الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهلاً يا دكتور

خيزران عثمان

2007 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



مقدمة
كنت وما أزال اتابع باهتمام ما يكتبه الدكتور عبد الخالق حسين وأستصوب العديد من آرائه ودعواته بل وجدت فيه جرأة تحتاجها المرحلة التي تمر بها البلاد حتى طلع علينا بمقاليه الأول والذي يشيد فيه بالسيد بلير والثاني والذي يتعرض فيه للإسلام ,وليس لتيار إسلامي أو إسلاموي سياسي محدد يتصاعد في الوقت الراهن.وهذا ما وجدت فيه وجوب الرد, وبكل تواضع أضع ملاحظاتي أدناه أمامه وأمام السادة المنظرين ممن لهم باع في بحر الفكر والعقائد ولا أدّعي لنفسي شيئا من الصواب او العلم أو المعرفة بل اعترف انني إلى جانب كاتب المقال المذكور أعلاه أحوج ما نكون إلى التفقّه والتفكّيروسأظل فقيرة إلى ربّي .

تشبيه واستعارة!
نشيد الإنشاد هو جزء من الإنجيل وهو الكتاب المقدس لدي المسيحيين وتشبيه القرآن بنشيد الإنشاد له مصداقية بلاغية وليس هناك مجال لابتداع استعارة فكأننا نقول أو نشبّه الماء بالماءِ إذا لم نأتِ بجديد إذ هو كذلك فعلا.
في التضليل

هذا صحيح وهو يجري فعله من قبل كل الأطراف السياسية إسلاميّة كانت أم غير إسلاميّة حيث يتبين غياب الفضيلة والنوايا الصالحة أو الهداية الجليّة لدى مختلف الأوساط السياسية وفي معظم التيارات والإتجاهات للأسف.
صحيفة علمانيّة !

وهل يصح يا دكتور يا يساري ويا علماني أن تروّج لزعيم أبعد ما يكون عن اليساريّة والماركسيّة مثل السيد بلير كما كتبت في مقالك الذي تروج له بكل إعجاب بل تقول أن التاريخ سيكتب اسمه بالذهب!
أم هو رجوع إلى الفكر الإقصائي والتكفيري والتكفيري المضاد؟
والمثل الشعبي في بلادنا يقول :حب وقول واكره وقول.!
الرأي الآخر!

هل تستطيع أنت وصاحبك الإسلامي أو الإسلاموي كما يحلو لك أن تسميّه أن تحترما وجهة نظر بعضكما وأن لا تسعيا لفرض وجهة نظركما على الآخر فتسحبان البساط من تحت أحدكما الآخر؟
مماحكات ومحاكمات مع القرآن أم مع الإسلامويين؟

أظنك تحاكم القرآن والإسلام بحديثك هذا ولا تقاضي و لاتحاكم من تسميهم بالإسلامويين؟!
يحق لك أن تقاضي صاحبك وتفند حججه وتدافع عن حججك كما تشاء ولكن ليس أن تنتهز المناسبة وتستغل أقوال شخص كائنا من يكون فضلا عن صاحبك الإسلاموي لتتجرّأ على دين ومعتقد سماوي له من يؤمن به ويتّبعه وليس عليك بأس منّا في هذه الحياة الدنيا أن تكفر أو تؤمن أو تفعل ما تشاء دون ان تتعرّض لمشاعر المؤمنين.
إن هناك من المسيحيين ومن اليهود وسواهم من يؤمن بالله واليوم الآخر وأن هناك حياة أخرى بعد هذه الحياة وما إلى ذلك ..ولم يستطع الجدال والنقاش الطويل والذي دام قرونا طوالا أن يحسم الأمر لا لهؤلاء ولا إلى هؤلاء إلاّ بالبينات التي توردها الكتب المقدسة

أظن أنك طبيب جيد ولكنك يا دكتور لست مفكّرا جيدا مع الأسف كما يبدو لي على الأقل ولو كنت حقا منشغلا بالفكر والثقافة والتراث الفكري الإنساني والرباني لتتبعت ما موجود من إرث ضخم جدا لا تتسع له حياة واحدة للإحاطة به
إن التصور والترويج لأفكار تجد أن الإسلام وحده هو السبب في كل مشكلة أمر لا يختلف عن أولئك الذين يكتبون لك ليقولوا أن الإسلام هو الحل
مهمة المفكر لو كنت تزمع أن تصبح مفكرا عسيرة وليست بسيطة أبدا ولو وجدتها تثير الأعصاب فالأفضل لك أن تحصر جهودك في الطب فربما تجد فيه فسحة للإضافة والتجديد واللمعان .
وأحب أن أنوه إلى أن القرآن والإنجيل والتوراة وغيرها من الكتب السماويّة إنما هي كتب تبرهن على العقائد وتدعو إلى عالم آخر ليس للناس أن يعوه أو يدركوه بما لديهم من وسائل ماديّة بل من يريد أن يتعلّم السباحة عليه أن يلقي بنفسه في الماء كما يقولون والجدل بين الإيمان والكفر قديم وقد كفر عباقرة أفذاذ ومثقفون وسواهم كما آمن رقيق وبسطاء وفقراء وذلك فضل يؤتيه الله من يشاء
محن متماثلة أما آن أن تنتهي؟!
هنا احب أن أذكرك يا دكتور بمافعله المسيحيون في القرون الوسطى بمن سموهم بالهراطقة وسواهم وبعباقرة عصر النهضة! وأذكرك بالإبادة الجماعيّة التي مارسها الإسبان ضد العرب والمسلمين بعد سقوط غرناطة وأرجو أن تبحث ولو قليلا عمن هم المورسكيون؟
لتجد أن الجميع عندما يتوفر لهم البطش والقوّة فإنهم لا يتورعون. ويتركون الكتب المقدسة جانبا ويذرون ما قاله وما فعله السيد المسيح من أجل السلام والتسامح ليستعبدوا الناس في قاراتها جمعاء بغير وجه حق ويسلبون الحرّية والحياة ممن ولاّهم ربهم عليهم ومنهم أمة من تبشر بأن التاريخ سيخلده!وكذلك عدد من دعاة الديمقراطيّة نفسها
ولا شك ان السيد بلير لايريد أن يعيش في ماضيه لأنه لا يدري هل سيكون رقيقا مكبّلا بالأصفاد في سفينة خشبية وسط المحيط أم سيدا مترفا مطاعا مرة أخرى عندما يُبعث من جديد؟
الموضوعية!
إن السبيل الصحيح هو توسّل الموضوعيّة ووضع معطيات الواقع الإجتماعي في الحسبان عند الدعوة إلى أي تغيير اجتماعي وليس القفز فوق المعطيات واسأل عددا من أصحابك اليساريين فربما يشرحون لك صحة ما أدعوك له
كما أن السبيل لتجاوز العنف والتطرف هو البحث عن أسبابه أولا ثم معالجة ذلك يا دكتور إذ أن التشخيص كما أعلم يسبق العلاج أليس كذلك؟
لكم دينكم

مهلا يا دكتور ,فهناك من المفكرين كثير من يجد أن مفهوم الديمقراطيّة هو الآخر له نواقصه وثغراته
كما أن في الإسلام لكم دينكم وليَ دين أيضا.
ويا حبّذا لو تطّلع على الدعوات التبشيرية وبعض ممارسات الديانات الأخرى في نظرتها إلى من هم خارج عقيدتهم ولا تقل أن الأحزاب هناك علمانيّة ولا شأن لها بذلك! ..كيف والأحزاب تسمّي نفسها ديمقراطية مسيحيّة أو أية صفة أخرى بالإضافة إلى كونها مسيحيّة ؟
هناك ممارسات إنسانيّة وأخرى غير إنسانيّة في كل مكان ويقول المثل في العراق(بكل زور أكو واوي) فلا تكن حنبليا كما يُقال في العراق أيضا

خيزران عثمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة