الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهومنا لمناهضة الصهيونية- ليس مقصورا على تحرير الشعب الفلسطيني من هيمنتها، وانما يشمل تحرير الشعب اليهودي في اسرائيل ايضا من هيمنتها!

عصام مخول

2007 / 6 / 16
القضية الفلسطينية


من تلخيص النقاشات في المؤتمر ال25 للحزب والتي اقرها المؤتمر بالاجماع
حاول بعض المتناقشين وبشكل منهجي التلميح وكأن هناك نقاشا في حزبنا حول الموقف من الصهيونية، والايهام بان هناك من يعمل على "التراجع" عن الثوابت الفكرية والسياسية التي انتهجها حزبنا تجاه الصهيونية... ونحن نؤكد ليس فقط ان حزبنا دون منازع، يحمل الموقف المعمق والاكثر تجذّرا وشمولا في رفض الصهيونية ومناهضتها، فكرا وممارسة في الماضي وفي الحاضر، وان اي تغيير لم يطرأ على موقف الحزب، ولم نكن بحاجة لاية اعادة نظر لا من قريب ولا من بعيد في الموضوع، ان مقولاتنا وتحليلات حزبنا في مسألة الصهيونية وهشاشتها وطبيعتها الطبقية، وطابعها المعادي لمصالح الشعوب- ليس لمصالح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية فقط، بل لمصالح الجماهير اليهودية في اسرائيل نفسها- تتأكد صحتها اليوم ودقة تحليلها اكثر من أي وقت مضى.
ان حزبنا الشيوعي الاسرائيلي لا يكتفي برفض الصهيونية وفضحها ومناهضتها، ولكنه يطرح على الشعب اليهودي في اسرائيل، بديله الانساني والدمقراطي التقدمي- بديله الاممي الاشتراكي الشيوعي المرشح لاستبدال الصهيونية. ان موقف حزبنا من الصهيونية، ليس نقطة ضعفنا وانما نقطة قوتنا التي لا تضاهيها اية قوة سياسية فاعلة في هذا الموضوع. وتنضم شخصيات وشرائح جديدة في المجتمع الاسرائيلي الى الموقف الرافض او على الاقل المتنصل من الصهيونية والبحث عن تناقضها مع مصلحة شعبي هذه البلاد (بما فيها الشعب اليهودي)، كما حدث مع ابراهام بورغ.
ونحن نسأل- لمصلحة من يتم افتعال نقاش كهذا في مؤتمر الحزب؟ خاصة ان هذا النقاش غير قائم في الحزب، ولم يطرحه احد، لا في اعمال الهيئات الحزبية ولا في الكوادر والفروع، ولا خلال اعداد مواد المؤتمر؟!! ولمن يتم توجيه هذا التشكيك؟
لقد كتبنا في رؤوس اقلام المؤتمر ونحن واثقون ان المؤتمر سيقر رؤوس الاقلام ما يلي:
"سبحنا في الماضي ونسبح في الحاضر في عكس تيار الفكر القومي الرجعي لدى اليهود ولدى العرب. اننا نرفض أسس الايديولوجية الصهيونية فكرا وممارسة، والتي تنمّي التوجهات العنصرية والمس بالمساواة والدمقراطية، ونرفض مواقف الرجعية العربية. ان توجهنا طبقي وأممي ونقسّم العالم بطريقة مغايرة. ان التقسيمة الاساسية بالنسبة لنا ليست بين اليهود والعرب، بل بين اولئك الذين لديهم مصلحة في النظام الطبقي القائم ومن لديه مصلحة في تغييره. ولذا يمكننا نقترح سياسة يهودية عربية، بدلا من سياسة لليهود واخرى للعرب".
لقد ناضل الشيوعيون في البلاد على مدار سنين طويلة ضد الايديولوجية والممارسات الصهيونية- ضد "احتلال الارض" وسلبها من الفلاحين العرب وضد "العمل العبري" واضطهاد العمال العرب.وقد حلّل حزبنا طابع الصهيونية الطبقي واعتبر انها "تعبّر عن مصالح البرجوازية اليهودية الكبيرة وتتناقض مع مصالح العاملين ومصلحة شعب اسرائيل الوطنية، ومع مجمل قضايا التقدم والاشتراكية. اننا نرى في النضال ضد ايديولوجية الصهيونية وممارساتها ليس فقط مصلحة طبقية للطبقة العاملة وعموم الكادحين في اسرائيل، وليس فقط مصلحة لقضايا التقدم والاشتراكية، وانما- وبما لا يقل عن ذلك- اهتماما حقيقيا بمصالح اسرائيل الوطنية..." (قرارات المؤتمر الـ18 للحزب الشيوعي الاسرائيلي). لذا رفضنا دوما الادعاء الصهيوني بافتراض التماهي بين اسرائيل وبين الصهيونية وبين اليهود والصهيونية، ونحن نعود ونؤكد هذا الموقف في المؤتمر الـ25.

هذا هو موقف الحزب الثابت من الصهيونية، وهو مثار اعتزاز في الماضي والحاضر، واكثر المواقف وضوحا في المواجهة مع الصهيونية فكرا وممارسة. فما الذي يرمي اليه التشكيك من على منصة المؤتمر في موقف الحزب من الصهيونية ومحاولة تشويهه؟! ام ان هناك من يلمّح او يفترض وجود تفاوت في مواقف الرفاق اليهود والعرب في هذا الموضوع؟!! ان حزبنا يرفض هذا التلميح، جملة وتفصيلا، ويعتبر ان اصحاب هذا الموقف هم المطالبون بتفسير مواقفهم من الحزب ومواقفه المبدئية. ويرفض الحزب بشكل قاطع هذا الافتراض، كما يرفض حزبنا محاولة الصهيونية افتراض حالة من التماهي بين الايديولوجية الصهيونية وبين الشعب اليهودي في اسرائيل. ان الصهيونية معنية بان تضع جميع اليهود في اسرائيل في سلّتها، واقناعهم ان لا خيار آخر لديهم. ان رفاقنا اليهود اولا، يرفضون هذه الكذبة وتشويه الوعي، ويرفضون ان تتحدّث المؤسسة الصهيونية باسمهم، ويقولون: "ليس باسمنا"، ويعملون على اقناع الجمهور اليهودي العامل ان الصهيونية لا تمثّل مصالحه، بل هي نقيض مصالحه.

ان مفهومنا كشيوعيين عرب ويهود مناهضين للصهيونية، لا ينحصر في تحرر الشعب الفلسطيني من الهيمنة الصهيونية، بل يقتضي تحرير الشعب اليهودي من هيمنتها ايضا، ليس في اطار "نظام حكم عربي" او "صهيوني " قومجي، او "أصولي" كهذا او ذاك، وانما في اطار نظام اشتراكي.
ان لدينا ما نعتزّ به ونفتخر في النضال المشترك العربي- اليهودي العادل، من اجل السلام وفي مناهضة الصهيونية.

لقد استمعنا الى اقتباسات كثيرة من لينين خلال النقاش، واحيانا لتبرير مواقف غير لينينية بالضرورة. وانا سأكتفي باقتباس واحد من لينين : "ليس صحيحا دائما، ان من يكثر من اقتباس ماركس، يكون ماركسيا!".

استمعت الى نقاش احد الرفاق يسأل- اذا كانت اسرائيل قامت في اطار حق تقرير المصير، فهل هي دولة يهودية في مفهومنا؟!

ان اسرائيل قامت على اساس قرار التقسيم في 29.11.1947، في اطار قرار مجلس الامن الدولي باقامة دولتين في فلسطين، عربية ويهودية. وبقيام اسرائيل تحقق حق تقرير المصير للشعب اليهودي في اسرائيل، وعلى رقعة اكبر من الرقعة التي قررها قرار التقسيم. وبقي المطلب باقامة الدولة الفلسطينية وتجسيد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني دون اجابة. ان شرعية دولة اسرائيل لن تكتمل الا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. ومع علمنا ان حدود الرابع من حزيران ليست هي لبّ الصراع، ولكنها فرصة الحل. وبقيام دولة اسرائيل أصبح النضال اكثر الحاحًا على دمقراطيتها، تحسبا من يهوديتها. ان الحركة الصهيونية، في بعدها الايديولوجي واذرعها السياسية والعسكرية، استحوذت على حق تقرير المصير للشعب اليهودي في فلسطين، وعملت على فرض تماهٍ بين الصهيونية وبين هذا الحق. وهي في الوقت نفسه احتجزت حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. واصبح اليوم واضحا أن تحرير حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني من القبضة الصهيونية يشكل اساسا لتحرير مصير الشعب اليهودي من القبضة الايديولوجية الصهيونية.

*الأمين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو طريف.. كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة شاهدت دمى تطفو


.. الرئيس العراقي: نطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف القتال في غ




.. سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز


.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة




.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا