الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنفسنا

يحيى الشيخ زامل

2007 / 6 / 15
حقوق الانسان


كثيرون هم المشككين والرافضين لكلمة ـ أنفسنا ـ التي صدرت من سماحة السيد ( السيستاني) في حق سنّة العراق ، في أوقات مختلفة وكثيرة ،وخاصة ما بعد الإطاحة بنظام صدام ونشوب الفتنة الطائفية بسبب استهداف تنظيمات القاعدة أطراف كثيرة من الشعب العراقي من سياسيين ومواطنين ودور عبادة، وخاصة بعد تفجير قبة الإمامين العسكريين .
فالمشككين ويبدوا أنهم من بعض الأطراف الأخرى ليس باعتبارهم حريصون على وحدة الصف وتفككه ، بل لكون المصّرح ـ كما يرون ـ ممن لا يحمل هموم القومية العربية ، أو كأن العربي وحده هو الذي له حق أطلاق التصريحات ، وهو وحده ...... وطنياً ...... ونزيهاً ، ولو كان ( أبو لهب ) وغيره لا ، مع أن الكثير من العرب كانوا نقمة على العرب وغير العرب لا رحمة والشواهد كثيرة .
ولسنا هنا بصدد تحديد أفضلية الجنس أو العرق أو اللون ، كما أن من يعتقد بهذه الأفضلية الخلقية ليثير الكثير من الأستفهامات والتساؤلات حول خلفيته التاريخية والاجتماعية والنفسية ، ولا يفوتنا أنها من مخلفات الجاهلية الأولى ، والتي رفضتها القوانين والتوصيات والحقوق العامة للحريات الإنسانية والبشرية المتحضرة ، ولكن التساؤل الذي يثير الجدل دائماً حول ( المصرّح ) لا حول ما يصرحون به ، عن أسمه وطائفته وانتماءه ، وأن كانوا في الظاهر ينتقدون تصريحاته ، ولماذا مثلا حين يصرّح ( فلان ) حول موضوع ما ، وهو بعيد عن الهم العراقي وأهله يقابل بالقبول والنية الحسنة ، وحين يصرّح شخص أخر يجابه بالتشكيك والتكذيب مع أن كلاهما صرّحا تصريحاً حسِن لا غبار عليه ؟ !
وحتى حين التقى سماحة السيد مع وفد من كبار علماء السنة من بغداد و كركوك وتكريت والأنبار وديالى ومحافظات كردستان ، وقال لهم بالحرف الواحد : أنتم أخوتنا ..... بل أنفسنا ، وأن لا فرق بيننا وبينكم ، وأن اختلاف الأجتهادات العلمية والدينية بين العلماء لا توجب الاختلاف مطلقاً ) ، وذلك حسب ما نقله الشيخ ( علي الخفاجي ) مدير مركز الحوار الإنساني في أربيل وعضو فريق من العلماء السّنة حينما زاروا سماحته ، والخبر منشور في جريدة الصباح بتاريخ 18 / نيسان / 2007 وعلى صفحتها الأولى ، لا زال المشككين يرتابون بانتسابها لذلك الرجل لا لكونه غير عربياً ، بل لكونه من غير طائفتهم ، وكأن الطائفة الآن فوق كل شيء وهي الجواز الوحيد الذي يعبر به الناس صراطهم المستقيم فأما إلى الجنة وأما إلى الجحيم .

وأما الرافضين فهم وكما يبدو من طائفة الرجل نفسه ،والذين يضعون المعيارية الطائفية في كل شيء أيضاً ، والتي عندها تسقط الذنوب مهما كانت، كبيرة أو صغيرة ، بينه وبين الخالق أو بينه وبين الناس ....... المهم أن يكون عندهم من نفس الطائفة ، ولو قتل الناس جميعا ، وكأنها أجازة تبيح له ما لا تبيح لغيره ، أوهي تأشيرة إلهية للدخول إلى العوالم الماورائية والفردوسية .
وقد يبدوا لأول وهلة أن المشككين هم من الوطنيين الذي يخشون على صرح الوطنية المكتوب باسمهم وحدهم فقط ، والرافضين من الحريصون على نقاء الدم الطائفي المأسوف عليه بعد أن أتى ثماره ولو بعد حين ........ ولكن الواقع المؤسف يكذب هذا وذاك ويضعهم في خانة لا يحسدون عليها على مر التاريخ .
وأن كانت المؤامرات ـ كما يقولون ـ لها تخطيط وتمويل وتنفيذ بما في ذلك الحرب الطائفية في العراق ، وهو معروف من يخطط لها ؟ ومن يمولها ؟ ..... فالمشككين والرافضين هم من ينفذها ، ولن يرى العراق نعمة الآمان والسلام وهؤلاء موجودين يصولون ويجولون بذرائع مختلفة وأساليب متنوعة وغطاءات متعددة هنا وهناك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا