الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الاستقلال والقضايا المصيرية: الديمقراطية – السلام – الوحدة – التنمية

الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)

2002 / 2 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان




يستقبل شعب السودان عيد استقلاله السادس والأربعين، وكاهله مثقل بحزمة القضايا المصيرية ذات الارتباط العضوي، الذي لا تنفصم عراه ولا يستجيب للحلول الجزئية. وقد ظل نضال شعبنا منذ الاستقلال يتمحور حول تلك القضايا، ويستهدف حلها وإنجازها.
ونود في عيد الاستقلال، ان نعيد ونؤكد قناعتنا، ان عناصر ومقومات حل وإنجاز تلك القضايا، ما زالت وتظل في يد شعبنا، صانع الاستقلال ومفجر ثورة اكتوبر وانتفاضة أبريل. وليس للمجتمع الدولي والإقليمي سوى المساعي الحميدة والدور المساعد، بحكم مقتضيات العصر، وتداخل القضايا الوطنية بمحيطها الإقليمي وفضائها الدولي.
ومن هذه القناعة نتصدى للاتهامات الجزافية التي تطلقها أجهزة الإنقاذ ورئيسها ضد المعارضة، بالعمالة تارة، وبتدويل قضية السودان تارة أخرى‍. لقد باشرت الإنقاذ تدويل قضية السودان منذ الأشهر الثلاثة الأولى من عمرها، حين طلبت من الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر والرئيس الكيني موي، التوسط لدى الحركة الشعبية لعقد جولة ثانية من المحادثات بعد الجولة الأولى في أديس أبابا.وأسفرت الوساطة عن الجولة الثانية في نيروبي – أغسطس 1989. وفي عام 92 طلب البشير من رئيس نيجريا، بابينقيدا التوسط، فانعقدت أبوجا الأولى والثانية في نيجريا. وفي عام 93 خلال اجتماع قمة الإيقاد طلب البشير من الرؤساء التوسط، فظهرت مبادرة الإيقاد وأصدقائها الذين تحولوا إلى شركاء‍. وإذا كانت المبادرة المشتركة قد بادر بطرح فكرتها وبنودها رئيس حزب الأمة – وفق تصوره لخلق توازن عربي في مواجهة الإيقاد الأفريقية، فالإنقاذ تستخدم هذه المبادرة للمماطلة وكسب الوقت وتفتيت التجمع، منذ ان حاولت تطويقها بالمؤتمر التحضيري ودعم مواقع اتفاق جيبوتي مع حزب الأمة، ثم تهديدها بالانسحاب من الإيقاد إن استجابت لطلب التجمع المشاركة في محادثاتها‍. وقبل كل ذلك وبعده، دفعت الإنقاذ قضية السودان نحو التدويل وفتح أبواب التدخل الأجنبي، عندما حولت السودان إلى وطن طارد، يبحث شتات بناته وأبنائه عن الأمن والأمان ولقمة العيش في القارات الخمسة، ثم حولته إلى مأوى وملاذ للإصوليين ليشنوا من أراضيه نشاطهم الإرهابي.
وماذا كانت النتيجة والحصيلة؟ تحت وطأة الحصار والعزلة، اضطرت حكومة الإنقاذ، ان تستضيف فريقاً قوامه أكثر من ثلاثين خبيراً من المخابرات الأمريكية، ولفترة زمنية امتدت لأكثر من عام، يستجوب كبار المسؤولين، ويجوس المواقع، ويراجع حسابات البنوك، بحثاً وتقصياً لعلاقة الحكومة بالنشاط الإرهابي.!0000وهنا نبادر لنؤكد، ان موقفنا ليس الشماتة السلبية على الإنقاذ، إنما الغضب الوطني المشروع على

استباحة أرض السودان مرتين: للإرهابيين، ثم للمخابرات الأمريكية. أرض السودان التي ظلت ملاذاً آمناً لثوار كينيا، الكمرون، إرتريا، فلسطين، أثيوبيا ! الغضب الوطني المشروع على الأنظمة العسكرية الشمولية الثلاثة، التي استهلت انقلابها على الديمقراطية بحجة حماية السيادة الوطنية من التدخل الأجنبي، وانتهت"بتمكين" النفوذ الأجنبي!
يحق للإنقاذ ان تقذف اتهاماتها الجزافية على المعارضة – وهي تحتمي خلف ستار من زجاج – ودليلنا على ذلك ما آلت إليه اتفاقية الخرطوم للسلام من الداخل 1997 مع فصائل جنوبية ونوبية، وقبلها الميثاق السياسي للسلام 1996 – وفي الحالتين ملأت الكون ضجيجاً بادعاء انتصار الإرادة الوطنية على التدخل الأجنبي 000! وها قد آن يوم الحساب، إذ لا تفصلنا عن شهر مارس سوى أسابيع لجرد حساب وحصيلة تنفيذ اتفاقية السلام من الداخل، سواء في صيغتها التي وقعها الزبير مع الفصائل الجنوبية، أو التي وقعها محمد الأمين خليفة مع فصائل جبال النوبة?!
واقع الحال، ان أسبوعاً واحداً يفصلنا عن الزيارة الثانية للمبعوث الأمريكي دانفورث لمتابعة تنفيذ المشروع الأمريكي للسلام في جبال النوبة ببنوده الأربعة، وملاحقه عن فصل القوات المتحاربة، وتحديد مواقع القوات الدولية للمراقبة – تبدأ بعشرة أفراد وترتفع إلى ثلاثمائة- من بريطانيا والدانمارك، واكوادور، وأمريكا، وجنوب أفريقيا والنرويج، ثم أجراء الاستفتاء‍! 000 فهل تكابر الإنقاذ بعد كل هذه الوقائع والحقائق؟ وهل تستطيع الإنقاذ ان تعترض، إذا توسعت أمريكا في مشروعها للسلام بإيقاع الخطوة خطوة كرقصة التانقو، وانتقلت به إلى مناطق استخراج البترول– حيث مصالحها الحيوية، إذا اعتبرنا منطقة جبال النوبة مجالاً لمصالحها الإنسانية والكنسية وما يرضي جماعات اللوبي؟‍!
مع ترحيبنا بكل عون وغوث إنساني من أمريكا وكل الدول المانحة، لإغاثة شعبنا من المجاعة والأوبئة والأمراض، نعلن دون مجاملة ان مشروع أمريكا للسلام يبقى عاجزاً طالما فصل وباعتساف بين السلام والديمقراطية، واتخذ منهج التجزئة لقضية لن تحل عقدتها إلا في شمولها ومكوناتها العضوية: ديمقراطية وسلام ووحدة وتنمية. وحتى في إطارها الجزئي، لن تحقق الإجراءات الأمريكية في جبال النوبة أهدافها ما لم تتوفر الديمقراطية التي تسمح بالمشاركة النشطة للحركة السياسية والجماهيرية وعقلاء وحكماء الكيانات القبلية النوبية والعربية لتصفية تجاوزات الإنقاذ، والتوصل الطوعي للتراضي والتعايش وحق التعويض المادي أو المعنوي! فقد ظلت أصوات أبناء جبال النوبة في الداخل والخارج، تجأر بالشكوى من التطهير العرقي، والاختطاف والسبيء والاعتقال والتعذيب حتى الموت، وانتزاع أرض الأسرة والترحيل القسري، والتوسع في الزراعة الآلية على حساب المراعي.
التصدي للقضايا المصيرية لا ينفصم عن التصدي لقضايا ومشاكل الجماهير النوبية، التي أفرزتها سنوات الإنقاذ الكالحة. وتبدأ أولى خطى التصدي بالإنعتاق من حالة الترقب والانتظار ومتابعة أخبار المشتركة والإيقاد وأبوجا المرتقبة وزيارات مبعوث أو آخر – فلا أمل ولا رجاء لحل مشاكل الجماهير والوطن خارج صفوف الجماهير. وحركة الجماهير تبدأ بالتفافها وتحركها الإيجابي من مشاكلها واحتياجاتها اليومية الضاغطة، بالعريضة والمذكرة، بالوفود للاحتجاج وتقديم المطالب، بالبيانات، بالتظاهر والإضراب – حركة جماهيرية أوسع من أن يحتويها حزب أو تنسب إليه، حركة تبتكر وسائلها وأشكالها، وتفرز قياداتها من صفوفها، حركة منبثقة من قاع المجتمع وجذور المشاكل اليومية 00 حـركة تواصل وتبعث رصيد شعب السودان النضالي في تحقيق الاستقلال الوطني وتفجير اكتوبر وأبريل واستعادة الديمقراطية!
المجد لشعب السودان في عيد استقلاله


الخرطوم 30/12/2001
سكرتارية الجنة المركزية
للحزب الشيوعي السوداني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته