الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن والقائمة العراقية الوطنية

جاسم الحلفي

2007 / 6 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كان اشتراك حزبنا الشيوعي العراقي، في القائمة العراقية الوطنية، ولا يزال يستند الى المشروع الوطني، الذي يؤكد على تكريس الوحدة الوطنية وتعزيزها، ويرفض الاستقطاب الطائفي، ويولي اهتماماً استثنائياً لتوفير الأمن وتحقيق الاستقرار، وتطبيق المصالحة الوطنية، وإيجاد الحلول السياسية الواقعية لمشاكل البلد، بعيداً عن الطائفية والجهوية، ويعمل على اعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس الكفاءة والمهنية والاخلاص للوطن، وحل المليشيات وتأهيل منتسبيها، وإعادة بناء القوات المسلحة، وقوات الامن الداخلي بعيداً عن الاستقطاب الطائفي، وتمكينها من ان تؤدي دورها الكبير في ضمان الأمن للمواطنين، مما يوفر الأسس الضرورية لاستعادة سيادة العراق واستقلاله الكاملين وإنهاء الاحتلال وانسحاب القوات الأجنبية من على ارض الوطن، وإقامة علاقات حسن الجوار مع محيط العراق العربي والإسلامي، ومع الدول الاجنبية على اساس المصالح المشتركة والتعاون لما فيه مصلحة الشعوب.
إن اشتراكنا في القائمة العراقية الوطنية، ينطلق من حرصنا على العمل المشترك، ومن قناعة راسخة لدينا بضرورات العمل مع القوى الوطنية الاخرى، ذلك إن التوجه للتعامل مع التحديات الكبيرة والخطرة التي يواجهها البلد يتطلب منا، من بين ما يتطلب، تعاوناً وتنسيقاً مع الأحزاب والحركات والشخصيات السياسية الاخرى، وهذا لا يعني، بالتأكيد، إلغاء خصوصيتنا كحزب، فحزبنا يتبنى برنامجاً وطنياً ديمقراطياً، تم تدقيقه وإعادة صياغته في المؤتمر الوطني الثامن، وتضمن توجهات اقتصادية واجتماعية، ليس بالضرورة أن يتفق معنا حولها، بعض او كل اطراف القائمة، كما انه ليس بالضرورة أن نتفق مع تصورات بعض الاخوة في القائمة العراقية حول هذه القضية او تلك من القضايا التي لا تنسجم مع توجهاتنا الخاصة.
لذا فان تعاملنا في اطار القائمة، كان ولا يزال، ينطلق من الحرص الشديد على وحدتها وتماسكها، وإلتزام جميع القوى والشخصيات المنضوية بداخلها على البرنامج المشترك الذي نحرص على التمسك به، ونمارس دورنا مع الاخرين من اجل ايجاد الطرق الصحيحة لتطبيقه.

وحين نختلف في التصور او في رسم الموقف، او حتى في اتخاذ القرار حول أية قضية من القضايا التي تواجهنا في عملنا، وما اكثرها، فلنا كل الحق، بل ان الواجب يحتم علينا ان نبدي رأينا حولها بوضوح كامل، كما يستوجب تبيان المنطلقات التي ننطلق منها في معارضة القرار، ونوفر المعطيات الكافية حول أبعاد إعتراضنا. وحين لا نجد سبيلاً الى التأثير، نعلن ونبين موقفنا واضحاً جلياً امام الجميع، وهذا ما درجنا عليه خلال الفترة المنصرمة، ولنا في التصويت حول الفيدرالية خير مثال.
إن الاجتماعات التي تعقدها القائمة العراقية هي آلية صحيحة ضمن الآليات الأخرى للتشاور داخل القائمة، وللجميع داخل القائمة الحق في إبداء رأيهم الخاص، لكن ليس أي رأي يطرح داخل القائمة هو، بالضرورة، ملزم للجميع. و ليست كل فكرة تطرح في اجتماعات القائمة يجب ان يتبناها الاخرون. كما انه ليس بالضرورة ان يلتزم الجميع بأي قرار ارتجالي غير مدروس، فالقرار الصحيح داخل القائمة هو الذي يأتي منسجما مع برنامج القائمة، ومتوافقا مع خطها العام.
إن وجودنا في القائمة العراقية هو ليس قيدا أمام تحالفاتنا وعلاقاتنا السياسية مع القوى والاطراف السياسية الاخرى، بل ان علاقاتنا مع القوى الاخرى هي استثمار اضافي للقائمة العراقية، وهي جسور جديدة لعلاقات القائمة مع الاخرين. وعليه، فإن وجودنا في اطار القائمة العراقية هو امكانية تنسجم مع التوجهات الوطنية الاخرى وتدعمها.
ان بقاء القائمة العراقية الوطنية، كقائمة، يرتبط بمدى التزامها ببرنامجها وتوجهاتها العامة التي اتفقنا عليها بشكل جماعي، فاذا افقتدت ذلك فان لكل طرف الحق في اختيار طريقة الخاص، وتنتفي التزاماته بها.
فالسياسة ليست إطلاقا للأمنيات، بل إنها نشاط إنساني كبير. وحينما يكون بلدنا أمام كل هذه التحديات الخطرة ، فهل نقف متفرجين أم نخوض غمار الصراع ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة