الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معادلة عرس الدم الفلسطيني

يونس العموري

2007 / 6 / 14
القضية الفلسطينية


هو عرس الدم المتواصل... وهو القتل على هوية الإنتماء السياسي والفكري... وهي عبثية السلاح المليشيوي المتجول بالأزقة البائسة... وهم من يدعون امتلاكهم للحقيقة، وان فلسطين تعنيهم فقط... ولا مكان للأخرين عليها... يريدون تدشين ممالكهم واماراتهم عليها... هم القتلة مع سبق الإصرار والترصد... هي رائحة البارود قد اصبحت المسيطرة على المشهد الغزي اليوم ... ولمن لا يعرف هم المقنعون خلف اوهام السلطة... وكما قلنا لابد من تسمية الأشياء بمسمياتها وان نكشف اللثام عن مجريات أمور الفعل وحقيقته...
ما بين (امارة غزة.... وحاكمية غزة... ) تدور المعارك... ما بين من يدعي امتلاكه للحقيقة المطلقة وحقه بمقاتلة (اللحديين...) ومن لا يرى بالوطن سوى صفقات الربح والخسارة ويوظف اطروحاته السياسية خدمة لسادة العولمة... ما بين من يريد ان ينصب نفسه (اميرا للمؤمنين) في امارة غزة وبين من يعتبر انه من انصار الواقعية السياسية الجديدة تدور المعارك.... ولتلك المعارك اخوات وانصار ومساندين ايضا... فالعائلات انقسمت واستنفرت ابناءها لحمل سلاح الموت والرقص بعرس الدم المتواصل لإستنفار العصبويات العشائرية والثأر للقتلى... (والدم بدم والرأس برأس... ولن نصالح على الموت الا بالموت..) وهذه شعارات القتلة في غزة اليوم....
اذن لم يبق مكان للعقل في الفتنة الداخلية الفلسطينية، التي حصدت وتحصد المزيد من القتلى . قرار الحسم يبدو أنه اتخذ، والمواجهات بلغت نقطة اللاعودة، مع إعلان القتلة انهم لن يتراجعوا حتى يكون لهم فعل الحسم على الأرض ... فحماس أعلنت رسميا ً نيتها السيطرة على مواقع القوة الأمنية التابعة لحركة «فتح» في غزة في معارك نشرت رائحة الموت، وسط بوادر انتقال العدوى إلى الضفة الغربية، التي شهدت اشتباكات محدودة واستنفاراً لعناصر «حماس» بعد تهديدات من «فتح»، التي علقت مشاركة وزرائها في الحكومة.
المعركة اليوم تدور رحاها وتتواصل وبالمشهد الإعلامي تطل علينا توصيفات جديدة لهذه المعركة حيث القرار بخوض «معركة حقيقية» ضد المقارّ والمواقع الأمنية الموالية (لحاكمية غزة..) على امتداد القطاع لـ«تعرية اللحديين».
امراء (امارة غزة..) اتخذوا القرار بالتصعيد وكان لهم ما شاءوا برفض تلبية دعوة رئيس الوفد الأمني المصري برهان حماد إلى الاجتماع والحوار مع مع سادة (حاكمية غزه..) مبررين رفضهم بأن هذه الاتفاقات أصبحت فارغة المضمون وأن التهدئة الداخلية بحاجة إلى قرار جريء... وهاهي الجرأة تتحدث عن نفسها....
قادة الفعل المليشوي (لإمارة غزة..) قد وجهت ما سمّته «نداءً أخيراً»، لجميع العاملين في الأجهزة الأمنية والعسكرية في قطاع غزة، بضرورة إخلائها وتسليم أنفسهم من دون قتال. ليساقوا الى الذبح كما هم النعاج....
بالمقابل، دخلت الرئاسة الفلسطينية طرفاً مباشراً في الصراع، وهي التي من المفرض ان تكون حامية للمشروع الوطني برمته واتهمت تياراً في «حماس» بالتحضير للانقلاب، داعية القوة الأمنية إلى التصدي لهذه المحاولة، وهاهم يفعلون ما يؤمرن به تلبية لسادة حاكمية غزة اولا...
هذه هي الصورة دون اي شكل من اشكال التجميل وهذه هو الصراع وبهذا الشكل يتواصل وعلى هذا الأساس يجب ان نفهم ونعي حقائق الأمور...
أن ما يجري بالأرضي الفلسطينية لا يمكن توصيفه ومن وجهة نظر المتقاتلين الا كونه الفرصة الأخيرة لهم لتثبيت ما يريدون على الأرض.. فمنهم من يعتقد ان فعل الحسم العسكري على الأرض قد اضحى ضرورة ملحة وفعلية ليحكموا بما (انزل الله ومحاربة الكفرة وتحرير غزة من العملاء والخونة..) والأخرين يعتقدون ان غزه اليوم قد باتت مرتعا لقوى الشر والظلامية وتعيق تنفيذ برامجهم الواقعية.. والشعب يدفع فواتير تناقض المصالح.. وهي بالفعل مصالح تتصارع على الأرض... فليس هناك من قوى ظلامية ولا يمكن ان نعتبر ان ثمة قوة لحدية تغزو القطاع.... ولا يمكننا ان نتفهم من كان بالأمس حليفا وشريكا بصناعة حكومة الوحدة الوطنية قد اصبح بقدرة قادر( لحديا..) بل لا يمكننا ان نستوعب ان من وقف الى جانب الرئيس ذات يوم بمراسم اداء اليمين لحكومة الوحدة قد صار اليوم عميلا.... مع العلم ان ما يسمى باتفاق مكه كان قد تم انجازه ما بين (القوى اللحدية والقوى الظلامية والتكفيرية .. كما يدعون...) واليوم لا مكان لحكومة الوحدة بل انها قد اصبحت لا تعني احدا منهم... ولا مكان للحكومة ذاتها او حتى لمؤسسة الرئاسة لسبب بسيط جدا انهم لا يستطيعون السيطرة على انفلات الشارع ومليشاته وان ارادو ذلك .. فقد ارتهنوا لأمراء حملة البنادق المأجورة خدمة للأخر على الأرض الفلسطينية....
مرة اخرى لابد من مواجهة ومجابهة الحقيقة.. والحقيقة ساطعة سطوع الشمس وتتمثل تلك الحقيقة بأن صناعة الموت هي الرائجة بالأراضي الفلسطينية.. وان سماسرة فعل القتل والذبح هم من يجدون لأنفسهم امكنة في سدة الحكم... وان السلطة قد اصبحت مطلبا اسرائيليا وبإمتياز واقليميا ودوليا ليستمر فعل القتل والذبح ما بين فرقاء الحركة الوطنية الفلسطينية... ليكون عبور المشاريع المشبوه ممكنا فيما بعد...
لابد من نتيجة فعلية لكل ما يدور ولابد من مصارحتنا بالنتيجة هذه... وتلك النتيجة وكان قد قالها الكثيرون وصرح بها سادة الحكم الفلسطيني.. بأن السلطة وهمية ولا حقيقة قائمة للسلطة ولا يمكن اعتبار ان تلك السلطة قادرة على ان تفعل مفاعليها وان تؤتي بثمارها.. اذن من باب اولى فلتذهب السلطة الى الجحيم... ولتنهار تلك السلطة كونها قد اصبحت عبء على الشعب وعلى قواه الحية... واذا كانت تلك السلطة هي ملك الشعب والجماهير فهي تقول لكم جهارا نهارا وبكل صراحة لا نريد سلطتكم لتكون فرصة لممارسة ذبحكم وقتلكم ...
لابد من فعل جماهيري وشعبي فلسطيني وعربي لإيقاف مسلسل القتل وعرس الدم... لابد من ان تخرج تلك الجماهير لترفع الغطاء عن هؤلاء القتلة... ولتحرر الأراضي الفلسطينية من (امارة غزة وحاكميتها...)
اذن وعذرا لشاعرنا محمود درويش فدعونا نقول ما رأيكم... بأن تأخذو حصتكم من دمنا وترحلوا... ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو