الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخبط لايفي بالغرض

تقي الوزان

2007 / 6 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في أحدى الندوات التي اقامها الحزب الشيوعي العراقي بعد سقوط النظام الصدامي المقبور , تحدث احد قيادييه, وتطرق الى اسباب انهيار الأتحاد السوفيتي وبقية المنظومة الاشتراكية . أنبرى احد الرفاق الجالسين للأعتراض بشدة على كلمة الأنهيار – وكاد ان يصفه بالعميل الأمريكي - , وسأله المحاضر بكل هدوء : ماذا تسمي فشل التجربة الأشتراكية أذن ؟! أجابه الرفيق وبشكل قاطع : انه تآمر من الأمريكان والدول الرأسمالية لأفشال الأتحاد السوفيتي العظيم وبقية الدول الأشتراكية . طيب , أجابه المحاضر وأضاف : اذ لم يكن هناك خلل في الممارسات السياسية للأتحاد السوفيتي "العظيم " , مثل غياب الديمقراطية , ودكتاتورية البروليتاريا, ونظام الحزب الواحد , وضعف في البناء الأقتصادي أفترض التمثل للنظريات أكثر مما هو لسد حاجات الناس . ولو لم تكن هذه النواقص وغيرها لما تمكن الغرب والأمريكان من النجاح في الأجهازعلى التجربة الاشتراكية ,
وأضاف : علينا ان ننظر لنواقصنا قبل ان نتهم العدو , وبدون هذا لانستطيع ان نعيد بناء أنفسنا .

تذكرت هذا الحوار الشيق , ونحن نسمع اليوم الكثير من الأخوة يحملّون مسؤولية فشل حكومتنا مقدماً على عاتق تآمر بعض الزعماء العراقيين من القائمة "العراقية" و" التوافق" و"الحوار" المشتركين في العملية السياسية , ويعتقد هؤلاء" الزعماء" ان بأمكانهم التعاون مع أطراف أخرى بما فيهم الجحوش الكردية , وبمساعدة دول عربية , لأسقاط حكومة المالكي الشرعية وأقامة حكومة بديلة , تعمل على اعادة توجيه العملية السياسية , واعادة كتابة الدستور, وفق مصلحة النظام العربي الرسمي . ولاشك ان هذه الاعمال مدانة, وابطالها لم يتوقفوا عن ممارستها منذ سقوط النظام ولحد الآن .

لقد فات هؤلاء الأخوة ان أفشال هذه المخططات يأتي بالأساس من نجاح حكومة المالكي بالايفاء بأهم التزاماتها . وهي تحقيق الأمن , والقضاء على المليشيات , واستكمال اعادة بناء اجهزت الدولة , وتنظيف اجهزت الوزارات الأمنية من الخروقات التي شلت حركتها , ومحاربة الفساد وسرقة الأموال العامة , واعادة دوران الدورة الأقتصادية , ومعالجة التضخم , وتأهيل البنية التحتية , ومئات المشاكل اليومية الأخرى . وبدل التحسن المأمول , يسير الوضع نحو الأنحدار أكثر .
ومثلما هو معروف ان الأمريكان هم اصحاب السلطة الحقيقية في العراق , ونتيجة انعكاس الوضع الأمني في العراق على الحراك السياسي داخل الساحة الامريكية , وما سيتركه من آثار على توجهات الناخب الأمريكي , دفع الأدارة الامريكية لوضع عدة شروط على المالكي مقابل استمرار وزيادة دعمها له . وحددت له فترة الشهر التاسع لأعادة تقييم جدوى استمرار هذا الدعم , او الألتجاء لتطبيق خطط أخرى لم يتم الأعلان عنها .

والأساس الهش الآخر , حجم الأختراق الايراني الكبير للعراق , وليس من المعقول ان يسمح الامريكان لتنامي هذا النفوذ أكثر وسط الأستعدادات العسكرية الكبيرة التي يجري تحشيدها , وتهيئة الاجواء لحل مشكلة المشروع النووي الايراني عن طريق الحسم العسكري , وكلما اقتربت لحظة الصدام زادت احتمالات التخلص من حكومة المالكي , التي يعتبرونها موالية لطهران .
الملفت للنظر هو التهويل , ومحاولة تعليق اسباب هذا الفشل الحكومي على المجموعة المتآمرة كما تسميها الأطراف الحكومية الفاعلة . وقد تزامن هذا التهويل عند عودة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني من زيارته لأميركا , ويبدو ان الأمريكان طرحوا عليه اضطرارهم للأستجابة لبعض ما تطلبه الحكومات العربية المساندة للجهد الامريكي في انهاء المشروع النووي الايراني , اذا تأكد فشل حكومة المالكي , وعدم الايفاء بالتزاماتها , والسؤال : الى متى يبقى الأمريكان مرتهنين الى نجاح الحكومة العراقية ؟
ويبدو ان الأستجابة السريعة للحكومة العراقية بعد عودة رئيس الجمهورية, لأصدار قانون رد الأعتبارلجميع المفصولين – وبدون أستثناء- من دوائر الأمن والمخابرات والشرطة والجيش " تقاعد لمقدم فما فوق , وعودة للعمل حسب الرغبة للرتب الأدنى " خطوة أولى للمصالحة الشاملة مع البعثيين وهو المطلب الأمريكي الأكثر الحاحا , وهذه الخطوة يمكن ان تثبت الرضا الامريكي كما تعتقد الحكومة , الا ان الوقت يبدو اصبح متأخراً .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج