الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستراتيجية اللا حل التركية

احمد حسن _ شاهوز

2007 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تركيا ما تزال تصر على اللا حل .. في كل شيء ، تصر على الاستمرار في سياساتها العنصرية والشوفونية بل الأنكى من ذلك أنها تسعى لتجديد هذه السياسات في زمن أصبحت فيه هذه السياسات بالية ويجب رميها في مزبلة التاريخ ( سوف يتحقق ذلك قريبا سواء شاءت أم أبت الدولة التركية ) ولكن لنرى ما هو عليه الوضع في تركيا .
القضية الأساسية لتركيا هي القضية الكردية وبدون حلها لا يمكن لأية قضية أخرى أن تحل بشكل كامل وحقيقي . من هنا فان تصريحات المسؤلين الأتراك التي تقول إن الجمهورية في خطر نابعة من هذه الحقيقة التي يدركونها ولكن تعاملهم ما يزال سلبيا ويسعون إلى الاستمرار في سياسة الإنكار والامحاء المتبعة بحق الشعب الكردي منذ بدايات قيام الجمهورية التركية ، ومن الطبيعي أن يؤدي هذا التقارب السلبي إلى غلق باب الحل ويفتح باب الحرب وقتل الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيؤدي إلى غلق باب الاتحاد الأوربي أيضا إذا تجددت حالة الحرب بشدة ( وهذا ما تؤكده أحداث الأيام الأخيرة ) .
الذي يتبادر إلى ذهن المرء هو : لماذا تصر تركيا على هذه السياسة التي تزيد التعقيد مقابل فرص الحل التي طرحها السيد عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني ؟ .
ممكن أن تكون وجهات النظر مختلفة بهذا الصدد ولكن من المؤكد إن الدولة التركية ترى في السياسات التي اتبعتها منذ قيام الجمهورية وكأنه حل وحيد للقضية الكردية وكأنه برنامج عملي مناسب لكل الأوقات أو انه إذا تم الاعتراف بالأكراد والعمل على حل القضية الكردية فان هذا سوف يؤدي إلى إنهاء الجمهورية التي اتبعت سياسات القتل والتهجير منذ بدايات نشؤها بالرغم من اعترافات كمال أتاتورك نفسه في البداية بوجود الكرد واتفاقه معهم لتحقيق أهدافه في تخليص ما يمكن تخليصه من أشلاء الإمبراطورية العثمانية من يد الغرب المستعمر ، لكنه لم يفي بوعوده وقام بضرب العصيانات الكردية بالحديد والنار بُعيد نشوء الجمهورية بأعوام قليلة جدا .
إذا والحال هذه فالمسئولين اليوم في الجمهورية التركية يريدون تجديد تلك السياسات بالرغم من اعترافات مسئولين عريقين في بنية الدولة والجيش التركي بعدم إمكانية تحقيق النجاح بالسبل العسكرية ومنهم كنعان ايفرين الذي قاد بنفسه انقلابا عسكرية كان هدفه الأساسي القضاء على حركة الحرية الكردستانية التي كانت في بداية نشؤها تلك السنوات ولكن هل حقق الانقلاب وبعدها الحرب الخاصة المتبعة من قبل الدولة التركية تجاه الشعب الكردي النجاح ؟
الجواب هو كلا بالطبع أي من جهة حسم القضية وعلى العكس توسعت القضية وألقت بأصدائها في العالم كله ، بالرغم من التعاون العالمي بقيادة أمريكا ضد حزب العمال الكردستاني وقائده عبد الله أوجلان والتآمر عليه إلا انه بالرغم من سجنه الانفرادي وظروف سجنه القاسية أصر على إيجاد سبل للحل السلمي والديمقراطي في السنوات الأخيرة . إلا انه بعد جدالات واسعة بين صفوف الساسة ورجالات الدولة التركية ومثقفيها والديمقراطيين طفت مرة أخرى سياسة اللا حل التي يقودها الجيش .
طبعا كافة الحكومات التركية بعد قيام الحرب بين الدولة والأكراد سقطت ولم تستطيع أية واحدة منها إكمال طريقها في الحكم بسبب عدم تطوريها للحل تجاه القضية الكردية وهي مركز القضية الديمقراطية في تركيا ، وحتى الحكومة الأخيرة التي كانت بيد الإسلاميين المدعومين من أمريكا والغرب لم تستطع الصمود في وجه الجيش وطبعا هذا مرتبط بإتباعها سياسات المتاجرة البراغماتيكية تجاه القضية الكردية ولم تقترب أبدا بجدية واقعية وإنها وقعت في الفخ الذي كانت تسعى لإيقاع الجيش والأكراد فيه حيث أنها أيضا تضررت من عودة الجيش للتحكم بالأمور في تركيا مجددا وبالرغم من وجود اختلافات بينها وبين أحزاب الجبهة القومية في تركيا إلا أن حزب العدالة والتنمية ورئيسه اردوغان فشلا في تحقيق أي تجديد في السياسة التركية وبضغط من الجيش دائما تراجعت ووقفت في خط السياسة الثابتة للدولة والنتيجة التي إليها تركيا اليوم هو توسيع دائرة الحرب التي كانت سابقا ضد الشعب الكردي في الشمال بريادة حزب العمال الكردستاني وأصبح يشمل اليوم الكيان الكردي المتشكل في الجنوب أيضا وان احد المسئولين الأتراك كان قد عبر عن تلك السياسة سابقا بأنهم سوف يقفون ضد أي كيان كردي حتى لو كان في أفريقيا أيضا .
في هذه الحالة تركيا التي هي من المفترض إنها حليفة أمريكا سوف تزيد الطين بله إذا تدخلت في جنوب كردستان أي ( شمال العراق ) وهذا ما ستكون نتائجه وخيمة على تركيا .
في النتيجة يظهر إن تركيا ستواجه أزمات جديدة وعنيفة بسبب سياساتها تجاه القضية الكردية وقضية الديمقراطية بتزايد حدة الحرب الدائرة بينها ومقاتلي حزب العمال الكردستاني سوف تظهر وجهها الحقيقي المعادي للديمقراطية داخليا وما فرض حالة الطوارئ على ثلاث محافظات كردستانية ( هكاري _ شرنخ _ سيرت ) إلا بداية لحرب قذرة ضد الشعب الكردي وضد الديمقراطية التي كان الباب مفتوحا أمامها بجهود القيادة الكردستانية ولكن حفنة من المسؤلين الأتراك المتعصبين والمستفيدين من ظروف الحرب أوصدوا كل الأبواب أمام أي تطور ممكن أن يتحقق .
والحال هذه فان تركيا اختارت طريقها وعلى الأكراد أيضا أن يختاروا طريقهم وكذلك الديمقراطيين في تركيا عليهم اختيار طريقهم بشكل واقعي وحقيقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح