الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدد عدوك ياشعب

شمخي الجابري

2007 / 6 / 14
حقوق الانسان


حدثني صديقي عن جاره الذي أصبح معلول أثر حادث تعرض اليه منذ الثمانينات أثناء رجوعه من العمل الى بيته الذي يبعد قليلا عن المدينة وكان يرتدي ملابسه الحمراء اللون وفي غفله هاجمه أحد الثيران التابع لشخص من المتنفذين في النظام السابق تاركا فيه جروح بليغه ، وبعد أن رفض صاحب الثور أن تحل المسألة عن طريق عشائري ، لأن الدعوى جارية وتستند على رابوط طبي ، فحضر المصاب الى المحكمة وفي اليوم المقرر المبلغ به فوجد صاحب الثور ومعارفه ومحامي وشهود زور مأجورين حاضرين أمام القاضي 000 أول سؤال تفضل به القاضي الى المتضرر ( كيف نطحت الثور ) 00 فكان جواب الكادح المسكين ياحضرت القاضي ( أني لم أنطح الثور ولكن الثور نطحني )00 فقاطعهم المحامي بقوله ياحضرت القاضي أن كل الأدلة وشهود الأثبات تؤكد أن الثور ليس متوحش ومستورد من الخارج وليس له سابقة ، وأنه لن يعتدي على أحد الا أذا هاجمه عدو ، وما جروح هذا الشخص المتسول الى مبرز جرم حقيقي لأعتداءه على الحيوان 0 0 فقال الكادح اليوم عرفت عدوي الأول ليس الثور المتوحش ولا صاحبه الغني أن عدوي هوالفساد ألاداري وقوى الظلام والتخلف وأعمال الباطل التي تغير الحقائق ، فاعرف عدوك ياشعب 00 فالقوى الوطنية لازالت تعاني من التراجع في حرابها مع قوى الظلال والبدع ، فالصخرة الصلدة التي تتهشم عليها حركة العدل الاجتماعي وكل ماهو انساني لتغير واقع الحال الذي يتراجع منذ أربعة عقودوكل فترة أفضل من التي تليها فالوضع العام لازال تعيقه تلك الارتدادات الشعواء0فكلما أرادت قوى الخير ان تتقدم لتحقيق أنجازات وطنية وأتباع مسلك ديمقراطي تحرري كي تسترشد لرؤى علمية للتغير وبسط الخير والانسجام ، فأن الساتر الذي تأسس من جهال الناس ويرتع في وصايا التخلف منذعقود عديدة مما أدى الى تراجع قوى التعايش السلمي والاستقرار حين توسعت راية التجزئة وتمزيق الرؤية الوطنية 000فالفساد الأداري تلك الشجرة التي سقيت من مفاهيم الأحباط وانعدام الأمل قد تفرعت وثبتت في عراق اليوم تتغازل مع الارهاب بأشكاله المختلفة وهي أمتداد ومخلفات النظام السابق الذي كان بؤرا للفساد حتى ان الشعب تيقن أن الحروب والحصار ومعسكرات القدس كلها عوامل ساعدت وفسحت الطريق لدخول قوى التحالف لتأديب أكبر دكتاتور وممثل قوى الظلام والانحراف في العراق ، ولكن العملية السياسية المعهودة للشعب لازالت تتقدم ببطيء وتتعثر متزامنة مع تراجع المجتمع وتتزايد بؤر الفساد والمتمثلة في 00* الخلل الواضح للوضائف الأدارية المهمة للدولة العراقية والتي دخلت المحاصصات السياسية والمليشياتية والكسب الحزبي الضيق مما ساعد على بقاء أغلب مدراء المديريات والاقسام والشعب دون تغيير حتى أن الحرباوية بدأت مع سقوط النظام الذي أنتخب الاشخاص المعنيين لأدارة هذه المديريات ( فالكتاب هو نفس الكتاب والذي تغير هو الغلاف ) 0 * عدم أنصاف شريحة واسعة من الخريجين وحملت الشهادات والذين أبت أنفسهم أن يتقدموا الى التعيين سابقا وكانت من شروطه التبعيث وبقوا مهمشين وعدد كبير منهم خارج القطر هاجرو بأنفسهم من طعنات النظام ومضايقاته وماذا قدم النظام اليوم لهم وبقوا يتغازلون بالمثل الشعبي ( مابين حانه أومانه أتهلست لحانة ) 0كما أن وجود العناصر التي لاتؤمن بمعالجة وتحسين الوضع العام على رأس أصدار القرار من العوامل المهمة في تفشي الفساد وأعطاء أنطباعات حول أنقطاع الأمل في تعديل وتذليل المعوقات والممارسات وباعث الفتنة الطائفية والمذهبية في الوسط الشعبي كما ان وجود أشخاص تنعق مع كل ناعق لاترتدع من طرف معين وغيرمقيدين بقانون وأعراف سياسية واجتماعية ، تؤثرمباشرة في تعثر الوضع العام ،لذلك ينبغي تثبيت مبدأ ( الشخص المناسب في المكان المناسب )0كما أن متانة سلسلة الفساد الاداري المتمثلة في فوضى الممارسات اليومية في العمل والأهمال المتعمد والتعامل بالرشاوي والهدايا والتعاطي حسب القربى والتواصل على حساب الصالح العام كلها جاءت نتيجة للتغاضي والعلاقات المبنية على الامبالات وضعف الأدارة ورضى الاطراف الداعمة لذلك0كان من الركائز الاساسية التي وسعت من فجوة هذا الانحطاط داخل المؤسسات والذي هو أمتداد للجهل والاحقاد المتعمدة وتفرقة القوى السياسية 0 0* منذ اربعة سنوات ولم تبدأ الدولة في التغير الحقيقي للحقيبة الادارية لدوائر الدولة فمتى ينتظر الشعب من الحكومة أن تبدأ التغير فكل القوى السياسية المتنفذة تؤكد على النزاهة ومحاربة الفساد الاداري وتغير العابثين والبعثيين المنتقمين 0وهل أن المدراء الذين لازالو في مناصبهم هم مدراء أكفاء ،فلماذا أوصلو الوضع العراقي الى أسوء الحال فأن أزاحتهم عن مناصبهم هو تفكيك لمراتع الارهاب المعلن والمتستر مع أتباع المسائل القانونية وتثبيت مبدأ ( من أين لك هذا ) 0000 وفي أعتقادي لاصلاح أدارة مؤسسات الدولة ينبغي ملاحظة 000
& أيجاد أليات جديدة من نظام الحوافز مع دراسة رفع الفجوة الكبيرة والتباين في سلم الرواتب للموظفين 00& تعزيز الروح الوطنية ورفع ورع عموم المنتسبين مع أحالة المصابين منهم بمرض الفساد الى التقاعد 00& أزاحة البعثيين الحاقدين من مركز أصدار القرار والمتابعة ، فالشعب ينتظر من الحكومة كيف تختتم أعمالها وكيف تذل أدواة الارهاب لأن الشعب أقوى تجربة وحكمة ومعانات وصبر من أعدائه المارقين في الجريمة 00& أصدار قرارات لاجتثاث التخلف والبدع والتخويف والمحاربة ، وتلافي الأخطاء والاختلاسات الصادرة من الهرم الأداري للحكومة فالخطأ يتحول الى أخطاء في الدوائر00& كيف تساهم القوى الديمقراطية واليسارية المعتدلة لتمارس دورها وتفعل منظماتها للأشتراك في مكافحة الارهاب والفساد ومعالجة الوضع الغير مقبول على الساحة العراقية كي لاتترك الميدان لقوى الظلال والرعاع أن تؤثر في المجتمع 00& أصدار قرارات الرفق بالمستظعفين والكادحين كي تحمل حلم يترقبه فقراء بلادنا وايجاد ترتيب ومسح عام لرفع القوى الشرائيه للمواطن من خلال دراسة دقيقة لشبكة الحماية للرعاية الاجتماعية وتخليصها من المنتفعين والمرتشين وأهل المحسوبية 00 & أيجاد جهاز رقابة ومحاسبة لأزالة الخروقات والتلاعب و هدر المال العام ومتابعة السرقة والاختلاس ويكون الحساب ( شياكل العنز يطلعه الدباغ )00 & أيجاد برامج تثقيفية متتالية لمعالجة الأفات الاجتماعية المؤطرةبالجهل والحماقة والئم والاختلاس في أعاقة الحالة الادارية لدوائر الدولةومؤسساتها 0فالفساد بكل أشكاله وأجنحته القابعه في تفعيل دور الجريمة والقتل ووليد تراكمات الحماقة وتفريخ الجهالة وللعملية التثقيفية دور كبير في أبراز مايريدونه من ذبح البشر والبشر يريد الحياة لذا فمن الواجبات محاربت الفساد أما التغاضي عنه هو المشاركة في تحطيم البيت العراقي 00 & العمل حول كيفية انقاذ المجتمع في ترويج قيم النزاهة والرفعة للوصول في الايديولوجيات التي تحفز على حفظ المال العام ولتكن خطواتها من أجل الشعب والمواطن فتراجع المجتمع هو أنتكاسة لكل النظريات الخيرة التي لن تستطيع أصلاح المجتمع ، فالمسؤلية تأريخية أمام كل القوى الوطنية التي تكافح من أجل الاستقرار والامان والعدالة الاجتماعية والسلام 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتهامات لترمب بالعنصرية والكراهية ضد العرب بسبب كلمة -فلسطين


.. اللاجئون السوريون في إقليم كردستان يتمسكون بحلم العودة إلى م




.. Ctجولة مفاوضات جديدة تنطلق في مسقط بين الحكومة اليمنية والح


.. إطلاق نار مكثف صوب خيام النازحين بالمواصي




.. شهادات صادمة من سجن سدي تيمان عن عمليات تنكيل وحرمان وتعذيب