الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخوة

سعيدة لاشكر

2007 / 6 / 14
الادب والفن



نشأت داخل أسرة متلاحمة, يكتنفها الحب والود والمشاعر العميقة, ترى داخل منزلها الحب يتدفق على كل شخص والقبل تفرق على كل فرد, بلا حساب وبلا مناسبات واستسلمت لذلك الجو الحميمي الرائع الذي ألفته منذ الطفولة, هي ووالديها وشقيقاتها الثلات ورغم أن سنها قارب السادسة عشر, وسن شقيقتها الكبرى السابعة عشر والأخرى أقل منها بسنة, تم الصغيرة آخر العنقود أصغر, إلا أنهن أربعتهن مازلن ينعمن بجو طفولي, مليء بحلاوة الصبا وشقاوة الصبا, يلعبون, يمرحون, يرقصون و بعد العشاء حين يحين موعد النوم ترى كل واحدة منهن منشغلة الكبرى بالحياكة, والتانية بالكتابة, والأخرى بتصفح الجريدة والصغيرة بالتطاير هنا وهناك, وما إن يتعبو حتى ترى كل واحدة تنزل عن سريرها ليجتمعن في سرير واحد, يتجادبن أطراف الحديت عن الجيران والعجوز القاطنة قبالتهم والشاب الوسيم الذي انتقل لجوارهم حديثا والضحكات تعلى وتخفت وأتناء هذا, الصغيرة تستريح في حجر شقيقتها وهذه تضع رأسها على كتف الأخرى وتلك تتكئ على التانية وكل واحدة تلف دراعيها حول شقيقاتها مكونين بذلك حلقة من الحب والصفاء وكأنها لوحة فنية يجب أن ترسم,

نعم فعلا يجب أن ترسم لتخلد هذه الألفة والود وتعرض في أشهر المعارض لتبعت فينا الروح لنبحت مجددا عن الحب فينا ذلك الحب الذي قتلته المشاكل, وداست عليه الهموم, ذلك الحب الذي بجهلنا ضننا أنه يكفي أنه كامن في ذواتنا, أننا نحسه وأننا نعبر عنه بطرقنا المختلفة, التي بالتأكيد لن تفيه حقه أبدا, نعم هكذا نقول دوما نقول ألا يكفي أننا نفرح لفرحه نحزن لحزنه نسعد لسعادته نهلع لهلعه يغوص قلبنا في قاع رجلينا حين نسمع أن مكروها حل به, لا, أقول يا إخواني أن هذا قليل جدا, ضئيل بما يضن علينا من لحظات الألفة والأنس, فقمة الحب في الأخوة أن تظهري حبك بالطريقة المتلى, أن تتلمسيه وليس أن تحسيه, أن تعلنيه وليس أن تتستري عليه, أن تجودي به وليس أن تضني به, قمة الحب, أن تغدقي به حتى تصلي لتلك المرحلة التي فيها لم يعد يجب عليك أن تغدقي به, أو حتى أن تظهريه فعندها لن ينفع ذلك لأنه سيكون حاضرا في الأفق, في الهواء, سيكون حولنا , يطوف علينا ويغمرنا تتقادفه أعيننا في نظراتنا التي لم تعد تتكلم إلا به ستسمعه آداننا و تستنشقه أنوفنا ستحميه قلوبنا بتصرفاتنا التي تحضنه وتلقي عليه ضلالها الوارفة, فيبقى دوما محميا دافئا من البرودة التي تكتنف ما دونه و بعيدا عن لهيب أشعة المشاكل الحارقة لكل أخضر ويابس, فبدون هذا الحب لن نكون إلا كالعيدان الجوفاء اليابسة, التي نخرتها عناصر الطبيعة وفصلتها عن أمها الشجرة وأخواتها العيدان الخضراء وتركتها للرياح تدهب بها وتجيء, تروح بها وتغدو, فهكذا ستبقى لأنها يبست ويستحيل لليابس أن يرجع أخضر مجددا.

فتحية حب صادقة مغلوفة بكل ما هو جميل لشقيقاتي اللاتي علمنني قيمة الحب مند الصبا
وتحية حب صادقة لأخواتي وإخواني في الموقع وأقول أن الحب هو الذي يبني وينمي الأواصر وليست الأواصر هي التي تبني الحب.

الوفية إلى الأبد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس