الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد حكام تركيا من حزب العمال الكردستاني؟

علي بداي

2007 / 6 / 14
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بغض النظر عن كون تركيا قد خرقت حدودنا، وبعيدا عن حقيقة تواجد جزء من شعب تركيا "الديموقراطية" مشردا ومطاردا داخل حدود دولتنا العراقية، وليكن حزب العمال الكردستاني في اي مكان اخر من الارض ونسأل : ماذا تريد تركيا الديموقراطية من حزب اعلن مرارا تخليه عن السلاح وتوجههه للحوار الديموقراطي غير المشروط مع الحكومة التركية؟ ماذا يريد الجنرالات الذين يحكمون تركيا من خلف جدران البرلمان والحالمين بالانتماء لاوربا ؟

اعلن حزب العمال الكردستاني" الثلاثاء وقف إطلاق النار من جانب واحد، فيما التزمت حكومة أنقره الصمت المطبق تجاه العرض.علماً أنها تجاهلت عروضاً عدة مماثلة ، مستبعدة أي مفاوضات مع من تصفهم بأنهم "إرهابيين."
قال حزب العمال الكردستاني طوال اكثر من اثنتي عشرة سنة لتركيا ياتركيا ياابنة الحلال دعينا نجلس ونتفاهم ، مالك وما لنا ، مايجمعنا ومايفرقنا فنحن لايمكن ان نكون اتراك الجبل، لو انقلبت الدنبا راسا على عقب، ولانريدكم ان تكونوا اكراد السهول فالكردي كردي والتركي تركي والعربي عربي كلنا جئنا الى الدنيا عرايا وسنغادرها عرايا
فماذا يريد الجنرالات احفاد امبراطورية بني عثمان من حزب يطالب ان يتكلم الناس لغتهم ويلبسوا لباسهم التقليدي ويحكموا انفسهم مثل باقي البشر في ارجاء المعمورة؟ وهل ان حزب العمال الكردستاني هو عصابة مافيا حقا او مجموعة قطاع طرق او مغامرين لكي تفكر العسكرتاريا التركية بملاحقتها وتصفيتها ؟
فماذا استفادت الدولة التركية الحديثة اذن من الديموقراطية ومبادئ حقوق الامم والانسان ان كانت عيون جنرالاتها لاتبصرمئات الالوف من مؤيدي هذا الحزب وهم يملاون المدن والقرى الكردية والمنافي ؟ الا يجدر باهل السياسة ان يضاعفوا هذا العدد مضيفين لحساباتهم الالاف الاخرى من المساندين السريين لحزب العمال الكردستاني ليستنتجوا ان هذه الاعداد الهائلة لايمكن ان تكون اعدادا ضالة ومضللة ومرتزقة وهاوية عنف، وان مايرونه على الارض ماهو الا صورة واحدة وتجلي واحد لموقف كردي عام رافض ومتمرد ومصر على المضي بمطالبته حتى النهاية؟
لقد قدر لي ان اتصل بمقاتلي حزب العمال الكردستاني قبل تشكيل حزبهم الرسمي بسنوات وذلك في نهايات السبعينيات حين كانت مجاميعهم الصغيرة تصل لبنان للتدرب على السلاح لدى المقاومة الفلسطينية وقد اذهلني القدر الهائل من الالتزام والانضباط الذين كانوا يتحلون به، وادهشتني الطرق التي يتوسلها هؤلاء الشجعان للوصول الى بيروت والتي اتمنى ممن بعرف التركية ان يترجمها ويقدمها لجنرالات العثمانيين الذين مازالوا كما يبدو نائمين على اذانهم منذ موت الرجل المريض
أملين بان يبعثه الله حيا من جديد ليركبوننا الى يوم الدين.
قال لي احد هؤلاء المناضلين واصفا الطريق الذي يسلكونه من اجل كسب القدرة على مقاومة الفكر العثماني الاستبدادي : "في ظلمة منتصف الليل الحالكة ، ننتظر قطارا يصل مدينة معينة في تركيا ، يخفف القطارمن سرعته فنقفز للامساك به متسلقين لسطحه بحذر ثم حين يصل القطارلمحطة محددة، نتركه بذات الطريقة السرية لننتقل لقطار اخر...وهكذا الى ان نصل بيروت!!!"
فهل هناك قدرة، وقوة، وقرارات، وجيوش في هذا الكون بامكانها تحطيم هذه الارادة التي تدفع المرء للمجازفة بحياتة قاطعا الاف الكيلومترات من اجل ان يتعلم كيف ينتزع حقه؟
ان ورثة الامبراطورية العثمانية لايمكنهم ابادة شعب من ثلاثين مليون في القرن الواحد والعشرين تحت ذريعة سقطت بانحلال تلك الامبر اطورية اواثل القرن الفائت .
قد نختلف هنا وهناك مع حزب العمال ، قد لانتفق مع بعض الاساليب التي سلكها لكننا لايمكن الا ان نقف معه مثلما نقف مع الثورة الفلسطينية رغم اختلافنا مع بعض اساليبها ، فكلاهما دفاع مشروع ضد قمع وابادة غير مشروعين ، وبنظرة اممية تعلو قليلا على الجدران القومية التي تحيطنا منذ بداية التسعيتات، يمكن لنا نرى اوجه الشبه بين الفلسطيني و الكردي ، بل ان التحالف الاستراتيجي التركي الاسرائيلي ذاته يلقي باوجهنا يوميا مايؤكد هذا الشبه فما عبد الله اوجلان سوى انعكاس لصورة مروان البرغوثي وما وجود المقاتلين وراء حدود دولة اخرى سوى تكرار لحالة تعودناها حين استقر الفلسطينيون مرة في لبنان واخرى في الاردن.

ان مواطن الشرق الاوسط اينما كان ، في تركيا او ايران، في العراق او سوريا، في مصر او فلسطين هو مادة نشاط هذه المجاميع العسكرية السلطوية القومادينية المتوحشة وهو هدفها الذي تسدد له اللكمات من لحظة ولادته لتدوسه فيما بعد تحت اقدامها ، فهو الاكثر فقرا في العالم والاكثر تخلفا، والاكثر تعرضا للقمع، وبفضل هؤلاء تسير عجلة التاريخ في الشرق الاوسط الى الخلف عائدة الى السلف الصالح عل فيما قال وحدث قبل الفي عام مايدل على الوجهة التي يتوجب على هذه الشعوب ان تتوجه لها بعد ان ضاقت بها السبل.
ولهذا كله فان مواطن الشرق الاوسط موحد اصلا بعامل الفقر المشترك ، والاذلال المشترك فكل شعوبنا مهددة بان تحل ضيفا في يوم ما على شعب مجاور، فمثلما حلت نصف فلسطين ضيفا على لبنان وسوريا والاردن، حط رحال العراقيين في ايران والاردن وسوريا ، ومن يدري ماتجلب لنا قادمات الايام؟ فكل مافي بلداننا معلق بخطاب جلالة ملك او انقلاب وزير اورجفة غضب لرئيس امريكي
انه لشرف للانسان ان يناصر الفلسطيني من اجل استعادة وطنه، و شرف للانسان ان يناصر الكردي من اجل ان يعيش عزيزا حرا في وطنه فيطالب بالحرية لمروان البرغوثي و اوجلان في ذات الوقت
فلااكاد اتخيل شرقا اوسطا مستفرا دون حل هاتين المشكلتين ، فدعونا نعبر بانساننا حدود القوميات والطوائف باتجاه انسان شرقاوسطي حر وعزيز وانساني يتكلم لغته ويمارس سيادته على نفسه دون جنرالات وطواويس حرب وبيانات عن معارك يحيطونها بالقدسية وماهي الاحروب مخزية ..تستهدفنا جميعنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني