أبحث عن لعب أخرى.. لعب عند الجيران ووراء الحيطان الرمادية السوداء.. كنت كطفل رضيع ضيع ما تبقى من لعبه .. كنت تنتظرين.. بشوق وألم.. تحملين باقات وردك في صدرك وتبكين بصمت.. تنتظرين مجيء ولديك الضائع.. تراقبين الطرق والحدود المزيفة.. تقولين سيعود الغائب إلى بيته.. سيعود لي.. كنت ألعب وأركض كطفل غرير.. أحمق.. أقول لك لم أنته بعد من أنتهاء الفصول السوداء في نهاية اللعبة الداكنة.. أنتظارك طال.. عيناك جفت من الحرقة والألم والبكاء.. وضعت شرشفاً أبيض على نهديك من أجل أن يبقوا ناصعي البياض ورحت تركضين جرياً بين جذور القصب المبللة بمياه المستنقعات العميقة.. تقولين.. وليدي.. حبيبي هنا.. ضائع أريده أن يعود إلى البيت.. أن يعود إلى سريره.. إلى حضني الدافء.. حضني مشتاق له.. أريده أن يسترخي بين شق نهدي المتعبين.. كانت اصداء الوجود ترد عليك من وراء الستائر.. تقول لك.. عودي فحبيبك هناك.. قاطن بين ضلوعك.. لا تخاف عليه.. يسكن شرايينك.. دمك.. لا يبرح مكانه.. أنظري في المرآة سترين في بؤبؤة عينيك أثاره ومراميه وخارطة وجدوده.. لا تحزن من فقده فهو بين يديك يسبح ويغني ويمرح.. إنه لك ولا توجد قوة في الدنيا تزحزح جسده من بين ضلوعك..
بياض الثلج..لونه.. كلون حبيبك.. دققي في وجهك.. ستريه واقفاً كالهمس.. كالقصائد الموردة التي تستقى من نبع عينيك الجميلتين جمال الحياة.. كالثلج القادم من وراء حقولك وحقوله.. حبيبك معك.. يرقص بين دقات قلبك كدقات الحياة والوجود.. يشعل الشموع ويفترش نيرانها فوق لهيب نهديك المتاججين.. اللتان ترضعان السماوات فتضيء شموس الضياء والتألق..
سناء..
أنت الشمس والثلج.. الماء والتراب.. النارواللهيب.. الطين والاشجار.. أنت.. الحياة كلها.. وغير ذلك.. عدم.
.. القادم من وراء المجهول









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد جولة عروض عربية وعالمية، مسرحية أي ميديا في باريس


.. صباح العربية | الفنانة السعودية سارة صالح تبدع في غناء أغنية




.. المخرج الإيراني محمد رسولوف يفر من بلاده -سرا- بعد الحكم علي


.. مهرجان كان السينمائي: تنافس 22 فيلما على السعفة الذهبية في ا




.. مزرعة في أبوظبي تدّرب الخيول لتصبح نجوم سينما.. شاهد كيف