الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهاء كابوس -انعدام الامان- مسؤوليتنا نحن

سمير عادل

2003 / 9 / 15
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                                                                                    
   لقد اصبح الانفلات الامني في العراق هو العنوان البارز في حياة سكان العراق وخاصة في مدينة بغداد. فسلب حق الحياة بات لا يشمل السياسين فقط بل كل من يحاول التجول خارج منزله. واذا كان المتجول امرأة فالخطر سيداهمها مرتين.
 وعلى عكس ما تفوه به الافاق "رامسفيلد" في زيارته للعراق قبل ايام بأن الاوضاع الامنية بدأت تتحسن. نستغرب حقيقة عن أية اوضاع تحدث عنها رامسفيلد؟ هل هي اوضاع قواته العسكرية التي تشن ضدها ما بين 9-17 عملية عسكرية يوميا ام الاوضاع الامنية في المدن العراقية التي بدأت تقتنص حياة المدنيين الابرياء؟. ولا ندري هل ان ادامة الكذب والتضليل الاعلامي سينقذ ما يمكن انقاذه؟ اذ يعرف "رامسفيلد" جيدا ان حرمان اغلبية جماهير العراق من مشاهدة وسائل الاعلام المرئية بسبب الانقطاع المتواصل للطاقة الكهربائية، او الصعوبة البالغة في اقتناء وشراء الصحون الفضائية وحتى الصحف اثر انخفاض القدرة الشرائية للفرد العراقي و انعدام اية موارد له بسبب ازدياد رقعة البطالة يوما بعد آخر، سيطمس بالتالي حقيقة الاوضاع الامنية التي آلت اليها في المجتمع العراقي. وفي تصريح آخر له في الكويت يقول:" ان مسالة الامن مرهون بالعراقيين". صحيح  هذا الرأي، لكن عليه ان يسحب قواته العسكرية من العراق اولا. فأنعدام الامن وعدم استقرار الاوضاع مرتبط بوجود القوات الامريكية. ان رامسفيلد "الجبار" يحاول حجب الحقيقة القائلة بأن السياسة الامريكية، ليس في العراق فحسب بل في العالم ، هي التي وراء انعدام الامن ووراء جريمة الحادي عشر من ايلول التي تمر ذكراها الان. ومن جهة اخرى يحاول ايضا ان يقدم جماهير العراق قرابين لوجود قواته في العراق. بعبارة اخرى انه وقواته العسكرية يعبثون بأمن وسلامة جماهير العراق وفي الوقت ذاته يحمل الجماهير مسؤولية امنهم. اليس هذا ضربا من النفاق والبلطجة.
 المشهد الذي يضيف الى مسرحية رامسفيلد درامية اكبر، هو تصريحات قادة الاحزاب في مجلس الحكم عندما تطالب بول بريمر باعادة تسليح مليشياتها للحفاظ على الامن. وجاءت هذه التصريحات عشية جريمة النجف، وبعدها، متناسين انهم عبثوا بأمن المجتمع حتى طفح الكيل، خلال فترة اطلاق العنان لهم بعد انهيار النظام البعثي. فها هي الدكتورة" رجاء الخزاعي" احدى عضوات مجلس الحكم في مقابلة مع جريدة "القبس" تتحدث عن الجدال الذي دار بينها وبين ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في احد اجتماعات مجلس الحكم حول الشكاوي المقدمة من قبل العرب الذي يسكنون في مدينة كركوك ضد عناصر الاتحاد التي يقومون بمضايقهتم. حيث يجيب ممثل الاتحاد بأن العرب في كركوك مثل الاسرائيليين في فلسطين ..ويكشف كيف تعبث قوات الاتحاد الوطني بأمن اهالي مدينة كركوك. وهناك عشرات الامثلة التي ارتكبت فيها مليشيات الاحزاب الشيعية في جنوب العراق جرائم تحت عناوين " تصفية البعثيين "، دون اية محاكمة. وكم من عشرات الابرياء قتلوا تحت تلك اليافطات اضافة الى جرائم السرقة المنظمة من قبل جميع مليشيات احزاب مجلس الحكم . وخير مثال على ذلك النهب والسرقة المنظمة لمدينتي كركوك والموصل من قبل قوات الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني. وبعبارة اخرى فان مليشيات الاحزاب القومية الكردية فيما لو اطلق  لها العنان، كانت ستنظم تصفيات عرقية في مدينة كركوك ضد العرب والتركمان ولكانت مليشيات احزاب الاسلام السياسي تنظم تصفيات طائفية ودينية و" مرجعية " في مدن العراق.
ان مسألة تحقيق الامان هي احدى المسائل المحورية الى جانب تحقيق حياة تتوفر فيها الحد الادنى من مقومات المعيشة مثل توفير الخدمات والطاقة الكهربائية وضمان المعيشة. ان انعدام الامان يسلب حق الناس في الحضور الفاعل الى الميدان ومشاركتهم في الحياة السياسية وصنع القرار. لقد وضع الحزب الشيوعي العمالي العراقي مسألة استتاب الامن في المجتمع العراقي على راس اولوياته وعمل على تحقيقه من خلال تشكيل المجالس في كركوك  واليوم يعمل من اجل تحقيقه في بغداد وسائر مدن العراق. ان شرط تحقيق الامن هو باستمرار تجريد تلك الاحزاب من اسلحتها الى جانب تشكيل الجماهير مجالسها التي تقع على عاتقها مسؤولية الحفاظ على امن المنطقة التي تديرها. 
   








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق