الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ديمقراطية فتية- في لبنان

لينا الطبال

2007 / 6 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في أميركا يعاني جورج بوش من وهم اعتقاده انه السيد المسيح المخلص, أما في لبنان فهناك فئة تعاني من وهم اكبر لاعتقادها هذا الاعتقاد.
>>>>>
حدثنا ناطق باسم هذه الفئة عن الأحداث التي دارت مؤخرا و التي لا تزال في شمال لبنان فأسف على أحوال الوطن الغالي, و إتهم أشقاء حاقدين على إلحاق أفعال شنيعة من أجل عرقلة مشروع المحكمة الدولية.

إننا كشعب لبنان قد سأمنا هذه الرواية, هذه الردود المنسقة و الاتهامات المنمقة.
لنكن واقعيين قليلاً, هناك مشروع أميركي يهدف إلى رسم خطة جديدة للمنطقة يدعى "الشرق الاوسط الجديد". سعيٌ واضح و معلن للإدارة الأميركية في فرض هيمنتها على المنطقة و إنشاء موقع أمني استراتيجي متقدم لها هناك, و كل من يعتقد غير ذلك فهو يعان من أضغاث أحلام.

فلا تتسألوا و لا تراهنوا فيما بينكم عن الجهة التي تكمن وراء تنظيم "فتح الإسلام"... إلا أنه ما دمتم مصرين على التساؤل فاسمحوا لي أن أطرح عليكم هذا السؤال: ألم تكن رائحة حرب جديدة قادمة تزكم أنوفكم؟.
الخوف من أحداث ستقع الصيف القادم كانت الهاجس الأكبر لنا جميعاً, و ها قد بدأت في لبنان و يعلم الله كيف و أين ستنتهي. فإستحقاقات الإنتخابات الرئاسية المقبلة على الأبواب و أميركا سوف تجهد في إيصال مرشحها.

>>>>>>


بعد الفشل الذي لحق بالإدارة الأميركية في العراق, و بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي في لبنان الصيف الماضي. عملت هاتان القوتان بالتعاون مع حلفاء لهما في لبنان على إنشاء قوة هدفها التخلص من حزب الله بأي ثمن، حتى وإن عنى ذلك تأييد الجماعات المتطرفة من السنة. فتنظيم "فتح الإسلام" يراد به خلق نزاع سني | شيعي تمهيداً للتقسيم الطائفي في المنطقة و الذي لم يعد خافياً على أحد أن أميركا تلعب على وتره.

في مقابلة اجرتها سي. إن. إن. مع الباحث السياسي "سيمور هيرش" في آذار الماضي, قام هذا الأخير باتهام واشنطن و بيروت و السعودية في خلق ما يسمى بميليشيا "فتح الإسلام" و شبه الأمر بما حصل في أفغانستان في الثمانينات عندما مولت أميركا تنظيمات "بن لادن" لمحاربة المد الشيوعي ثم ما لبس أن انقلب عليها هذا الأخير. كذلك كتب "هيرش" في جريدة "نيو وركر" الأميركية حول هذا الموضوع و أشار الى قيام سعد الحريري في تمويل ميليشيا "فتح الاسلام " من أجل إستعمالها وقت الحاجة, فيما قدمت جهات حكومية مواليه له تسهيلات المرور الأمنية من أجهزة الأمن العام اللبنانية.

بهذا الاتجاه ذهب المحلل السياسي "طوري هاندن" حين نشر في دالي تلغراف اللندنية مقاله في شهر كانون الثاني الماضي أشار به الى قيام إدارة "جورج بوش" في أميركا و "يهود المرت" في اسرائيل بالتعاون مع المملكة العربية السعودية و مع الحكومة اللبنانية بهدف إنشاء تنظيم في لبنان من اجل ضرب الشيعة هناك. عديدة هي التسربات الأمنية و التحليلات السياسية الذي تدعم أقوال "سيمور هيرتش" و التي تشير بأصابع الإتهام حول الدوافع و الجهات التي أحيت هذا التنظيم الأصولي.

بعد الزلزال السياسي الذي حدث في لبنان عقب اغتيال رفيق الحريري و الذي نتج عنه إيصال حفنة من عملاء دعوا أنفسهم بقوى 14 آذار و استولوا على الحكومة, و على بعض المرافق الرسمية. تسعى الإدارة الأميركية بعملية تبنيها لتنظيم " فتح الاسلام" الى إحداث زلزال سياسي آخر تهدف به هذه المرة إيصال حليف لها إلى سدة رئاسة الجمهورية و السيطرة بالتالي على جميع المؤسسات المهمة في الدولة بما فيها الجيش... هكذا تُعزز الديمقراطية في لبنان, و يُرسى الأمن في إسرائيل و يصبح التخلص أسهل من حزب الله و من أنصاره.



إن الذي يحصل في لبنان الشمالي اليوم يمكن تعريفه بالكارثة الإنسانية, فخلال عدة ايام سقط 80 قتيل و جرح المئات, و سجل نزوح 31 ألف نسمة من الفلسطينيين ,دفعة واحدة, إضافة إلى ترويع 4 ملايين نسمة من سكان لبنان. خلال أسبوع واحد فقط تمَ استحضار روح وحش الحرب القابع في احد الزوايا... كلبنانيين علينا أن لا ننسى و لا لحظة هذا الوحش.

ان قرار إنزال الجيش الى الشارع قد أتى وفقا لخطة مزدوجة هدفها زج المؤسسة العسكرية في الصراع من جهة , و إقتحام المخيمات الفلسطينية. هناك نية مبيتة في التخلص نهائياً من المخيمات الفلسطينية خوفاً من أي حركات مقاومة قد تنشأ بها مستقبلاً. فهم يريدون منطقة نظيفة آمنة تشكل ممرا و مرتعاً للإستعمار الاميركو| اسرائيلي. فمواكبة مشروع الشرق الأوسط الجديد تقضي تصفية أي انتماء لنا و محي قوميتنا وهويتنا و استبدالها بأوراق فئوية طائفية.

>>>>>>

هناك فائض من الأدلة على أن مجازر و جرائم ضد الإنسانية ستقع في لبنان و على الأخص في منطقة الشمال
إذا قرر الجيش دخول المخيمات. فالعملية العسكرية لن تنتهي عند حدود مخيم البارد بل أنها ستمتد لتشمل مدينة طرابلس و كافة المناطق المحيطة بها, و من المؤكد أنها ستترك أثرها في كل لبنان و المنطقة. لنفرض جدلاً أن العملية العسكرية سوف تنحصر بالبارد فقط إلا أنها ستخلف وراءها مئات الألوف من الضحايا إضافة إلى الأمراض و الأوبئة التي تنتج عن الحروب و عن استعمال الأسلحة. هذا و لم نطرح بعد طبيعة الأسلحة الأميركية التي سيستعملها الجيش اللبناني في ضرب مخيم البارد الذي يقع في بين مدينة طرابلس و قرى عكار (نحو 300 قرية).

في جميع دول العالم يجري محاكمة المتعاملين مع العدو, هؤلاء يسمون بالخونة: فيعدمون, أو يسجنون أو يهمشون أو تسحب منهم حقوقهم المدنية. إلا أنه عندنا في لبنان فللخونة وضع خاص. فهم يُعفى عنهم ليصبحوا من القادة و الزعماء أو من رؤساء الأحزاب, أو ليشغلوا مناصب حكومية, أو ليقترح اسمهم في شغل كرسي رئيس الجمهورية. فيتألق نجمهم في الصحافة و التلفزيون و يتبؤون مراكز الشرف و يقصون الأشرطة في الحفلات الاجتماعية, و يعطون دروس في الوطنية عند اشتداد الأزمات.
هناك حفنة من اللبنانيين أعلنت ولاءها للعدو و لسنا شركائهم... ما زالت العديد من الأصوات النظيفة تعلن رفضها للديمقراطية الأميركية و للمشروع الأميركي و للسلاح الأميركي...
فدخول المخيمات خط احمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد